الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

الإسراء والمعراج.. رحلة التسري عن نبي الإسلام في عام الحزن

الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الإسراء والمعراج.. رحلة التسري عن نبي الإسلام في عام الحزن.. الفقهاء يختلفون حول موعدها.. والقرآن والسنة قطعا الطريق حول الجدال في صحتها
محمد الغريب وابراهيم أبو راس
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا"، هكذا بدأ القرآن حديثه عن رحلة التسري عن رسول الله في عام الحزن، والذي فقد خلاله اثنين من أكثر الداعمين لرسالته الجديدة، هما زوجته السيدة خديجة بنت خويلد، وعمه أبو طالب، ليجعل الله من تلك الرحلة سببا في رفع المعاناة عن رسوله، وتخرس ألسنة أعدائه والمشككين في نبوته، والمكذبين لبعثته، من خلال وصفه المسجد الأقصي الذي لم يره قط إلا من خلال تلك الرحلة.
واقعة صحيحة بنص الكتاب والسنة
أكدت دار الإفتاء، أن هناك اختلافا فى تعيين ليلة الإسراء والمعراج، فقد قال شهلاب الدين القسطلانى: " فى المواهب اللدنية بالمنح المحمدية": "ولما كان فى شهر ربيع الأول أسرى بروحه وجسده يقظة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى فوق سبع سماوات، ورأى ربه بعينى رأسه، وأوحى الله إليه ما أوحى، وفرض عليه الصلوات الخمس، ثم انصرف فى ليلته إلى مكة، فأخبر بذلك، فصدقه الصديق، وكل من أمن بالله، وكذبه الكفار واستوصفوه مسجد بيت المقدس، فمثله الله له، فجعل ينظر إليه ويصفه".
وقال الزهرى: "كان ذلك بعد المبعث بخمس سنين حكاه عنه القاضى عياض"، ورجحه القرطبى والنووى، واحتج: بأنه لا خلاف أن خديجة صلت معه بعد فرض الصلاة، ولا خلاف أنها توفيت قبل الهجرة إما بثلاث أو بخمس، ولا خلاف أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء.
وعقبت الدار، موت خديجة بعد البعثة بعشر سنين على الصحيح فى رمضان، وذلك قبل أن تفرض الصلاة. ويؤيده إطلاق حديث عائشة أن خديجة ماتت قبل أن تفرض الصلوات الخمس. ويلزم منه أن يكون موتها قبل الإسراء وهو المعتمد، وأما التردد فى سنة وفاتها فيرده جزم عائشة بأنها ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين قاله الحافظ ابن حجر.
الأوقاف تحتفل
أعلنت وزارة الأوقاف، احتفالها بذكري الإسراء والمعراج من مسجد الإمام الحسين، عشية غدٍ الجمعة، في حضور وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وعدد من قيادات الوزارة، وشيخ مشايخ الصوفية عبد الهادي القصبي، وأعضاء المجلس الأعلي للشؤون الإسلامية، وعلماء الأزهر، فيما تشهد المحافظات أمسيات تشرف عليها مديريات الوزارة المختلفة.
رجب ليس موعدها
ورغم احتفال المسلمين بذكري الإسراء والمعراج في ليلة ٢٧ من رجب كل عام، إلا أن هناك جدال يتكرر حول صحة التاريخ واليوم والليلة، خاصة وانه لا يوجد حديث واحد يعينها علي وجه الدقة، حيث يقول الشيخ علي الطهطاوي، رئيس جمعية أهل القرآن والسنة، أن النبي لم يفعل كما يفعل المرتزقة الداعين للاحتفالات الذين لو علموا لفظ حفل واحتفل واحتفلوا والحافلة لوجدوا أنها بمعني الجمع من الناس، متحديًا أن يأتي عالمًا علي وجه الأرض باليوم أو الشهر الذي حدث فيه الأمر علي وجه التعيين. 
وقال الطهطاوي في تصريحات خاصة لـ"البوابة"، أتحدى أي عالم على وجه الأرض أن يأتي لنا بحديث ( صحيح) عن فضل شهر رجب بمفرده، مشددًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحدد الليلة ولا الشهر، بل كان في عام الحزن الذي ماتت فيه السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب فحزن عليهما لمدة عام.
وتابع، أما رجب فله فضل ضمن الشهور الأربعة الحرم لقوله تعالي " إن عدة الشهور عن الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم"، وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، مشيرًا إلي أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب صوام رجب بالضرة -الشلوت-، موضحًا أن الاحتفال بالإسراء والمعراج يحدث كل يوم وليلة خمس مرات في الصلوات المكتوبة والمفروضة، حيث الذهاب إلى المسجد إسراء والوقوف بين يدي الله معارج.
وحذر رئيس جمعية أهل القرآن من تلك الخرافات ودعاتها ممن وصفهم بدعاة "بير السلم الملونيرات"، مطالبًا المسلمين الابتعاد عن تلك البدع حيث أن كل بدعة ضلالة.
وهو ما أكده الداعية السلفى سامح عبد الحميد، الذي قال لا يوجد دليل على أن الإسراء والمعراج كان فى السابع والعشرين من شهر جب، "ليس هناك حديث نبوى يُثبت أن الإسراء والمعراج كان فى 27 رجب، ولا يوجد دليل شرعى على تعيينها لا فى رجب ولا غيره، وكل ما ورد فى تعيينها فهو غير ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولا نلتفت إلى ما يرويه القصاص وأصحاب الموالد من تواريخ لا قيمة لها فى الحقيقة، فالصحيح من أقوال أهل العلم أنها ليلة لا غير محددة".
رجب بالإجماع
في حين، أكد الدكتور علي الأزهري، استاذ العقيدة، وعضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، ليلة الإسراء والمعراج هي بإجماع أهل العلم ليلة السابع والعشرين من شهر رجب المحرم، حيث ورد عن حجة الإسلام الإمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي، والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي، والإمام النووي وغيرهم أنها ليلة سبع وعشرين منه (رجب) وهي ليلة المعراج.
وأوضح الأزهري في تصريحات خاصة لـ"البوابة"، هناك خلاف بين العلماء جعلها تارة في رجب، وأخري في شعبان، وثالثة في محرم، لكن الصحيح في رجب حيث يقول الشيخ العلامة الفقيه سليمان بن محمد بن عمر البُجَيْرَمِيّ المصري الشافعي:" والصحيح أن ليلة الإسراء ليلة سبع وعشرين في رجب".
الأهم أنه عُرج وأسري بالنبي
بينما قال الداعية أحمد المالكى، الباحث الشرعى بمشيخة الأزهر، إنه رغم عدم تعيين اليوم أو الشهر علي وجه التحديد إلا أنه من الضروري الإيمان بأنها واقعة حدثت، فلا يشغل بالنا في أي يوم أو شهر، بقدر ما علينا التسليم بها وأن نعتقد وأن ندين الله تعالى بأن الله تعالى أسرى برسوله محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، بالجسد والروح. ثم عُرِجَ به إلى السماوات العُلا ثم إلى سدرة المنتهى وأراه الله من آياته الكبرى، وكان ذلك بالروح والجسد معًا، فى اليقظة لا فى المنام".