الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

محمد خفاجي: الهجوم الثلاثي أكبر تحدٍ يواجه قمة السعودية

الدكتور محمد عبد
الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى واحد ة من سلسلة الأبحاث الفقهية القيمة للمستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة نشره موقع قضاة مجلس الدولة على صفحته الرئيسية عن موضوع " قمة السعودية بين إرادة الدعم وتحدى الهدم "خاصة فى هذا الوقت العصيب الذى يمر على الأمة العربية والتحديات الجسام التى تواجهها، وتعرض فيها الباحث لنقاط شائكة بقدر ما هى شائقة لتعلقها بأمتنا العربية،
نعرض البحث في عشر نقاط:



أولًا: التجارة الحرة العربية والتعاون الجمركى بين الدول العربية جوهر تنمية الشعوب العربية:

يقول الدكتور محمد خفاجى أن البلاد العربية تمتلك أجود المصادر والثروات الطبيعية واعلاها قيمة فضلًا عن مواردها البشرية الجمة ولكن معظمها لم استثماره حتي الأن الاستثمار المنشود الذى تحلم به الشعوب العربية، وإلا فلماذا حتى الأن تقوم كثير من الدول الأعضاء في استيراد الغلال من الخارج، وأرى أن حجم التجارة البينية العربية مازال مبتدئا ولم يحقق طفرة تقدم في هذا المجال، ومازالت هناك قيودًا جاثمة على الجسد العربى تحد من فاعلية الحركة البينية بين الدول العربية سواء على صعيد الأفراد أو والبضائع أو رؤوس الأموال. لقد بات حلم منطقة التجارة العربية الكبرى لم يتحقق حتى الأن بفعل الخلاف بين القادة العرب وعدم اتفاقهم على صيغة موحدة بشأن قواعد المنشأ وتنظيم الموارد.

ويضيف خفاجى أنه بمناسبة انعقاد القمة العربية الـ29 فى السعودية وما أسفرت عنه الجلسة الافتتاحية لاجتماع كبار المسئولين للمجلس الاقتصادى والاجتماعى التحضيرى لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة من أن تسهم فى الدفع بمسيرة العمل العربى المشترك والمزيد من التطوير لكافة مجالاته، من خلال العديد من الوسائل الدالة على هذا التعاون مثل الاتفاقيات وإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، بعد الغاء القيود الجمركية وغير الجمركية التى تعيق انسياب التجارة العربية البينية، ودعوة الدول العربية لاستكمال التوقيع على اتفاقية التعاون الجمركى بين الدول العربية. وتفعيل اتفاقية استثمار رؤوس الأموال العربية بين الدول العربية لتتماشى مع التطورات فى عالم الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية وغيرها مما يرسيخ دعائم الاستقرار والنماء للدول العربية ويساهم فى دفع العمل العربى المشترك لمزيد من التطور والتعاون.



ثانيًا: الدستور ينص على أن الشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها:

ويضف خفاجى أن الدستور المصرى الصادر في 18 يناير 2014 كان حريصًا في مادته الأولى على النص بأن الشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء من العالم الإسلامى تنتمى إلى القارة الأفريقية وتعز بامتدادها الأسيوى وتسهم في بناء الحضارة الإنسانية، وبهذه المثابة فإن مصر جزء من الامة العربية بدون توقف على إرادة أحد ولو كره المغرضون، فوجود مصر هو الوجود القومى للأمة العربية لتوحد مصيرها وأن أية دولة مارقة عن الصف العربى سيصيبها الفشل إن أرادت أن تفلت من مصير أمتها ولو بعد حين، ذلك الشعور بالانتماء القومى إلى الأمة العربية مايزال يحدد تلبية ملايين العرب نحو الأمن والاستقرار والتقدم والتنمية.



