الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

صحف عبرية: نتنياهو خطط لقصف سوريا وترامب نفذ المهمة.. غضب إسرائيلي من الضربة العسكرية "الهشة".. وحزب الله يسحب مقاتليه

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن قرار إدارة ترامب بتوجيه ضربة لسوريا عقب مزاعم باستخدام نظام الأسد الأسلحة الكيمائية ضد أبناء شعبه في بلدة دوما، نابعًا منه أو من دائرة صناع القرار فى البيت الأبيض، خصوصا وأنه ظل قبيل ساعات من الضربة يعلن عدم امتلاكه لأدلة تؤكد قيام النظام السوري باستخدام السلاح الكيميائي. 



ترامب ينصاع لأوامر إسرائيل

الحقيقة كشفتها معلومات كبار المحللين العسكريين الإسرائيليين من خلال التحليلات المنشورة فى الصحف العبرية والمراكز البحثية الامنية حيث أكد المحلل العسكري روبن بن يشاى فى تحليل حول "الدور الإسرائيلي فى القرار الامريكي بضرب سوريا "أن اسرائيل دفعت ترامب لاتخاذ هذا القرار وهذا بناء على تقرير قدمه جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية جاء فيه ان الفحوصات الدقيقة من جانب الجهاز (امان) أكد استخدام غاز السارين والكيماوي من قبل نظام الأسد، الأمر الذى أثار غضب ومخاوف الدوائر السياسة والعسكرية الإسرائيلية من امكانية استخدامه مستقبلا ضد اسرائيل، فسارع نتنياهو بدفع ترامب بالإعلان عن شن عمل عسكري فى سوريا وذلك خوفا من استخدام هذا السلاح ضد اسرائيل".
وأوضح "بن يشاى" أن من ضمن المعلومات التي ذكرها جهاز الاستخبارات الإسرائيلية ان النظام السوري مستمر فى إنتاج وتطوير السلاح الكيماوي رغم تعهد روسيا منذ عام ٢٠١٣ بأنها ستمنع الأسد من امتلاك وتطوير سلاح كيماوي او حتى استخدامه الا ان حادث الدوما جعل جهاز الاستخبارات يوصي قيادته السياسية ووزارة الخارجية بالضغط على امريكا من اجل ردع روسيا التى ستمكن الأسد فى المستقبل من استخدام هذا السلاح ضد اسرائيل غذا لم يتم اسقاطه.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى المخاوف الإسرائيلية مما تفعله روسيا فى سوريا ودعمها المحور الايرانى والمليشيات الشيعية التى تسعى لاستهداف إسرائيل مستقبلًا.
وأكد "بن يشاى" أنه كان من المخطط والمتفق عليه ردع بوتين والحرس الثورى الايراني المتواجد في الأراضي السورية، من خلال الضربة الأمريكية الغربية مع الاخذ فى الاعتبار رفع حالة استعداد الجبهة والقيادة الشمالية العسكرية وسلاح الجو الإسرائيلي لاى سيناريوهات جراء هذه الضربة بل واستعدادها للاحتكاك العسكري مع روسيا اذا لزم الامر وردع إيران قبل فوات الاوان، إلا أن الحسابات الامريكية الفرنسية البريطانية التى خشت من ايقاظ الدب الروسي جعل الهدف الاسرائيلي من العملية العسكرية ينتهى بدون فائدة بل تسبب فى غضب اسرائيل وتجعلها تشعر بقلق بالغ مخافة تلقي ردود الفعل تجاهها من ايران وحزب الله.

غضب إسرائيلي من نتائج الضربة

أبرز "بن يشاي" الغضب الإسرائيلي من الهجمات المحدودة من الجانب الأمريكي والبريطاني والفرنسي على سوريا، معتبرا إياها هشة لم تصل لحد اسقاط الاسد، بل أن الضربة ابرزت المخاوف الامريكية والبريطانية والفرنسية من إغضاب روسيا.
وأوضح أن هذه الضربات ستمكن الاسد من أن يتنفس الصعداء خاصة وأنها لم تنال أى من رموز نظامه واشارة منهم بأن الأسد باق، محذرا القيادة الاسرائيلية من استخدامه للأسلحة الكيميائية في المستقبل بعد هذه الضربة الهشة.

مخاوف من رد سوري إيراني

نقل موقع الإذاعة العبرية عن مصادر أمنية اسرائيلية قولها إن "إسرائيل على أهبة الاستعداد لأي سيناريو".
ونقل الموقع المقرب من أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية "ديبكا" عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان سلاح الجو السوري اخلى قواعده ونقل الطائرات إلى المطارات المدنية منها المطار الدولى باسل الاسد فى تاكيا ومطار الدولى لدمشق والمطار العسكري ميراف بجوار حلب وهذه المطارات محاطة ببطاريات ومضادات صواريخ روسية قبل الضربة بساعات حيث تم نقل طائرات من طارز ميج 29 والسوخوى 24 التى هى القوة الحقيقة لسلاح الجو السوري.


