الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"داعش" يجدد البيعة لـ"البغدادي"

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جدد تنظيم «داعش» الإرهابى بيعته لزعيمه أبو بكر البغدادي، وسط تقارير تشير إلى عودة التنظيم إلى العراق، برغم إعلان حيدر العبادي، رئيس وزراء العراق، الانتصار على التنظيم الإرهابى نهاية ٢٠١٧، فى مؤشر على استمراره فى تهديد استقرار المنطقة.
وجدد مقاتلو «داعش» البيعة للبغدادي، فيما يعتقد أنه أول تعهد علنى بالولاء له، منذ انهيار ما يسمى بـ«الخلافة» فى سوريا والعراق العام الماضي، ويواصل التنظيم تنفيذ التفجيرات والكمائن والاغتيالات فى البلدين، وكذلك فى ليبيا.
ولا يعرف حتى هذه اللحظة مكان وجود «البغدادي» منذ انهيار مشروعه الذى أُطلق عليه «الخلافة»، والتى أعلنها فى ٢٠١٤ مع سقوط الموصل والرقة معقلى التنظيم فى العراق وسوريا على الترتيب، كما تضاربت الأنباء بشأن مقتله فى غارات متعددة أمريكية وروسية.
ارتفاع هجمات داعش
وزادت هجمات «داعش» على الحدود العراقية خلال الأسابيع الأخيرة، فى مؤشر على عودة التنظيم مع إعادة ترتيب أوراقه بعد خسارة التنظيم لمدينة الموصل.
وكثف التنظيم الإرهابى هجماته على مناطق متفرقة فى ٤ محافظات، حيث استهدف للمرة الأولى محافظة الأنبار بعد إعلان الحكومة العراقية فى ديسمبر ٢٠١٧ استعادة جميع أراضيها من قبضة «داعش»، الذى سيطر عليها التنظيم فى ٢٠١٤، والتى قدرت بثلث مساحة البلاد.
وتصاعدت وتيرة الهجمات، التى تشنها فى الغالب خلايا نائمة لـ«داعش»، فى المناطق الواقعة على حدود محافظتى كركوك (شمال) وديالى، حيث يتخذ عدد كبير من خلايا التنظيم المنطقة الجبلية الوعرة فى حمرين، ملاذا للاختباء من القوات الحكومية، ومن هناك يشنون هجمات فى المنطقة المحيطة.
سلاح إيراني
ويأتى تكثيف «داعش» هجماته فى العراق، وسط حصول التنظيم الإرهابى على شحنة سلاح إيرانية، بعد استهدافه موقع عسكرى للحرس الثورى الإيرانى فى بادية دير الزور الجنوبية، مستغلا العاصفة الغبارية التى تعرضت لها المنطقة، فى نهاية مارس الماضى.
ويرى خبراء أن إيران متورطه فى دعم «داعش» بالأسلحة، والتحرك بتنسيق بين قادة التنظيم وقادة الحرس الثورى الإيراني.
وفى وقت سابق كشف دبلوماسى إيرانى سابق، عن دعم طهران لـ«داعش»، وتزويد التنظيم الإرهابى بالأسلحة، بالرغم من تأكيدها على أنها تحاربه فى العراق وسوريا.
وأكد أبوالفضل إسلامي، الذى كان يعمل فى السفارة الإيرانية فى العاصمة اليابانية طوكيو، قبل انشقاقه عن النظام تزامنًا مع انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدى نجاد، رئيسا للجمهورية، فى مقابلة مع صحيفة «كيهان لندن» الناطقة بالفارسية أن إيران استفادت من وجود «داعش» إلى أقصى حد، وتمكنت بذريعة هذا التنظيم من أن تبرر تدخلها فى كل من سوريا والعراق وأن طهران هى التى توفر لداعش جزءا من الأسلحة التى يحتاج إليها، على حد تعبيره.
وشاهد «إسلامي» عندما كان يعمل فى الخارجية الإيرانية كيف تدعم طهران ماليا وبشكل متزامن مجموعات وميليشيات مختلفة عقائديا فى بعض الأحيان ومتصارعة حينا آخر، بغية استمرار الأزمات أو افتعالها.
تحذير بريطانى من العودة الداعشية
وفى مارس الماضي، أشار تقرير بريطاني، إلى عودة قاتلة لتنظيم «داعش» فى كل من العراق وسوريا، وأن الإعلان عن النصر من قبل الحكومة العراقية كان سابقا لأوانه وقبيل دحر التنظيم بشكل كامل.
