الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ألعاب الموت.. تحذيرات من "مريم".. و"الحوت الأزرق" يلتهم حياة اللاعب في 50 يومًا.. وأساتذة طب نفسي يكشفون سبب الإقدام على الانتحار

ألعاب الموت
ألعاب الموت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشترك بعض الألعاب الإلكترونية في إثارة الخوف، كالتي تظهر في فيلم «اللعبة» المرعب، في «مريم»، أو تتمثل في «حوت» كلعبة «الحوت الزرق»، أو شرارة نار تهل وتخفت في «اللعب بالنار»، وبعد أن تجيب عليها، تبدأ في التحدث مع اللاعب وتطلب منه المساعدة للوصول إلى بيتها، والاقتراب لتلتقط للاعب صورة قريبة بالكاميرا.


تعتمد طريقة اللعبة على البعد النفسي، حيث تستخدم مؤثرات صوتية ومرئية تثير جوًا من الرعب في نفس مستخدمها، وتستعرض تفاصيل يعيشها اللاعب معها، ومن خلال رحلة بحث عمَّا تريد، تتسلل إلى كل البيانات الشخصية على جهاز اللاعب والمتصل بالإنترنت، فتسأل عن العنوان وأسماء العائلة، وماذا يعملون، وتجعل اللاعب يعيش ويشاركها شعورها بالوحدة والاضطهاد، في صراعات نفسية وإنسانية، وتبحث عمَّن يساعدها، فيعيش اللاعب نفس حالة الاكتئاب التي تبرزها اللعبة، وفي اليوم الخمسين تطلب من اللاعب الانتحار، بعد تجهيزه نفسيا، وتهديده بفضح تلك المعلومات التي تمت سرقتها من على جهاز اللاعب وأسراره، أو تدعوه إلى قتل أحد أفراد أسرته أو أصدقائه.

إحصاءات تنزيل اللعبة خلال السنة الماضية من متجر أبل، تشير إلى أن أعلى الدول في تحميل اللعبتين مريم والحوت الأزرق، السعودية ثم الكويت، تليها الإمارات والبحرين وقطر ومسقط وبغداد، وتخطت مرات التحميل في السعودية لهذه اللعبة الـ ٣ ملايين
أبعاد نفسية
حذرت الدكتورة سامية خضر، استشاري الطب النفسي، من الألعاب الإلكترونية، وقالت أي لعبة إلكترونية لها بعد نفسي، يجب الحذر عند التعامل معها، لأنها قد تقود العقل في مرحلة متقدمة، وقد تتسبب في تغييرات ملحوظة في سلوكيات الأطفال.
وأضافت أن بعض الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار على فترات متباعدة، يكون لديهم شعور بكره النفس أو الحياة المحيطة بهم، أو يكرهون المجتمع أو نتيجة لحب شخص توفي أو ضغوط عمل شديدة لا تلبي رغباتهم الأساسية، لذا ينصح الشخص عند التفكير في الانتحار بتنمية الوازع الديني ومحاولة شغل نفسه بشكل أكبر، وفي حالة استمرار الأفكار المسيطرة عليه بشكل كبير، فيجب اللجوء للطبيب النفسي، حتى يتم العلاج والسيطرة على فكرة الانتحار.

من جانبه، قال أستاذ الطب النفسي، الدكتور محمد عادل الحديدي: إنه أحيانًا تتحمل الأمراض النفسية التي يصاب بها بعض الأشخاص النصيب الأكبر من إقدامهم على الانتحار، وتلعب الأمراض النفسية دورًا كبيرًا وليست اللعبة نفسها، ومن أكثر هذه الأمراض التي تجعل الإنسان عرضة للانتحار، الإصابة بمرض الاكتئاب، لأن الذين يحاولون الانتحار تكون نسبتهم ٥٠ ٪ من إجمالي مرضى الاكتئاب على مستوى العالم، وينجح ١٥ ٪ منهم في الانتحار عقب التعرض لضغوط من الأسئلة الصعبة التي تجرحه أو تقوده للتخلص من حياته لتتوقف الضغوط الواقعة عليه.
ويضيف، من الأسباب المؤدية للاكتئاب، شعور المريض بمأساة شديدة وحزن مستمر، لتأتي مجموعة الاسئلة التي تحملها لعبة مريم، لتفتح بئر أسراره أمام عدد من اللاعبين، ويشعر بالخجل لأي من الأسباب ويجد في الانتحار مخرجا من هذا الإحراج والوجع النفسي، الذي تضعه اللعبة فيه أمام الجميع، فيتخلص من حياته، في غياب أهله بالقرب منهم، ليستمعوا إلى شكواه من الوحدة أو الاحتياج.

ويؤكد «الحديدي»، أن من يفقد الأمل في أنه سيعيش مستقبلا أفضل، تصبح له الحياة بدون معنى، ويقدم على الانتحار، مشيرًا إلى أن مريض الاكتئاب في المرحلة الأولى الشديدة توجد لديه أفكار انتحارية، ولكن ليست لدية القدرة الجسمانية على الانتحار، ومع بداية العلاج تتحسن الطاقة البدنية لدى المريض قبل تحسن حالته المزاجية.

وتابع التفكير في الانتحار لا يقتصر فقط على الطبقات الفقيرة، ولكن بعض الأشخاص الذين حققوا الكثير من الأشياء في حياتهم فيشعرون بالملل، كما أن ضغط العمل الشديد بدون الراحة والتوتر الشديد يكونان من عوامل التفكير في الانتحار، ومن الأمراض التي تؤدي إلى الانتحار الإصابة بمرض الفصام، وهو من أهم وأشهر الأمراض النفسية، وأعراضه عبارة عن هلاوس وتخاريف وضلالات، ويسمع الشخص أصواتا عديمة المصدر والصوت يأمره بأن يؤذي نفسه، أما الضلالات فالشخص يشعر بأن المحيطين به يضطهدونه أو يراقبونه ويتآمرون عليه، في ذلك الوقت يتسم بكثرة الإحساس بالاضطهاد، ويشعر الشخص بضغط عصبي شديد لا يستطيع تحمله فينتحر.


ويقول الدكتور أحمد أبو الوفا، إخصائي الطب النفسي، إن هناك صعوبة شديدة في تحديد أرقام حالات الانتحار، لأن أهل الشخص المنتحر يرفضون الإعلان عن ذلك، وبالتالي لا يتم توثيق أغلب الحالات، ويضيف ليس هناك وسيلة تؤكد أو تنفي زيادة معدلات الانتحار، لكن كل ما تغير هو أن الاهتمام الإعلامي بهذه القضية زاد في الفترة الأخيرة.