ثالثًا: الزعيم الوفدى مصطفى النحاس أمام مجلس الشيوخ المصرى 1942 وريادته في انشاء جامعة الدول العربية رغم الادعاء بأنها فكرة انجليزية

ويشير الى أن الزعيم الوفدى مصطفى النحاس رئيس الوزراء الاسبق هو أول من ساهم في انشاء جامعة الدول العربية حيث ألقى خطابا في مجلس الشيوخ عام 1942 أعلن فيه سعي مصر إلى عقد مؤتمر للقادة العرب لبحث أمر الوحدة العربية ،رغم أن البعض يرى أن هذه الفكرة جاءت بإيحاء من الدول الغربية خاصة بريطانيا ووزير خارجيتها أنتونى إيدن سنة 1943، وفي 7 أكتوبر 1944 تم التوقيع على بروتوكول الاسكندرية من قبل رؤساء حكومات مصر ولبنان وشرق الأردن وسوريا والعراق ونصت وثيقة الإسكندرية على عدد من المبادئ حول إنشاء وتسيير المنظمة التي ستجمع الدول العربية المستقلة، وهي المبادئ التي تضمنها ميثاق الجامعة فيما بعد ولحسن الطالع فقد أقيمت مراسم التوقيع على البروتوكول بمقر إدارة جامعة فاروق الأول التى أصبحت فيما بعد جامعة الإسكندرية وأرجأت كل من السعودية واليمن التوقيع إلى ما بعد الاطلاع على نص البروتوكول، فوقعت السعودية على هذه الوثيقة في 3 يناير 1945 واليمن في 5 فبراير 1945. وتأسست الجامعة رسميا في 22 مارس 1945، وتوالت التوقيعات لباقى الدول فيما بعد.

ويوضح خفاجى أنه منذ ذلك التاريخ ومصر فى قلب هذا الوجود القومى يعيش ثلث الشعب العربى تقريبًا فى مصر، ولها تاريخ في الحضارة العربية والاسلامية قبل الحضارة الفرعونية وهى تتمتع بأكبر قدر من التجانس الاجتماعى بفضل احتضانها الأمة العربية وحمايتها من آثار التخريب العقائدى المتطرف الذى أحدثته ظواهر الإرهاب والتدخل في شئون الدول فمصر هى مخ العرب بحسب تعبير الأديب المؤرخ الفرنسى بنواميشان فى كتابه ( الازدهار العربى )



رابعًا: التعاون الجماعي وحماية الأمن القومي العربي جوهر عماد جامعة الدول العربية:

ويؤكد خفاجى أن جامعة الدول العربية منظمة إقليمية عربية تضم الدول العربية وتعمل على توثيق الصلات بين الدول الأعضاء فيها، وتنسيق خططها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، من أجل تحقيق التعاون الجماعي وحماية الأمن القومي العربي، وصون استقلال الدول الأعضاء وسيادتها، وتعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات وكان تحقيق الوحدة العربية هو شعاع الأمل الذي تمنته الشعوب العربية ولم يتحقق حتى الآن بسبب فعل بعض أعضاء الجماعة العربية والخلافات المتصاعدة وعدم القدرة على المشارطة الاتفاقية، بما لم يمكن جامعة الدول العربية من التعبير عن طموحات وآمال الشعب العربي في العمل العربي المشترك بصورة كاملة



خامسًا: لولا قوة مصر وقيام الرئيس السيسى بحماية الشعب وتخليصه من جماعة مارقة اتخذت من العنف سبيلًا للوصول للسلطة لتغير شكل العالم العربى وتم التهام دول كثيرة:

ويوضح أنه لولا قوة مصر وقيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بحماية الشعب وتخليصه من جماعة مارقة اتخذت من العنف سبيلًا للوصول للسلطة لتغير شكل العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها إذ كانت الدول الأخرى عرضة لأى التهام من جانب قوى البغى والشر بعد حلمهم في سقوط مصر، لكن إرادة الله كانت سباقة ومنح لمصر قائد جسور استخرج وقود وقوة مصر واستقرارها الذى تحقق بعد 30 يونيه 2013 حتى الأن وهذا بالضبط ما حمى كثير من بلاد الأمة العربية من التمزق والانهيار والانحلال، ولا ريب أن هذه القوة وذلك الاستقرار يمثلان أساسًا جوهريًا وعونًا ملموسًا وسندًا واقعيًا للأمة العربية بعد أن عاد لمصر حضورها اليقذ في الوجدان العربي مما جعلها في مكانتها المستحقة في قلوب العرب.


