تنفرد الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي بمكانة كبيرة في الحركة الأدبية العربية المعاصرة، حظيت أعمالها الروائية بشهرة ، وتربعت فوق صفوف الأكثر مبيعًا.
وكانت روايتها الشهيرة "ذاكرة الجسد" التي أبهرت القراء والنقاد والمثقفين قد وزعت أكثر من مليون نسخة، وركزت على منطقة العاطفة ومأساة الإنسان مع واقعه في حالة مميزة تمزج فيها الأوهام بالأحلام بالأحداث لتأخذ المتلقي إلى حالة من الهذيان المحموم، بالإضافة إلى كونه أول جزائرية تكتب الرواية باللغة العربية مخالفة عرف الكتابة باللغة الفرنسية.
مستغانمي، والتي تحل ذكرى ميلادها اليوم الجمعة، من أصول جزائرية وقد ولدت بتونس عام 1953 في الوقت الذي كان والدها المناضل "محمد الشريف" مطلوبا من قبل المستعمر الفرنسي، وتمت ملاحقته من قبل الشرطة الفرنسية أكثر من مرة، ثم كان له دور في أول حكومة حرة بعد الاستقلال.
تخرجت أحلام من جامعة الجزائر بشهادة بكالوريوس في الأدب العربي، ونشرت أول مجموعة شعرية كتبت "على مرفأ الأيام، ثم توالت أعمالها فأصدرت "كتابة في لحظة عري" ورواية "ذاكرة الجسد" عام 1993 ورواية "فوضى الحواس" 1997.
ثم رواية "عابر سرير" 2003، والتي تمثل مع ذاكرة الجسد وفوضى الحواس ثلاثية خاصة بمستغانمي، ثم ديوان "قلوبهم معنا قنابلهم علينا" أصدرته أحلام مستغانمي تزامنًا مع إصدار ديوان "نسيان"، ورواية "الأسود يليق بك" 2012، وديوان "عليك اللهفة" 2014.
زارت عدة مدن وعواصم مثل تونس وبيروت وباريس والقاهرة ونالت تقديرا كبيرا من القراء والمثقفين، وقد حصلت على جوائز عدة منها جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1998 عن روايتها الأولى "ذاكرة جسد"، وميدالية الرواد اللبنانيين على مجمل أعمالها، وميدالية الشرف التي قلدها إياها الرئيس الجزائري عام 2006، ولقد منحت لقب أكثر نساء العرب تميزا من قبل مركز دراسات المرأة العربية في باريس ودبي. وترجمت رواياتها إلى عدة لغات، كما أدخلت في مناهج المدارس الثانوية والجامعية حول العالم.
نالت روايتها "ذاكرة الجسد" شهرة واسعة حتى قال عنها نزار قباني: "أحلام روايتها دوختني.. وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني وشهواني وخارج على القانون مثلي.. ولو أن أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر، لما ترددت لحظة واحدة".
وتدور أحداث الرواية حول رسام يفقد ذراعه أثناء الحرب يقع في غرام فتاة جميلة ابنة مناضل جزائري قديم كان صديقا للرسام، تتعلق الفتاة به لكنه تتزوج من مسئول حكومي كبير فيقع الرسام في حالة من الانهيار والدمار، وعمل المخرج السوري نجدت أنزور على تحويلها إلى عمل تليفزيوني من بطولة الفنان جمال سليمان.
وتظل مستغانمي تصدر إبداعتها وتتفرغ للكتابة مبتعدة عن الأضواء لتفاجيء القراء بعمل جديد يبهج القراء ويثير جدلا جديدا، وقد اختارتها اليونسكو لتصبح سفيرة من أجل السلام وحاملة لرسالة المنظمة من أجل المحبة لمدة عامين، باعتبارها إحدى الكاتبات العربيات الأكثر تأثيرا.
