الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جروبات الجنة والنار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
• حاملو الموبايلات فى مصر ليسوا مجرد فريقين أحدهما فريق الخط والاشتراك الشهرى والآخر فريق الكارت المدفوع مقدما، وأيضا ليسوا مجرد فريقين أحدهما فريق أصحاب الموبايلات الحديثة غالية الثمن والآخر فريق الموبايلات الكلاسيكية القديمة وأيضا المستعملة، بل إنهم فريق من أهل الجنة والآخر من أهل النار..
• وتقسيم حاملى الموبايلات فى مصر إلى فريق أهل الجنة وفريق أهل النار هو تقسيم إلكترونى تسببت فيه جروبات الواتس أب المفروضة على غالبية حاملى الموبايلات رغم رضاهم وإرادتهم..
• فأغلب حاملى الموبايلات يستيقظون يوميا على عشرات، بل مئات الرسائل عبر خدمة الواتس أب التى تتضمن قصصا بعضها حقيقى ومن التاريخ الإسلامى وبعضها من وحى الخيال لمن يقومون بإرسالها دون معرفة الاستفادة من وراء هذه الرسائل اليومية والمستمرة بلا انقطاع وتتضمن تحذيرات عن عذاب القبر والنهاية التى يمكن أن تنتظر متلقى هذه الرسالة إذا لم يقم بإعادة إرسالها إلى عشرة أفراد..
• والغريب أن نسبة كبيرة من رسائل هذه الجروبات تحمل عناوين حملات الاستغفار وأنه لابد أن تشترك فى هذه الحملات وأن تضرب رقما قياسيا يصل إلى مليار استغفار فى أقل من ساعة ورسائل أخرى تحمل دعوة للصلاة على النبى صل الله عليه وسلم وأيضا تنظيم حملة كبرى للصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم تصل إلى نحو 100 مليار صلاة فى الساعة الواحدة..
• ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل إن بعض رسائل الجنة والنار تحذر حامل الموبايل إذا لم يتجاوب مع الرسالة ويعيد إرسالها مرة أخرى سوف يتلقى أنباء سيئة وصادمة له مما يجعل بعض البسطاء من الناس وأصحاب المعرفة القليلة يرتعدون خوفا بسبب هذه التحذيرات ويقومون بإعادة إرسال هذه الرسائل مرة أخرى تحت الإرهاب والتخويف..
• والأغرب أن إحدى هذه الرسائل المنسوبة والله أعلم للدكتور على حسيب أستاذ الجراحة فى قصر العينى تتحدث عن حكاية الدنيا مع القرداتى، وملخص الرسالة أن رجلا فقيرا كان يعمل «قرداتى»، ورزقة محدود، وذات يوم جاءت إليه امرأة غاية فى الجمال وأبلغته أنها الدنيا وبالطبع تمسك بالدنيا وأغدقت عليه الأموال الكثيرة وأصبح من أكبر تجار المدينة، وأثناء زفاف ابنه على كريمة ملك المدينة أرادت الدنيا أن تغادرة فتمسك بها ولكنه عاد مرة أخرى لمهنته الأصلية والمطلوب أن نأخذ الحكمة من القرداتى..
• ورسالة أخرى بعنوان حين تتحدث مع الله للشيخ صالح المفاسى، حيث تقول الرسالة، إنك لن تكون محتاجا لأن تشحن رصيد هاتفك وتطلب الرسالة من حاملى الموبايلات جعلها صدقة جارية، ولا أدرى عما إذا كانت هذه الرسائل وإعادة إرسالها مرة أخرى تعد صدقة جارية أم لا؟ ويجب أن نسمع آراء رجال الدين فى هذا الحكم..
• وأيهما يعد صدقة جارية إعادة توجيه مثل هذه الرسالة أم أن يقوم أصحاب الموبايلات بتوجية جزء من الأموال حتى ولو بقيمة مكالمة يومية للفقراء والمحتاجين وإطعام المساكين خاصة أن مثل هذه الرسائل لو تمت إعادة إرسالها إلى بعض المحتاجين ممن يحملون الموبايلات لن تساعدهم على مواجهة المعيشة..
• وفى الوقت الذى يتباهى غالبية الشعب المصرى بل والشعوب العربية والإسلامية بلاعب الكرة المصرى الدولى محمد صلاح وما حققه من إنجازات رياضية والسعادة التى يدخلها على قلوب المصريين والعرب بل والتغيير الذى أحدثه فى المجتمع البريطانى تجاه الإسلام والمسلمين نجد إحدى رسائل الجنة والنار تحذر من اعتباره قدوة للشباب وتعقد مقارنة بينه وبين سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه..
• فإذا كانت لعبة الحوت الأزرق تشكل خطرا داهما على عقول الشباب والمراهقين فى مصر والدول العربية والإسلامية فإن جروبات الجنة والنار هى الأخرى تشكل خطرًا على عقول الشباب ونسبة كبيرة من حاملى الموبايلات لأن مصير كل شخص سواء كان من أهل الجنة أو أهل النار والعياذ بالله لا يعلمه سوى الله الواحد الأحد وليس أصحاب جروبات الجنة والنار.