الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إطلالة على العالم الإبداعي للكاتب محمد جاد هزاع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر حديثا عن دار سما للنشر والتوزيع، كتابان بعنوان "وجودك ذنب.. قصة عقل"، و"وجودك حب.. قصة روح" للكاتب الصحفي محمد جاد هزاع، والكتابان يعتبرا إمتدادا طبيعيا لثلاثيته السابقة "العشق على طريقتي – بين الدين المنزل والدين المبدل" و"دين الحب في زمن الحرب" و" دولة الدراويش – حراس الوطن والدين".
ويصف الكاتب في كتابه في "وجودك ذنب.. قصة عقل" السردية في الحضور والغياب، استخدم الكاتب بعض سيرته الذاتية، كمتكأ ينطلق منه لآفاق إنسانية وكونية وإلهية، يرصد من عتبتها عشرات التجليات الإنسانية والوطنية والعالمية، التي تؤثرعلى الإنسان من خلال جدلية "الإنسان الإنسان / والإنسان المسخ"، طولا وعرضا وارتفاعا وعمقا، فيعيدنا لطبيعة الأشياء كما خلقها الله وينبهنا إلى التغيرات والتطورات التي طرأت عليها، فبدلتها وحولتها وحرفتها عن دورها التي خلقت له، بقصد أو بدون قصد، حتى صار وجود الإنسان على هذه الأرض ذنبا، خصوصا بالنسبة لهؤلاء الذين اسماهم "ابناء النور" وهم من حافظوا على معنى الإنسانية رغم حصارهم من قِبَل هؤلاء الذين اسماهم ( جيوش الظلام ).
كما يصف جاد في كتابه "وجودك حب.. قصة روح" نصوص في الإطلاق والتقييد، يعيد إلى ذاكرتنا نصوص أعلام كبار من أمثال ابن عربي وابن الرومي وابن الفارض وأضرابهم، حيث يحلق بنا في آفاق الروح المطلقة الذي هو أصل الإنسان قبل أن يتنزل في الجسد المقيد، فنري من عليائها حقائق ما يجري في السياسة والإقتصاد والإجتماع والحرب والحب - الذي هو أساس عنده لخلق العالم الذي ماكانت ذرة فيه تتحد بذرة أخرى لولا الحب، بل العشق - عند بكارتها الأولى، أو كما يجب أن تكون.
وأضا جاد أن القارئ لهذا النوع الجديد من الكتابة، يجد نفسه بين تفصيلات الحياة المعاشة وكأن الكاتب يرسم لها صورا فوتوغرافية بالكلمات، ولكنه سرعان يسحبنا من هذا العالم المادي إلى عالم الروح لنتعرف على انفسنا وعالمنا من هذه العتبة التي لا مكان ولا زمان لها فنعرف من نحن وكيف أصبحنا وندرك لماذا تحول وجودنا من الحب للذنب.
كتابة جديدة فعلا لايمكن تصنيفها طبقا للأنماط المعروفة كالرواية والقصة والشعر والنثر والمقال والدراسة و... إلخ، فهي خليط متسق جدا من كل هذا، أنها تنتهي إلى مايسميه الكاتب نفسه بـ ( الإبداع التكاملي ) المتوافق مع تكاملية الإنسان بمكوناته الخمسة التي يحددها بالروح والعقل والقلب والنفس والجسد، ومع الكون بحضراته الخمس التي يحددها بالملك والملكون والجبروت واللاهوت والهاهوت، حيث لايمكن تجزئة الإنسان إلا بإهلاكه ولا الكون إلا بإفساده.