الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"ثقافة موسيقى المهرجانات والرقص".. فرضت تواجدًا طاغيًا في الأحياء الشعبية.. تتنافى مع المعايير التربوية.. أساتذة اجتماع: فساد للأخلاق.. ولابد من إحكام الرقابة عليها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدخول ثقافة موسيقى المهرجانات وانتشارها فى الشارع المصري، وتواجدها الطاغي في الأحياء الشعبية، أضحت مع مرور السنين شكلًا من أشكال "الخلاعة"، حيث يستخدمها الأطفال والفتيات والشُبان كواجهة لـ"الروشنة" فى الاحتفالات والأفراح ومؤخرًا فى المدارس وحفلات تخرج طُلاب الجامعات.

انتشار موسيقى المهرجانات، بكلماتها التى غالبًا ما تكون "خليعة" ساعد على انتشار ظواهر كثيرة تتنافى مع المعايير التربوية فى الشارع المصري، خاصة بعدما أصبح الشباب والفتيات يرددنها فى كُل مكان وزمان، المنزل والمدرسة والجامعة، بل وأضحت واحدة من الأشياء التى تدفعهم للرقص وصولًا بالخليع منه.
أغاني مهرجانات بألفاظ سيئة من مطربين يسهل تصنيف أكثرهم بمتدنيين الأخلاق، لم يفكروا يوما في الأطفال الذين يرون ذلك وكيف سيكونون في المستقبل، فى وقت تسعى فيه الدولة بعد ثورتين إلى تحسين وضعية التعليم والأخلاق والقيم والدين ببلادنا نجد جانب آخر يفسد أخلاق أطفالنا وبنات المسلمين.
كما انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من مقاطع الفيديو للبنات ورقصاتهم الغريبة على السوشيال ميديا التي باتت أفظع من الشباب وحركاتهم وتمايلاتهم واندماجهم التي تصلهم إلى خلع ملابس من شدة الاندماج في الرقص على مهرجان في الشارع أو في ساحة أو كافية أو مدرسة، في ظل فضاء إلكتروني مفتوح.

الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والدينية، قال إن ظاهرة رقص الفتيات في الشوارع على أغان ومهرجانات هو فساد الشباب التي تورث فساد الأخلاق ظاهرة خطيرة جدا وخطورتها تغزو كافة الأنحاء وتلقي بظلالها على كل الأفراد وعلى المجتمع وعلى الدول، وفساد الشباب الأخلاقي يعرف بأن فقدانهم لكافة القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية وقيامهم بكل ما هو مناف للآداب العامة والآداب الإسلامية.
وأضافت أن البنات يصورن أنفسهن وهن يرقصن ويحملنها على اليوتيوب وتحظى على نسب مشاهدة  ولا تهتم الرقابة بذلك رغم أنهن يضرن المجتمع والأطفال الذين هم بناة المستقبل ونجد الطفل يردد أغاني وألفاظا  سيئة ويرقص بطريقة لم تصدق أن عمر هذا الطفل يصل به إلى ذلك الانحلال والأخلاق المتدنية.
واستطردت أن سوء التربية الأسرية للأبناء وفشلها الذريع في تطوير نفسها لتتلاءم مع مراحل عمر الأبناء أهم أسباب الفساد والانحلال الأخلاقي للشباب والشابات، يأتي بعد ذلك ابتعاد الأهل عن التربية الدينية للأطفال وهذا سبب بعدهم عن مبادئ الإسلام، التفكك الأسري وعدم وجود رابط وحضن الأسرة الدافئ الذي يلم شمل الأفراد، حيث إن التفكك الأسري عامل قوي جدا لفساد الأبناء.
وأكملت أن للتطوير الهائل في التكنولوجيا جعل بمقدور الشاب أن يدخل في متاهات كثيرة ومتوفرة له مثل الإنترنت بمغرياته التي لم تنته والمحطات الفضائية التي لا تحترم دينا أو عرفا  وانتشار المواقع والمحطات الإباحية التي تساهم بقوة في فساد الشباب ولا يوجد رقيب ولا حسيب على تلك المواقع والسوشيال ميديا.
وأشارت إلى أن المشكلة كبيرة ولكن يمكن أن نعدل القواعد التي يسير عليها شباننا وأن نعيدهم إلى طريق الصواب، أولا لابد من وجود الرغبة الصادقة بالتعديل والإرادة الكبيرة القادرة على التحمل والفكر والوعي السليمين لإبعاد المشكلة وتوفير الإدراك لخطورة الأمر ويمكن أن نحقق الكثير من الإنجازات بالبعد عن الفحشاء التي يتبونها البنات وأسلوبهم في الحياة التي يكتسبونه من الغرب.
والنظر بتمعن في الأسباب الرئيسة لاتباعهم الانحلال الأخلاقي ومن أين يأتي الفساد حتى ندرك الحلول لهذه الظاهرة، وأكد أن الجيل الفاسد لن يورث إلا جيلا فاسدا آخر وكلما بدأنا العمل مبكرا كلما كانت نتائجنا المرجوة أفضل.