حزب الله يسحب مقاتليه

الإذاعة العبرية أكدت أن حزب الله اخلى جزء من مقاتليه من سوريا وذلك لتفادي اصاباتهم فى الضربة والابقاء عليهم كعامل تهديد لاسرائيل ني في سوريا يستهدف المس بإسرائيل".
وقال موقع الجيش الاسرائيلي "جالى تساهل" إنه تم إغلاق المجال الجوى فى هضبة الجولان حتى نهاية الشهر فى أعقاب الضربة الغربية على سوريا، وتحذير الطيران بالاقتراب منها.
واوضح موقع ماكو حداشوت ان الهدف من الضربة كان الحفاظ على الامن الاسرائيلي والقضاء على المخاطر التى تهدده وهو ما لم تحققه الضربة.
واكدت صحيفة معاريف نقلا عن قيادات عسكرية اسرائيلية ان بلادهم تحاول منذ وقت كبير ازاحة الغطاء عن التواجد الايرانى في سوريا وتعاظم قوة الحرس الثوري والميليشات الشيعية التى تعمل بداخل سوريا والتى تخطط مستقبلا فى ضرب اسرائيل واشعال المنطقة الشمالية.

ترحيب إسرائيلي رسمي

أكد الوزير الاسرائيلي يواف جالانت ورئيس الأركان الأسبق للمنطقة الجنوبية أن الضربات اشارة مهمة لايران وجماعة حزب الله اللبنانية كذلك الاشارة السابقة للضربة الاسرائيلية للقاعدة الجوية العسكرية فى سوريا أعطت اشارة بأن الجيش الاسرائيلي لايخشي الاحتكاك العسكري مع روسيا.
وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان بوتين يسير على خطي هتلر فيما يفعله فى سوريا واوكرانيا.
كما ذكرت صحيفة هارتس أن سلاح الجو والقيادة الشمالية للجيش الاسرائيلي رفعت أعلى درجة الاستعداد القصوى للمواجهة خشية من ردود ايرانية وسوريه ضدها.
من جهتها فتحت البلديات الاسرائيلية الملاجئ أمام مواطنيها فى حيفا وتل ابيب والمنطقة الشمالية خشية احتمالية اطلاق صواريخ ايرانية وسوريه تجاهها ردا على الضربات الغربية.



وفى تحليل لعاموس يادلين، رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي " INSS" أن هدف اسرائيل من ضرب سوريا هو من اجل عدم تمكينها فى امتلاك سلاح كيماوى كما انها رسالة لأى دولة فى الشرق الاوسط بأننا لن نسمح بامتلاك سلاح كيماوى لانه يمثل تهديد للوجود الاسرائيلي.
وأضاف يدلين أن الهدف الثانى انهاء التحالف الايراني والسوري وحزب الله لانه فى حالة انتصار هذا المحور سيعمل على تقوية حماس وتوجيه الضربات لاسرائيل واستبدال نظام الاسد بنظام موالى للقوى الغربية.
وأضاف يادلين أن هجوما الدوما الذي وقع على بعد 100 كيلومتر من بحيرة طبريا "المحتلة" مرفوض، وسيدفع بشار ثمنا باهظا له، كما أن اسرائيل تعارض بشدة التمركز الإيراني في سوريا، وتتخذ كل التدابير للعمل ضد هذا التدخل الذى يعرض اسرائيل للخطر فى المستقبل.

تخطيط للضربة منذ العام الماضي

أكد يواف ليمور الخبير المتخصص فى الشئون الامنية والعسكرية فى مقال له فى صحيفة يسرائيل هيوم أن الحكومة الاسرائيلية درست منذ نهاية العام الماضى توجيه ضربات عسكرية لنظام الاسد بحجة الرد على جريمة حرق السجناء فى سجن صيدنايا بريف دمشق إلا أن الاصوات المعارضة داخل الحكومة الاسرائيلية انذاك حذرت بشدة من عواقب مثل هذه الخطوات لأنها ستجلب تهديد مباشر على أمن اسرائيل بشكل كبير.
وأضاف "ليمور" أن القيادة السياسة الاسرائيلية اتفقت مع القيادة الامريكية بالحفاظ مؤخرا على العلاقة مع روسيا بعدم الدخول فى صراع غير محسوب والتقليل من اشعال فتيل الحرب على الجبهة الشمالية والاكتفاء بتصعيد اللهجة والقيام بضربات غربية لا تشارك فيها اسرائيل على سوريا حفاظا على عدم المواجهة الصريحة مع روسيا.


واكد نتنياهو خلال خطابه الاخير عشية احياء ذكرى المحرقة النازية الاسبوع الماضى أن التهديد الحقيقي القادم من سوريا يتمثل فى الوجود الايرانى الذى يهدد بتدمير اسرائيل إلا أن اسرائيل وجيشها سدمر من يفكر فى تدميره.