سادسًا: التعاون المثمر بين دول المربع الذهبى (مصر السعودية الامارات البحرين ) يشكل عماد القوة العربية لمواجهة مخططات تستهدف تقويض الأمن العربي وتفتيت دول المنطقة:

ويقول خفاجى ان التعاون المثمر بين دول المربع الذهبى (مصر السعودية الامارات البحرين ) يشكل عماد القوة العربية في مواجهة ما يحاك ضد المنطقة من مخططات تستهدف تقويض الأمن العربي وتفتيت دول المنطقة، وبات واضحًا للعرب مدى حرص مصر على الأمن القومي العربي، ورفضها المطلق لأي تدخلات خارجية في شئون الأمة العربية، والتزامها الدائب والدائم بدعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي.



سابعًا: التطور الإيجابي للتنمية، لا يتحقق بمجرد توافر الموارد الطبيعية على اختلافها، بل تقترن وفرتها بالاستثمار الأفضل لعناصرها لصالح الشعوب العربية:

ويستطرد خفاجى أنه يتعين على القادة العرب إدراك أن التطور الإيجابي للتنمية، لا يتحقق بمجرد توافر الموارد الطبيعية على اختلافها، بل يتعين أن تقترن وفرتها بالاستثمار الأفضل لعناصرها، باعتبار أن هذه الموارد نبض الحياة وقوامها، فلا يجوز أن تبدد إسرافًا، فإن الحفاظ على تلك الموارد وحُسن استغلالها قابلًا للاستخدام في كل الأغراض التي تقبلها، يغدو واجبا عربيًا، فقد ارتقت المواثيق الدولية بالموارد الطبيعية للدول وجعلها ملكًا لشعوبها ويتعين عدم استنزافها ومراعاة حقوق الأجيال العربية القادمة، مما يكون معه العمل على استغلال الأمثل لمصادر الطاقة المتجددة وتحفيز الاستثمار فيها وتشجيع البحث العلمى المتعلق بها، وتشجيع تصنيع المواد الأولية وزيادة قيمتها المضافة وفقًا للجدوى الاقتصادية أمرا مهما لكل عربى.


ثامنًا: إعلاء قيمة الأرض فالمشروعات التى تستهدف إحياء الأرض وإنمائها، ارتكانًا لوسائل علمية تؤمن تلك المشروعات لتعم فائدتها للشعوب العربية، وإذا كان تراكم الثروة يقتضي جهدًا وعقلًا واعيًا، فإن صونها عملًا أوليًا يتوخى التنمية:

