الشاعر السوري عمر أبو ريشة من كبار شعراء وأدباء العصر الحديث، فقد عبر في قصائده عن حب الوطن وعلاقة الإنسان بالتاريخ، ولا سيما علاقة الإنسان العربي بوطنه، وظهر ذلك جليا في دواوينه وأعماله التي اتسمت بالرقة والإبداع في الصور والكلمات.
أبو ريشة، والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأربعاء، حيث ولد بمحافظة منبج السورية في 10 أبريل من العام 1910، وتلقى تعليمه في حلب، ثم بيروت، وأرسله والده إلى إنجلترا ليدرس الكيمياء.
واتسمت الكتابات الأولى له في إنجلترا بطابع الحزن فلقد عاش قصة حب أليمة جمعته بفتاة إنجليزية اسمها نورما، أحبها، وعندما أصيب بمرض النكاف، سهرت الفتاة على رعايته حتى شفائه. وبعدما شفي من المرض، قرر العودة إلى سوريا كي يستأذن عائلته في الزواج منها، إلا أنه بعد عودته إلى إنجلترا اكتشف أنها أصيبت بمرض النكاف أيضًا، وتوفيت بسببه.
يعتبر الكثير من النقاد أن شعر عمر أبو ريشة ينتمي إلى الكلاسيكية الجديدة، فقد سار على نهج الشعراء العرب القدماء في التمسك بالشعر العمودي التقليدي، والاعتماد على الصور الشعرية القديمة.
وتوالت المناصب الدبلوماسية التي شغلها عمر أبو ريشة، فعُين سفيرًا لسوريا في الأرجنتين عام 1952، وبعدها بعامين عُين سفيرًا لسوريا في الهند، ثم النمسا، والولايات المتحدة الأمريكية.
عاصر أبو ريشة فترة الإضطرابات التى لاحقت الوطن العربي من الاحتلال الصهيوني لفلسطين والاحتلال الأوربي لأجزاء من الوطن العربي، فعبر عن موقفه الداعم لقضية فلسطين من خلال قصائده.
أصدر أبو ريشة العديد من الدواوين الشعرية منها ديوان "بيت وبيان"، وديوان "أمرك يا رب"، ديوان "نساء"، ديوان "غنيت في مأتمي"، ولم يقتصر إنتاجه على تأليف الدواوين الشعرية فقط بل كتب النصوص المسرحية أيضا في رحلته الإبداعية منها مسرحية "تاج محل"، ومسرحية "سميراميس"، ومحكمة الشعراء، ومسرحية "الطوفان".
عاش أبو ريشة حياة مليئة بالإبداع كما كانت مليئة بالقلاقل السياسية وتوفي في الرياض في 15 يوليو 1990 وتم نقل جثمانه ليدفن بأرض الوطن بحلب.
