الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إسرائيل "اليد الخفية" في ضرب سوريا.. كيف شاركت تل أبيب في الغارة الثلاثية على دمشق؟.. الصحافة العبرية تكشف دور الموساد في تخطيط وتنفيذ الهجوم

قصف سوريا
قصف سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم عدم الإعلان عن مشاركة إسرائيل فى الضربة العسكرية التى وجهتها الولايات المتحدة على سوريا، فجر اليوم السبت، بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا، إلا أن كل المؤشرات تؤكد على تعاون إسرائيل ومساعدتها للدول الثلاثة عن طريق مخابراتها.
كشفت الصحيفة العبرية يديعوت أحرنوت عن الأهداف السورية التي ستستهدفها الولايات المتحدة، وأكدت الصحيفة نقلًا عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أنه من المتوقع أن توجه واشنطن ضربات إلى مخازن السلاح الكيماوي ومطارات عسكرية في سوريا.
كما أوضحت أنه من بين الأهداف الأولى مطاران أحدهما مطار الشعيرات الذي خرجت منه الطائرات المحملة بالسلاح الكيماوي، دون الكشف عن اسم المطار الثاني، لافتة إلى أن الهدف الثاني سيكون مخازن ومراكز أبحاث تطوير السلاح الكيماوي.
ما نشرته الصحيفة يوافق ما أكدته أيضا بعد الضربات على لسان مصادر عسكرية، بأن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل سلفًا بالهجوم الصاروخي الذي نفذته دول التحالف الغربي على المواقع السورية.
وبحسب ما نشرته "يديعوت أحرونوت" عقب الضربات، فإن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب في المنطقة الشمالية بعد تبليغه بموعد الهجوم، خشية قيام حزب الله وسوريا وإيران بالرد داخل الحدود الإسرائيلية.
على جانب آخر، كشف موقع "فوكس نيوز" الأمريكي أن المخابرات الإسرائيلية شاركت بعدد من المعلومات المخابراتية عن الأهداف لتحديدها من أجل ضرب سوريا في الساعات الأولى من فجر السبت.
كانت صرحت مصادر إسرائيلية قد لموقع "mivzaklive" العبري منذ عدة أيام أن العديد من الأهداف داخل سوريا ما زالت تشكل خطرًا على إسرائيل، وتعد ضمن الخطوط الحمراء التي حددتها، على غرار قاعدة (T4) الجوية مضيفة أنه على إسرائيل استغلال الوضع الراهن لتدمير الأهداف التي تشكل خطرًا.
وبحسب ما نشره الموقع فأن اسرائيل أمامها خيارين، الأول هو مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالسماح لها بالانضمام إلى الهجمات الغربية المزمعة، بشكل غير رسمي، والخيار الثاني يتمثل في عدم مشاركتها بدور أساسي في الهجمات والاكتفاء بتوفير المعلومات الاستخباراتية، وتحديد بنك الأهداف الذي ينبغي على الدول الغربية مهاجمتها، بما يدرأ الخطر عن إسرائيل، وهو ما بات جليا في الاحداث الأخيرة خلال العدوان الثلاثي الذى تم على دمشق.
اعتبرت إسرائيل، اليوم السبت، أن الضربات الأمريكية والفرنسية والبريطانية على سوريا "مبررة"، قائلة أن النظام السورى يواصل "أعماله المجرمة".
قال مسئول إسرائيلى، طلب عدم الكشف عن هويته "العام الماضى: إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال إن استخدام أسلحة كيميائية سيعنى انتهاك خط أحمر. وهذه الليلة وبقيادة أمريكية، تحركت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا نتيجة لذلك"، مؤكدا أن "سوريا تواصل أعمالها المجرمة".
أضاف أن "ايران تستخدم ايضا سوريا كقاعدة للقيام بمثل هذه الاعمال، ما يعرض أرض سوريا وقواتها وقيادتها للخطر".
وقال وزير الإسكان الإسرائيلى يوآف غالانت العضو فى الحكومة الامنية المصغرة على حسابه على تويتر، إن الهجوم على سوريا كان "رسالة مهمة موجهة الى محور الشر الذى تشكله ايران وسوريا وحزب الله".
ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الدولة العبرية أبلغت مسبقا بهجمات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وقال جالانت: إن الغارات إشارة واضحة لإيران وسوريا بأن استخدام السلاح الكيماوي خط أحمر ولا يمكن السكوت عليه.
فيما تفاعلت وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الهجوم الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا، حيث ذكر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت إيتمار آيخنر، أن إسرائيل تم إبلاغها مسبقا بموعد الضربة، والجيش أعلن الاستنفار الكامل في الجبهة الشمالية تحسبا لأي تطور ميداني يعقبها، رغم أن الحياة تجري في التجمعات الاستيطانية الشمالية كالعادة.
وأضاف أن هناك تقدير موقف عسكري إسرائيلي يفيد بأن إيران قد ترد على الهجوم الإسرائيلي الأخير على إحدى قواعدها العسكرية التيفور، بالتزامن مع الهجوم على سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضربة الأمريكية لأهداف في سوريا، تزامنت مع إعلان إسرائيل قبل ساعات، أن الطائرة الإيرانية التي اخترقت أجواءها قبل شهرين حملت مواد متفجرة، لتفجيرها داخل إسرائيل.
فيما نقلت صحيفة معاريف عن الجنرال عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع قوله إن "الأسد شخصية خطيرة، والهجمة الغربية سوف تردعه، لكنه سيعود لسابق عهده، ورغم تجريده من معظم سلاحه الكيماوي الذي كان بحوزته، فقد احتفظ لنفسه بكميات تكفيه لاستكمال قتل بقية أبناء شعبه".
وأضاف: "ضربة هذا الفجر رسالة قوية، قد تدفع الأسد للتوقف عن استخدام هذا السلاح من جديد، رغم أنه ما زال يسيطر على سوريا برعاية روسيا وإيران، ويعتبر نفسه يقاوم تمردا في بلاده، وسجل انتصارات له في الآونة الأخيرة، وهو مستعد لاستخدام كل وسيلة تمكنه من البقاء".
أما صحيفة "إسرائيل اليوم" فنقلت تقديرات أمنية وعسكرية في تل أبيب مفادها أن الأسد لن يورط إسرائيل في أي رد على هجوم قد يستهدف بلاده، رغم بقاء الحساب مفتوحا مع إيران عقب مهاجمة إسرائيل لقاعدة التيفور مؤخرا.
الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة يديعوت أحرونوت رون بن بشاي قال إن "حجم الضربة الأمريكية ضد أهداف سوريا لها جملة دلالات أهمها: أن الأسد بإمكانه أن يستريح، ومعه حلفاؤه الروس والإيرانيون، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خشي فعلا من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، فالضربة كانت محدودة جدا، وطالما أن الأسد لم يشعر بأن ثمة تهديدا جديا على نظامه فإنه سيواصل استخدام السلاح الكيماوي، وهو سبب يدعو إسرائيل للقلق".