الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمود "خازن أسرار الخال": كان يعتبرني بمثابة الابن والصديق

محمود مساعد الخال
محمود مساعد الخال وخازن أسراره
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعد الملف: محمد لطفى وياسر الغبيرى وأحمد صوان وأميرة عبدالحكيم ومحمود عبدالله تهامي
تصوير: هشام محيى ومحمود أمين
عندما استقر الخال فى الإسماعيلية واشترى الأرض التى قرر أن تكون المضيّفة التى يستقبل فيها كلماته وأحبابه؛ اختار الشخص الذى يعاونه فى تحويلها إلى ما يحلم به، اختار محمود مصطفى، الذى كان وقتها ابن خمسة عشر عامًا، والذى كان أكثر ما جذبه إليه حب الأرض بدوره. 
تقول عنه نهال كمال «لمس الخال بداخله حب الزراعة وانتمائه للأرض؛ وتعاهد الاثنان على حب الأرض والزراعة، فأصبح المقرب له وكان يعتبره بمثابة ابنه».
يقول محمود، خازن أسرار الأبنودى وابنه الذى لم ينجبه، كما تقول زوجة الخال: «كانت مزرعة الخال، فى ذلك الوقت غير مؤهلة، ولم يتم الانتهاء من بناء منزله، وبفضل الله ومساعدته حملت على عاتقى جميع المسئوليات من بناء المنزل وزراعة الأرض ومرافقه الخال فى جميع شئونه». فى أيام العمل الأولى كان دور محمود مجرد حراسة المنزل، كان لا يقترب من «الخال» فى الوقت الذى كان الأخير فيه يراقبه جيدًا حتى يطمئن قلبه لاختياره، كان يعقد له اختبارات صغيرة ينجح فيها دومًا، فتارة يجد محمود الصغير بضع نقود مُلقاة فى المطبخ أو السيارة أو فى أى مكان، كان الفتى - آنذاك- يهرول تلقائيًا نحو «الأبنودي» ليُخبره، فيما تتسع ابتسامة الأخير نحو ذلك الذى صار يكسب ثقته يومًا بعد الآخر مع الوقت والتجارب. 
طلب الخال من محمود أن يعمل براحته دون خوف وأنه مطمئن له، زاد هذا من خيوط الوداد والوصال بينه وبين «الخال»، فتخلى قليلًا عن حذره فى الالتزام بدوره فى حراسة المنزل فقط، أخرج روح الفلاح الذى ولد بها واندفع إلى الأرض الزراعية التى يملكها الأبنودي.
«إذا تحدثت عن الأبنودى طوال عمرى فلن أوفيه حقه، أكبر هدية كان حبه لى عندما اعتبرنى ابنه، وخوفه عليَّ فى مرضي، ونصائحه التى ستظل دائمًا أمام عيني»، قالها محمود الذى يضيف «لم أتذكر لحظة أن الخال كان يُعاملنى كعامل لديه، بل كنت له ابن وصديق وأخ ولم يبخل عليَّ فى أى شيء، وتعلمت منه الكثير والكثير».
يصف محمود الأبنودى بأنه «عاشق للأرض ويُقدّر الزراعة»، يؤكد كذلك أن بداخله «فلاحا أصيلا» كما يقول، فى حديثه إلى «البوابة» شبّه محمود «الخال» بأنه «قطعة الألماس المدفونة وسط الطين، تظل محتفظة بقيمتها مهما مرّ عليها الزمن، وهكذا كان الحال، لذلك اجتمعنا على حب الأرض».