فيما أكد إبراهيم البيومي، أستاذ علم الاجتماع، أن فكره تصوير البنات انفسهم وهم يرقصون ويحملونها على مواقع السوشيال ميديا فكره متدنية الأخلاق بعيدا عن الموهبة أو الهواية أو الحرية التي دائما يتكلمون عنها وهم لا يعرفون عنها شيئا، فقد تغيرت الأحوال في هذا الزمان، وابتلي الكثير من النساء بخلع جلباب الحياء، والتهتك، وعدم المبالاة وانهمكن إلى حَد يُخشى منه الانحدار في هوة سحيقة من السفور والانحلال، وحلول المَثُلات وتقطيع بناطلهن ورقصهم في الشوارع على مهرجانات كلامتها أشبه بالإسفاف.
وتابع أن في الوقت الذي نحاول العودة إلى المجد الحضاري الزائل وبناء تاريخ جديد للمنطقة العربية والإسلامية بجد الغرب يسيطر على افكار وعقول ابنائنا ونحاول دائما أن نتطهر من الدنس الأخلاقى ونطرد الانحلال ونردع المنحلين وذلك يندرج في أفكارهم وعقولهم تحت مسمى الفن والإبداع.
وطالب استاذ علم الاجتماع الرقابة بتفعيل دورها على مواقع السوشيال ميديا والنظر إلى حال الشباب التي بات منعدم في الحياة وعلى أثرها لم نجد مستقبل أو حاضر، سوف نجد دمار بسبب الأفكار والأفعال من المشينه من الشباب والبنات ومصطلحاتهم الغريبة التي نسمع بها ولغاتهم وكلامتهم التي تندرج تحت بند الموضه " وخليك كول وفريش"، وأثناء حديثة مع البوابة لفت نظر الأهالي ان يهتموا بتربية أولادهم والعناية بهم من صغر سنهم كي يصبحوا املا نفتخر به في العصور القادمة مثل أجدادنا القدماء التي نفتخر بهم حتى الأن.
اختص البيومي في حديثة عن البنات والعناية بهم لأنهم باتوا الأشهر على الساحة برقصاتهم الخليعة مثل الشباب واسلوبهم الساذج، حيث تترك الأسرة بدون بوصلة الحياة، فالثقافة السائدة هناك هي صمت الأب ولا يحادث ابنه ولا الأم تحادث ابنتها، بل يتركانهما في حيرة، لا يجدن بديلا عن النت والقنوات الفضائية، ومن هنا تبدأ مرحلة الانحلال الأخلاقي، وما يكون على المدرسة سوى استقبال ضحايا التربية وإدماجهم في وسط قد يزيدهم تفسخا وانحلالا وذلك بعد توافر شرط الحرية وغياب مبدأ المحاسبة في البيت والمدرسة والأهل.