اشتهرت سريعًا في السينما المصرية وعرفت بالطفلة المعجزة، كانت قدوة لأطفال جيلها، وحلمًا يتهافت عليه المنتجين للأفلام السينيمائية، حيث تعد مكسبًا وثروة فنية لموهبتها الفذة، لكنها سرعان ما اعتزلت.
هي أشهر طفلة عرفتها السينما العربية، وأكثر فنانة استعراضية شاملة أحبها الجمهور العربي، فيروز واسمها الحقيقي بيروز آرتين كالفايان، ولدت في 15 مارس 1943 في القاهرة، وهي من أصل آرميني.
اكتشف موهبتها الفذة في التمثيل والرقص والغناء، الفنان الكوميدي من أصل سوري إلياس مؤدب، وكان صديقًا لوالدها، مؤدب عرف قيمة هذه الجوهرة الصغيرة، فقرر أن يصقلها من خلال مشاركته الغناء في الحفلات الخاصة التي كان يحييها في المنازل، من خلال مونولوج كتبه ولحنه خصيصًا لها.
نجحت فيروز في لفت الأنظار إليها، ولاقى المونولوج نجاحًا باهرًا، ما أدى بمكتشفها مؤدب إلى إشراكها في مسابقة لاكتشاف المواهب، فزاد عدد معجبيها وتهافت المنتجون عليها لتبنيها، لكن مؤدب اختار لها المنتج أنور وجدي، الذي تعاقد مع والدها على «احتكار» هذه الموهبة.
وجدي هو من غير اسمها من بيروز إلى فيروز، وعلمها الرقص على يدي مدرب رقص كان معروفًا وقتها اسمه إيزاك ديكسون، ومما تعلمته الصغيرة، رقص الكلاكيت الذي اشتهرت به في أفلامها لاحقًا.
فيروز كانت الدجاجة التي تبيض ذهبًا، وفاتحة خير لأنور وجدي، إذ حقق معها نجاحًا سينمائيًا باهرًا، منذ فيلم «ياسمين» عام 1950، ثم «فيروز هانم» 1951، «صورة الزفاف» 1952، «دهب» 1953، العام الذي شهد فسخ الارتباط الفني بين فيروز وأنور وجدي، وإنتاج والد فيروز لأفلامها والبداية مع «الحرمان» الذي لعبت بطولته مع شقيقتيها نيللي وميرفت.
كبرت الطفلة «جوهرة الاستعراض» لكن نجاح أعمالها تضاءل وظهورها السينمائي تراجع، ليكون فيلم «بفكر في اللي ناسيني» عام 1959 للمخرج كمال مختار، ختام رحلتها مع الفن والشهرة، مقررة الاعتزال المبكر في سن 16 عامًا. ابتعدت عن الأضواء، ورحلت في 30 يناير من عام 2016.
