الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الأبنودي.. "القلب الأخضراني يا بوي لسه مليان أغاني"

فى ذكرى ميلاده الـ80 ورحيله الثالثة

زوجة الخال تتحدث
زوجة الخال تتحدث لفريق البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعد الملف: محمد لطفى وياسر الغبيرى وأحمد صوان وأميرة عبدالحكيم ومحمود عبدالله تهامي
تصوير - هشام محيى ومحمود أمين

حكايات الشاعر الراحل من صرخة الميلاد فى «أبنود» حتى جنازته بالإسماعيلية على 12 حلقة 
«حبيت هذا الوطن وحبيت ناسه.. فاسمحوا لى أن أُحيى الشعب المصرى وأقول لهم لا تنسوني».. كانت تلك كلمات عبدالرحمن الأبنودى الأخيرة، التى جاءتنا بصوته من المستشفى عبر الهاتف، فى أحد البرامج التليفزيونية الشهيرة، مودعًا وموصيًا فى الوقت نفسه. 
الأبنودى الذى لم ينس مصر، وطلب من المصريين ألا ينسوه، غادر عالمنا دون ضغائن تاركًا كل ما صنعه لأكثر من نصف قرن من المشاعر التى صاغتها كلماته.



يأتى شهر أبريل حاملًا معه ذكرى دخول، وخروج الخال عبدالرحمن الأبنودى فى هذا العالم، ففى الحادى عشر من عام 1938 استقبلت قريته أولى صرخاته، بينما فى الحادى والعشرين من الشهر نفسه عام 2015 كانت روحه تحلق لتغادر عالمنا انطلاقًا من مستشفى الجلاء العسكري، حيث أغمض عينيه للأبد. سبعة وسبعون عامًا قضاها فى رحلة طويلة بدأت من قريته أبنود بمحافظة قنا، ومرّت لفترة طويلة بالعاصمة الساحرة القاهرة، وانتهت فى مدينة الإسماعيلية، معشوقته الأخيرة التى أوصى بدفن جثمانه فيها بعد أن صمم مقبرته بنفسه واختار موضعها.

فى الذكرى الثمانين لميلاده، والثالثة لرحيله، تستعرض «البوابة» رحلة الشاعر الكبير منذ أطلقت والدته الحاجة فاطمة قنديل صرختها الأولى على باب منزل والدها ليخرج عبدالرحمن الصغير، الذى أطلقت عليه عمّته «يامنة» فيما بعد اسم «رمان» تيمنًا بالفاكهة التى تحبها، مرورًا بانتقاله مع رفيقى دربه أمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله؛ وانطلاقه إلى قمة عوالم الأدب والفن، ومصادقته للعمالقة محمود درويش وعبدالحليم حافظ ومحمد رشدى وغيرهم.



سنتحدث عن رحلته الكبرى فى نهاية الستينيات التى جمع فيها السيرة الهلالية التى أطلق عليها كثيرون «إلياذة العرب»، وعلاقته بسيدة الشاشة فاتن حمامة، وعشقه الأرض التى لم يتركها يومًا منذ أصدر ديوانه الأول «الأرض والعيال» وحتى وُرى ثراها.

 بالتأكيد لا أحد ينسى ملحمة بناء السد العالى التى جسّدتها «جوابات حرجاى القط»، والتى طلّ بها صوته على المشاهدين بينما يتحرك الراحل شكرى سرحان على الشاشة، وهى الفترة نفسها التى كتب فيها أغانى الصمود فى مواجهة العدوان الثلاثي. حكايات الخال نرويها عبر الكثير من الألسنة والأوراق التى تركها. منها ما يأتى على لسان زوجته السيدة نهال كمال، الإعلامية الكبيرة والرئيس الأسبق للتليفزيون المصري، التى رافقت زوجها الراحل لسنوات طويلة لم يفترقا فيها إلا بمفارقة روحه للجسد، والتى أيضًا حققت للأبنودى حلمًا لم يتوقعه بإنجاب ابنتيه آية ونور؛ وكذلك يتحدث إلينا محمود، صديقه وربيبه ورفيق رحلة الأرض فى الإسماعيلية


هناك حكاية أخرى يرويها الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، والذى تحدث لنا عن علاقة الأبنودى بالإسماعيلية التى استقر فيها أخيرًا وما لاقاه من تكريم هناك

 قبل ثلاث سنوات كانت الشائعات حول وفاة الخال تملأ المواقع يوميًا. كان غاضبًا وقتها من كثرتها، ولائمًا على الصحافة والإعلام نشر تلك الشائعات دون محاولة الاتصال به «لمّا أموت هبقى أقول لكم»، كررها آنذاك للزميل إبراهيم سليمان أكثر من مرة مُداعبًا عندما كان يتصل به ليطمئن على صحته فى الأيام الأخيرة

كان الزميل نفسه هو من رافق الزميلين ياسر الغبيرى وأحمد صوان فى سيارة الأخير التى انطلقت سريعًا من مقر الجريدة بالدقى إلى الإسماعيلية عند تأكيد الخبر الحزين برحيله



 يومها كانت الزميلة أميرة عبدالحكيم تنتظر السيارة التى تحمل جثمانه إلى مثواه الأخير، وكان الحاضرون ممزقين بين الحزن على الخال الراحل وهم يصلّون عليه ويشيعونه وسط آلاف من أحبائه، وبين الواجب الصحفى الذى يحتّم عليهم العمل، بينما يعزّونه ويتلقون فيه العزاء فى الوقت نفسه كما فعل المئات غيرهم. يومها قالت زوجته إن كل من حضروا الجنازة والعزاء كانوا يعزّون بعضهم فى رحيله الصادم.

الآن يعود الفريق نفسه مع زملاء آخرين للاحتفاء بالخال على طريقتهم الخاصة. فى هذا الملف، الذى تنشره «البوابة» تباعًا على مدار عشرة أيام، نستعرض الأيام الحلوة للخال الذى طالما عبّر عن الأمة المصرية بكلماته فى أسعد وأحلك لحظاتها.