وتؤكد الدراسة على إعلاء قيمة الأرض فالمشروعات التى تستهدف إحياء الأرض وإنمائها، ارتكانًا لوسائل علمية تؤمن تلك المشروعات على تنوع مشاربها، تطرح الصور الجديدة لاستخداماتها لتعم فائدتها للشعوب العربية، وإذا كان تراكم الثروة يقتضي جهدًا وعقلًا واعيًا، فإن صون الموارد الطبيعية، يعتبر مفترضًا أوليًا لكل عمل يتوخى التنمية الأشمل والأعمق. والقادة العرب يبذلون جهدًا كبيرًا إزاء ما يهددها من مخاطر لا يستهان بها تنال من المصالح الحيوية لأجيال متعاقبة بتهديدها لأهم مصادر وجودها، وعلى الأخص مع تراجع الوعي القومي العربى لدى بعض الدول، وإيثار نفسها لمصالحها الشخصية وتقديمها على ما سواها مما تخص الصالح العام العربى، وبات الحق فى التنمية من الحقوق الإنسانية التي لا يجوز النزول عنها، وأن كل فرد ينبغي أن يكون مشاركًا إيجابيًا فيها، باعتباره محورها، وإليه يرتد عائدها، وأن مسئولية الدول العربية في شأنها مسئولية أولية تقتضيها أن تتعاون مع بعضها البعض من أجل ضمانها وإنهاء معوقاتها، وأن تتخذ التدابير الوطنية والدولية التي تيسر الطريق إلى التنمية بما يكفل الأوضاع الأفضل للنهوض الكامل بمتطلباتها، وعليها أن تعمل - في هذا الإطار - على أن تقيم نظامًا اقتصاديا دوليا جديدًا يؤسس على تكافؤ الدول في سيادتها وتداخل علائقها وتبادل مصالحها وتعاونها.





تاسعًا: دور القادة العرب لمواجهة التحديات الجسام التى تواجه جامعة الدول العربية، والمربع الذهبى للدول الأربع لن تكون الجائزة الكبرى للأطماع والطامعين:

يقول خفاجى أن هناك تحديات جسام باتت تواجه جامعة الدول العربية خاصة القادة العرب نتيجة عدم الاضطلاع في حل المشكلات بشكل ايجابى وفورى وما خلفه الربيع العربى في الدول التى أصابها منه منذ سبع سنوات، منها الوضع المتردى في سوريا في لحظات انعقاد القمة العربية الحالية والتدخل العسكرى فيها الذى وصل إلى حد اعلان امريكا وفرنسا وبريطانيا – العدوان الثلاثى - شن ضربات قصف جوية موجعة ردًا على الهجوم الكيماوى المزعوم في مدينة دوما السورية ،وكأنها رسالة للقمة العربية قبل انعقادها بأربع وعشرين ساعة، وأيضًا الوضع المتردى في اليمن ومسألة المليشيات الحوثية الذراع الإيرانية هناك وجرائم الحرب على أرض اليمن الممزق ولا ريب أن كل ذلك له تأثير على منطقة الخليج، وأيضا المخاطر القائمة في ليبيا نتيجة الصراع المتناحر رغم ما تبذله مصر والامارات من جهود في هذا الشأن في اعلاء الاعتراف بالجيش الوطنى الليبى وما نجم في هذه البلاد من نازحين ولاجئين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، والخلافات من جانب كل من السعودية والامارات ومصر والبحرين من ناحية وبين قطر نتيجة دعم الاخيرة للإرهاب وتورطها في التدخل في شئون دول الجوار وعدم التزامها الواضح بتنفيذ مطالب ال 13 للدول الأربع رغم المساعى الحميمة من الكويت والتى لم يكتب لها النجاح في حسم الخلاف بالكامل سوى اعلان الالتزام النظرى المرسل.

واضاف: الرأى عندى أن المربع الذهبى للدول الأربع السعودية والامارات ومصر والبحرين مصممة على مواصلة موقفها ضد الإرهاب وتقويض مصادره وسد منابعه، حتى لا تكون هذه الدول هى الجائزة الكبرى للأطماع والطامعين.

