الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"رشدي".. توأم الروح وصديق عمر "الخال"

رشدي والخال
رشدي والخال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعد الملف: محمد لطفي وياسر الغبيرى وأحمد صوان وأميرة عبدالحكيم ومحمود عبدالله تهامى
تصوير: هشام محيى ومحمود أمين

«محمد رشدى كان توأم روحه، ودائمًا كان يقول أنا لو هغنى يبقى هغنى بصوت رشدى، وكان يُشبهه بقالب الجبنة الفلاحى، ويقول عنه أخى الذى لم تلده أمي». هكذا قالت الإعلامية الكبيرة نهال كمال، زوجة الخال عندما جاء ذكر الفنان الكبير الراحل وعلاقته بالخال، تُضيف: «كان هناك يوميًا تليفون صباحى من محمد رشدى، وعندما قاما بعمل أغنيات «عدوية» و«تحت الشجر يا وهيبة» غيروا مسار الأغنية فى مصر».
تروى نهال: «عبدالرحمن قرر أن من يغنى له «قولوا لمأذون البلد» هو محمد رشدى، وقتها قال هذا هو الصوت الذى أبحث عنه ليغنى كلماتى، كان يقول: أنا بكتب الأغنية لمحمد رشدى بترابها لكن عبدالحليم حافظ رجل رقيق رومانسى يتوجب عليَّ أن أهذبها قبل أن أقدمها له، وكان يعتبر أن رشدى يرتدى الجلابية تحت البدلة، فهو رجل فلاح أصيل والأقرب إلى قلب الأبنودى، واستطاعا تغيير مفهوم الحبيبة، وقدما عدة أفكار جريئة صنعت نجاحًا غير مسبوق».
الأغنية الأكثر شهرة لكليهما «عدوية» كانت لها قصة طريفة للغاية، فقد كان الأبنودى عند صديقه الملحن عبدالعظيم عبدالحق، وجاءت الفتاة التى تعمل فى البيت، تقدم للخال الشاى، عندها سألها «اسمك إيه؟»، فقالت «اسمى عدوية»، فقال لها الخال «هاكتب لك أغنية»؛ وبالفعل كتب الأغنية وأعطاها للموسيقار عبدالعظيم عبدالحق ليلحنها.
كان رشدى مدينًا للأبنودى لأنه أعاده إلى عالم الغناء مرة أخرى بعد حادث كبير تعرض له وقرر على إثره اعتزال الغناء، وقتها وعندما التقيا قال لرشدى الذى بدا حزينًا «ده زمنك أنت مش زمن عبدالحليم حافظ».
كان «الأبنودي» يُدرك تمامًا أنه يحتاج ما يصفه بـ«حس معين» يعبر عن كلماته، لذا وقع اختياره على «رشدي»، ومعهما دخل الملحن العبقرى بليغ حمدى فى الدائرة نفسها، ليتصدر الثلاثى رشدى وبليغ والأبنودى المشهد فى الساحة الفنية.
ذات مرة كان الخال جالسًا مع الملحن محمد الشجاعى بمكتبه، وحضر بليغ حمدى، وعندما علم بليغ بأن هذا الرجل هو الشاعر عبدالرحمن الأبنودى احتضنه، وأبدى إعجابه بأغنية «تحت الشجر يا وهيبة»، وعندما استمع لكلمات عدوية أعجب بها وطلبها من الأبنودى ليقوم بتلحينها، إلا أن الخال أخبره بأن الكلمات مع عبدالعظيم عبدالحق؛ وبعد أسبوع أعطى عبدالعظيم عبدالحق الكلمات إلى الأبنودى دون أن يلحنها، قائلًا: «عند تلحين الكلمات وأقول عدوية تحضر البنت الشغالة».
هكذا أعطى الأبنودى الكلمات إلى بليغ ليلحنها، لتنتشر الأغنية انتشارًا واسعًا فى مصر والدول العربية والأوروبية، وعندما استمع «الأخوان رحبانى» لهذه الأغنية، قالا: «هؤلاء لو استمروا بهذا الشكل فسوف نتوقف»، بعدها كان بليغ ورشدى فى معهد الموسيقى العربية فحضر الأبنودى، عندها قال بليغ لمحمد رشدى: «أعطى عبدالرحمن الأبنودى حالًا ١٥ جنيهًا مقابل كلمات عدوية، وهو المبلغ الذى كان يُعّد كبيرًا فى الستينيات».