ويقول باتريك كوبيرن، محرر الشئون العسكرية فى صحيفة «الإندبندنت»، فى المقال الذى كتبه من الرقة بعنوان «من سوريا: داعش يعود سريعًا وبشكل قاتل بعدما تفرق أعداؤه وأصبحوا يحاربون بعضهم البعض»، إنه شاهد بعينيه عشرات القبور المخصصة لدفن مقاتلين أكراد شمالى البلاد خلال معارك مع داعش، وذلك بعد أشهر من احتلال عاصمته وإعلان هزيمته، وهو أمر ما كان ينبغى أن يحدث إن كان التنظيم قد انتهى فعلًا.
ويوضح «كوبيرن» أن قائد المجموعة التى اشتبكت مع داعش فى دير الزور قال له، إن مسلحى التنظيم برزوا فجأة من المجهول وأطلقوا النار على أفراد مجموعته.
ويضرب المثل بما أكده له قائد كردى بارز، من أن أكثر من ١٧٠ من مقاتليه لقوا مصرعهم خلال معارك مع مقاتلى تنظيم داعش خلال الأسابيع الستة الماضية.
ويتطرق «كوبيرن» فى ذات السياق، إلى أسباب حدوث ذلك، مشيرًا إلى «إرسال بغداد قواتها التى كانت تقاتل داعش للسيطرة على كركوك وغيرها من الأراضى المتنازع عليها مع الكورد فى ١٦ أكتوبر الماضي».
وشهدت محافظة كركوك، وبالأخص منطقة الحويجة تصاعدًا ملحوظًا فى نشاط «داعش» وهجماته، على الرغم من إعلان النصر على التنظيم قبل أشهر من قبل حيدر العبادي.
وتنقل الصحيفة عن نجم الدين كريم، محافظ كركوك المنتخب، قوله، إن أجهزة الأمن العراقية لم تؤمن حقًا الحويجة، وهى منطقة ثقل لـ«داعش»، لأنها كانت مشغولة جدًا فى مواجهة الأكراد.
كما يسلط الكاتب، الضوء على الهجوم الذى تشنه تركيا على الوحدات الكردية فى عفرين، وما أسفر عن سحب الأخيرة لقسم كبير من قواتها من مواجهة جيوب داعش.
ترامب يهرب من سوريا
وتشير مصادر من الجيش الأمريكى إلى تواجد عدد كبير من مسلحى داعش، بدأوا يحتشدون ويتدربون عند الحدود العراقية السورية ويستعدون لشن هجمات.
وتقول مصادر مسئولة فى الجيش الأمريكى، إن العملية التركية التى تستهدف عفرين أطلقت يد «داعش» وسهلت له البدء بشن هجمات على الحدود العراقية. وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء ٤ أبريل ٢٠١٨، أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا رهن بالقضاء نهائيا على التنظيم الجهادى فى سوريا، وكذلك أيضا بـ«نقل» المسئوليات التى تتولاها القوات الأمريكية حاليا إلى «القوات المحلية»، التى ستواصل الولايات المتحدة تدريبها، لضمان أن التنظيم الجهادى لن يعود للظهور مجددا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: «نريد التركيز على نقل المسئوليات إلى القوات المحلية لضمان عدم عودة ظهور تنظيم «داعش»، وقد حققنا بعض التقدم». وأضافت أنه - كما قال الرئيس ترامب منذ البداية- فهو لن يضع جدولا زمنيا عشوائيا، وهو يقيّم الوضع من منظار الفوز بالمعركة وليس من منظار مجرد إطلاق رقم عشوائي، بل التأكد من أننا ننتصر، ونحن نفعل».
وشددت المتحدثة على أن «الهدف هو حتما هزيمة تنظيم داعش، وما إن يتحقق هذا الأمر بالكامل - وقد أحرزنا تقدما كبيرا على هذا الصعيد- وما إن تزول الحاجة إلى وجود قوات هناك ويصبح بإمكاننا نقل (المسئوليات) إلى القوات المحلية يمكن عندها سحب القوات الأمريكية من سوريا. وأتى هذا التوضيح بعد إعلان البيت الأبيض فى بيان أن «المهمة العسكرية» للقضاء على تنظيم داعش فى سوريا شارفت على الانتهاء، لكن دون أن يشير إلى أى جدول زمنى محتمل لانسحاب القوات الأمريكية من هذا البلد. وقال البيت الأبيض فى بيانه التوضيحى، إن المهمة العسكرية الهادفة إلى القضاء على التنظيم المتطرف تقترب من نهايتها مع تدمير التنظيم بالكامل تقريبًا. وأضاف أن واشنطن مصممة مع شركائها على القضاء على الوجود الصغير لداعش فى سوريا الذى لم يتم القضاء عليه بعد، وتابع «سنستمر فى التشاور مع حلفائنا وأصدقائنا بشأن المستقبل».
ولكن الأحداث الأخيرة في سوريا قلبت الموازين، وتبدلت الأولويات وسط تهديدات أمريكية حاليًا بضرب سوريا.