الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"البنتاجون" يشكك في استخدام "الأسد" للسلاح الكيماوي.. ويخشى تبعات الحرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فرضت الدبلوماسية نفسها على تحركات وتصريحات الدول الفاعلة فى الأزمة السورية، بعدما كانت تحمل تصعيدات توحى بشن ضربة عسكرية وشيكة ضد مواقع للجيش السورى وحلفائه الروس والإيرانيين، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها بريطانيا وفرنسا بشكل أساسي، على خلفية اتهام نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام السلاح الكيماوى ضد المواطنين، فى هجوم على مدنيين ببلدة «دوما».
بالأمس دعا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلى نيبنزيا، مجلس الأمن الدولي، إلى اجتماع لمناقشة تطورات الملف السوري، فى ظل التهديدات الغربية، بشن حملة عسكرية ضد النظام فى سوريا.
وفى الوقت نفسه، عقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اجتماعا مع مجلس الأمن القومى الأمريكي، لبحث اتخاذ قرارات بشأن سوريا، لكن البيت الأبيض قال، إن الرئيس أنهى اجتماعه، دون اتخاذ قرار نهائى بشأن سوريا، مرجئا قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية، بانتظار مزيد من المشاورات مع الحلفاء الغربيين. 
ووصلت، أمس الأول، مجموعة أولى من خبراء منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية إلى بيروت، تمهيدا للانتقال إلى دوما السورية اليوم السبت، من أجل التحقيق فى مزاعم استخدام غازى الكلور والسارين السامّين، تلبية لطلب من المبعوث الأممى فى سوريا، ستيفان دى ميستورا، عقب لقاء ثنائى أجراه معه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أمس الأول، فى العاصمة السعودية الرياض، على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقرر انطلاقها غدا الأحد.
ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس، تقريرا عن أسباب تراجع حدة تصريحات «ترامب» المتوعدة بضرب سوريا، قالت فيه، إن وكالة الاستخبارات ووزارة الدفاع، الأمريكيتين، ليستا متأكدتين من أن «الأسد» استخدم الغازات السامة فى الهجوم على دوما.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، قوله، «إن واشنطن لا تزال تبحث عن دلائل تؤكد مسئولية نظام الأسد عن هجوم دوما»، وهو قول يتناقض مع تأكيدات عدة أبرزها من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذى قال، إن باريس لديها أدلة على أن الحكومة السورية نفذت الهجوم قرب دمشق، والذى أسفر عن مقتل العشرات.
وفيما قال مسئولان أمريكان، على معرفة بفحص عينات من دوما وما ظهر على الضحايا من أعراض، إن الدلائل الأولية التى تشير إلى أن مزيجا من غاز الكلور المعد لاستخدامه كسلاح وغاز السارين استخدما فى الهجوم «تبدو صحيحة»، أضاف المسئولان ذاتهما أن وكالة الاستخبارات الأمريكية، «لم تنته من تقييمها أو تتوصل إلى نتيجة نهائية».
من جهة أخرى، قالت «نيويورك تايمز» إن ما يشغل وزير الدفاع، جيمس ماتيس، هو تداعيات ما بعد ضرب سوريا، وكيفية ضمان ألا يخرج التصعيد العسكرى عن السيطرة.
وقال «ماتيس» إنه يدرس سبلا «لتجنب تسبب الضربات فى إثارة صراع أوسع»، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز».
وأضاف «ماتيس» أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي: «لا أريد الحديث عن هجوم محدد لم يتقرر حتى الآن.. سيكون هذا استباقا للقرار».
وتأتى تصريحات «ماتيس»، المتحفظة على قرار الحرب، وسط تقديرات تشير إلى أن روسيا تنشر عشرات الطائرات فى قاعدة «حميميم» الجوية فى سوريا، بينها مقاتلات وقاذفات، فضلا عما يتراوح بين ١٠ و١٥ سفينة حربية وسفينة دعم فى البحر المتوسط، فضلا عن طائرات سوخوى ٣٤ الأحدث فى العالم، والتى أكدت تقارير أمريكية أنها قادرة على صد الصواريخ الأمريكية.
وأشار تقرير «نيويورك تايمز» إلى أن سوريا أثبتت أن دفاعاتها الجوية تستطيع تهديد الطائرات الأجنبية المقاتلة، حينما تحطمت مقاتلة إسرائيلية من طراز «F-١٦» بعد تعرضها لقصف مكثف، وكانت أول طائرة إسرائيلية تسقط جراء الاعتداءات منذ عقود.
وذكرت الصحيفة على لسان أحد كبار مسئولى وزارة الدفاع الأمريكية السابقين، أن جيش النظام السورى طور خلال السنوات الـ٣ الأخيرة نُظم دفاعاته الجوية إلى حد كبير، بمساعدة روسيا.
وبالمثل، نشر موقع «The onion» الأمريكي، تفاصيل لقاء «ترامب» مع قيادات الجيش الأمريكي، لحسم قرار توجيه ضربة عسكرية لسوريا، وقال الموقع إن جنرالا عمد إلى مقاطعة الرئيس فى الدقيقة ٢٠ من إلقائه خطابا «غير متماسك» حول الخطوات التالية فى سوريا، سائلا إياه: من تريدنا أن نقتل؟
وأوضح الموقع فى موضوع كتب بطريقة ساخرة متهكمة، أن الجنرال بول سيلفا، قاطع «ترامب» مطالبا إياه بإجابة لا لبس فيها بقوله: «مع كامل الاحترام سيدى الرئيس، اخرسوا فقط ودعونا نعلم من سنقصف».
وذكر أن «سيلفا» عبّر عن رأى الأغلبية فى اجتماع خاص بجنرالات أجهزة الاستخبارات، الذين لم يعد فى إمكانهم تحمل الدوران، والمقترحات الغامضة بشكل متزايد من الرئيس بشأن الأعمال العسكرية المحتملة فى سوريا.
وتابع الجنرال مخاطبا «ترامب»: «توقفوا عن المراوغة، وامنحونا فكرة واضحة عمن تريدون تفجيره بالضبط.. بحق السماء يطلب منكم كلمة واحدة فقط، الأسد؟ إيران؟ روسيا؟ من تريدون؟ اللعنة! ذاك الذى تريدون هو من سنقتله. أوضحوا، هل أنتم فى حاجة لموت بضعة أشخاص أم مجاميع؟ أما التفاصيل، فنحن بأنفسنا سنتصرف بها بطريقة ما، اتفقنا؟ يا إلهى كم كان الأمر أكثر سهولة مع بوش». على جانب آخر، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، إن الإنذارات والتهديدات لا تساعد على الحوار نهائيا فى سوريا.
وفى تصريحات نقلها الإعلام الروسي، أضاف «لافروف» أن أصغر خطأ فى الحسابات فى سوريا قد يؤدى إلى موجات جديدة من المهاجرين.
وأكد أن الهجوم الكيميائى فى سوريا «مسرحية» أعدت بمشاركة استخبارات أجنبية، وأنه يأمل ألا تتكرر أحداث ليبيا والعراق فى الصراع السوري.
وتمنى «لافروف» ألا تحدث أى «مغامرة» فى سوريا على غرار التجربة الليبية والعراقية، وأشار إلى أن «روسيا والولايات المتحدة تستخدمان قنوات الاتصال بينهما فيما يتعلق بسوريا».