ويشير خفاجى هذا الى ان هذه الازمة تتطلب من القادة العرب حلولًا غير تقليدية منها ما يتعلق بنشوب خلافات بين بعض الدول الذى وصل إلى حد فكرة ارهاب الدولة وبروز ظاهرة الارهاب التي أصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا لمقومات الدولة وكيانها وسيادتها الوطنية واستقلالها.والتدخلات من بعض الدول في شئون الأخرى بما أدى إلى ظاهرة الارهاب التي أصبحت تشكل تهديدًا حقيقًا لمقومات الدول العربية وسيادتها الوطنية واستقلالها. والأمر لم يتجاوز في طرح المعالجة سوى قيام كل دولة بخطط وطنية وفقًا لرؤيتها الذاتية ومصالحها الوطنية، وإن تم النظر إلى هذا الأمر بفكر موحد عربى من القادة العرب فلا شك أن سيكون أكثر فعالية فى الاطار العربى الجماعي رغم أن التعاون لصالح الشعوب هو الأولى الاتباع وتباطؤ نمو البناء الاقتصادي والمشكلات الضارة بالبيئة العربية والشح المائي والتصحر، فضلًا انتشار البطالة وضعف مستوي التعليم وتراجع مقومات الثقافة العربية ودور العلم خاصة ما يواجه اللغة العربية.

ويطالب خفاجى القادة العرب بان تكون هناك رغبة جادة وإرادة حقيقية في القضاء على البيروقراطية المزمنة، وقلة الموارد المالية، وأن ينتهى للأبد ما نسمعه من دورة لأخرى عن تأخر بعض الاعضاء في سداد التزاماتهم المالية، ومعالجة مشكلة عدم قيام بعض الدول الأعضاء للقرارات الصادرة عن الجامعة رغم التصويت موضع التطبيق والتنفيذ الفعلى وفقًا لمبدأ حسن النية المعمول به دوليًا والبحث عن اَلية جديدة لفكرة الالزام الفورى لقرارات الجامعة، فتطبيق تلك القرارات هو الذى يكفل للقاعدة القانونية التى تكشف عنها تلك القرارات بين الدول احترامها

وقال فى المجمل يجب بحث لغة موحدة حول التوافق بشأن الاصلاح الهيكلي للمنظمة ذاتها وضرورة تطويرها بما يتلاءم مع حقيقة العصر ومستجداته على مسرح الحياة العربية والدولية، وتلك جميعا قيود ظاهرة وعراقيل باطنة من شأنها أن تحد من قدرة الجامعة للاضطلاع بمهامها المأمولة من جانب الشعوب العربية والتى يحلم بها كل عربى، وما من ريب أن العمل الجماعى المشترك للقادة العرب من دور فاعل فى تحقيق بعض هذه الأمانى العربية.



عاشرًا: جامعة الدول العربية مراَة تعكس حال الأمة العربية في قوتها ووهنها:

يقول خفاجى إن جامعة الدول العربية مراَة تعكس حال الأمة العربية في قوتها ووهنها وأن مسئولية الوضع العربي المتردي أمر لا تستقل به الجامعة كشخص من أشخاص القانون الدولى على انفراد بل هو في الحق والعدل مشاركة بين تلك المنظمة وبين القادة العرب وحكوماتهم، وأن العقلية العربية إذا ما كانت منصفة يجب عليها أن تنحى هذا النظر وبدونه ستظل الجامعة قابعة في التأخر عن ملاحقة التطور بما لا يحقق المصلحة العربية وحتى تكون قادرة على القيام برسالتها القومية نحو العرب. ويمكننا القول أن عدم تحقيق جامعة الدول العربية لنتائج تقدمية حاسمة وجازمة يرجع في الأساس إلى حالة الضعف والوهن للإرادة السياسية العربية الموحدة نتيجة الفكر التقليدى للقادة العرب وتغليب بعض المصالح الخاصة على الصالح العام العربى، وإزاء التحديات التي تواجه الأمة العربية يتعين على القادة العرب انتهاج نهجًا جديدًا لتحقيق فكرة العمل العربي المشترك ،
ويرى أن انضمام قادة عرب أشداء من ذوى التفكير المتحرر كمصر والسعودية من شأنه أن يساهم في قوة العرب إذا ما اتحدت الإرادة العربية حول نقاط اتفاق لا اختلاف والقاعدة أن دوام الاتفاق نفاق وأن كثرة الخلاف اعتساف.