الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ألعاب الموت.. "الحوت الأزرق" يستدرج المراهقين للانتحار.. مراقبون: لها أهداف خبيثة.. وخبراء نفسيون: تستغل "هوس" واندفاع الشباب

الحوت الأزرق
الحوت الأزرق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار انتحار خالد حمدى الفخرانى، 18 عاما، بعد 50 يوما من ممارسة لعبة «الحوت الأزرق» حسبما قالت أخته الدكتورة ياسمين، المخاوف من الألعاب الإلكترونية المنتشرة على الشبكة العنكبوتية، وطالب الخبراء بحظر اللعبة والألعاب الإلكترونية المشابهة فى مصر.
ولم تكن «الحوت الأزرق»، اللعبة الوحيدة، فهناك العديد من الألعاب الإلكترونية التى تستخدم الدوافع النفسية للدفع تجاه الانتحار، ومنها «مريم» و«العب بالنار»، وغيرها من الألعاب الإلكترونية. وتعتبر هذه الألعاب الأكثر انتشارا على الشبكة العنكبوتية، وتسجيلا لحالات الانتحار بعد مرور 50 يوما على الأكثر من بدء اللعب.

لعبة «الحوت الأزرق» ابتكرها «فيليب بوديكان» مبرمج روسى، وهو طالب علم نفس، وتمكن من استخدام أساليب السيطرة النفسية على الطرف الآخر، حتى يتحول من خلال اللعبة إلى قطعة من الصلصال ينفذ كافة الأوامر، حتى يصل إلى الانتحار.

وتمكنت أجهزة الأمن من القبض عليه مؤخرا، وصدر عليه حكم بالحبس 3 سنوات مع الشغل، وحجبت اللعبة فى روسيا لخطورتها، لكن تمكن شاب سعودى، يدعى سلمان الحربى مع مجموعة من الشباب، من تطوير اللعبة، حيث تم حذف بعض الأسئلة السياسية منها. وأكد المراقبون أن هذه الألعاب لها أهداف خبيثة ومريبة، وحذروا من الانتشار السريع لها، خاصة وسط المراهقين.

كيف تخطف لعبة حياة ابنك؟ سؤال مطروح حاليًا على الساحة بعد انتحار ابن البرلمانى السابق حمدى الفخرانى، بسبب اللعبة الملعونة. وتطرح تلك القضية تساؤلات بشأن خطورة الألعاب الإلكترونية، التى تنتشر عبر منصات الهواتف المحمولة بجانب مواقع التوصل الاجتماعى، خاصة مع انتشار الألعاب الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة

قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إنه لابد من وجود متابعة أسرية داخل المنزل من قبل الأهالى لذويهم لاسيما خلال فترة المراهقة ومرحلة الطفولة لأن تلك المرحلة تكون حرجة وبحاجة إلى المتابعة مع إمكانية التأثر بما يقع للأطفال من خلال ما يتعرضون له من أشياء، محذرًا من خطورة تعرض الأبناء لاسيما خلال فترة المراهقة لأى ألعاب تثير داخلهم مشاعر سلبية فيما بعد.
وأضاف: إذا لاحظ الأهالى سلوكا غير طبيعى لدى الأبناء جراء أفعال معينة أو من خلال البقاء فى عزلة داخل المنزل والاتجاه إلى لعب ألعاب معينة، فيجب التدخل فى تلك الحالة، لأنه قد يكون هناك أعراض كارثية تصل إلى الانتحار، لأن الطفل أو المراهق يتعلق بتلك الألعاب ويتجه إلى لعبها، لأنها تشعره بالمتعة علاوة على أنها تتحول لتكون جزءًا من حياته.
ولفت إلى أن الأكثر عرضة للتضرر من اللعبة هم المراهقون، لأن تلك المرحلة معروفة بالكثير من الاندفاعات التى تقع من قبلهم ففترة المراهقة لا يدرك فيها الشاب طبيعة التصرفات العشوائية التى من الممكن أن يقوم بها نتيجة التغيرات البيولوجية التى تحدث لهم، ولهذا يكونون أكثر عرضة للتعرض للتصرفات المتهورة، فنجد أن المراهق فى مرحلة معينة قد يجد الانتحار ملاذا آمنا بالنسبة له لكى يتخلص من المشاكل والضغوط النفسية التى يتعرض لها خلال تلك الفترة بسبب عدم النضج السلوكى الذى يكتنف تلك المرحلة، وهى أمور تجعله أدعى للتصرف السلبى.
سمات شخصية


ولفت فرويز إلى أن كل طفل يختلف عن غيره من حيث السمات الشخصية والعوامل النفسية التى توجد به، فقد يكون أى طفل لديه جينات المرض النفسى التى تظهر عليه بعد تعرضه للعبة معينة تستفز المرض الكامن داخله، موضحًا أنه فى تلك الحالة يصاب الطفل بحالة من الهوس تجعله يستمر فى لعب اللعبة الإلكترونية ذاتها، وهذا لحبه الشديد ولتعلقه بها ومع تفاعله كنتيجة لجيناته التى تؤهله للإصابة بالمرض النفسى بعد تعرضه لتلك اللعبة، وهو ما حدث مع لعبة البوكيمون التى خرجت منذ فترة عبر منصات التطبيقات الإلكترونية، وهى لعبة تشابه لعبة الحوت الأزرق فى أنها تعتمد على التفاعلية، موضحًا أن لعبة البوكيمون أصيب بسببها الكثير من الأطفال خلال فترة شهرة تلك اللعبة بهوس نفسى، واستمروا فى لعبها بالشوارع حتى وإن كان على حساب تعرضهم للخطر أو المشاكل التى تقع لهم بفعل اللعبة كحوادث السيارات أو الدخول بمكان خطير أو التصوير فى مكان غير مصرح به من أجل التقاط كرات البوكيمون، ونجد أيضًا الأمر يتكرر بصورة أخرى مع لعبة المزرعة السعيدة التى يستمر العديد من الأشخاص الذين لديهم جين المرض النفسى بالاستمرار فى لعبها لفترات طويلة تصل إلى يومين كاملين، وحينما يتكلم يقلد دور الملك الذى يملك المزرعة على حد قوله.
الألعاب التفاعلية
وأضاف الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن الألعاب التفاعلية من أنواع الألعاب الخطيرة التى تستهوى قطاعا كبيرا من الأطفال والمراهقين، كونها تستغل دافع حب الاستطلاع والمغامرة لديهم، وهو الخطير فى الأمر، لاسيما أن العالم الافتراضى داخل اللعبة يمتزج بالعالم الواقعي، وهو ما يزداد خطورة، خاصة إذا كان الطفل أو المراهق يميل إلى العزلة والبقاء لوحده بالساعات يلعب فقط تلك اللعبة.
بدوره حذر الدكتور رشاد عبداللطيف، أستاذ علم الاجتماع، من وسائل الاتصال المتقدمة وأثرها على الأطفال وعلى تشكيل ثقافتهم وانغماسهم فيها حتى النخاع كاستخدام مواقع التواصل الاجتماعى بصورة غير مسئولة أو استخدام تطبيقات الهواتف المحمولة أو فتح مواقع عبر شبكة الإنترنت غير موثوق بها ومن المحتوى الذى تقدمه.
أضرار الألعاب الإلكترونية

فى هذا السياق قال المهندس أحمد خالد، خبير تقنية المعلومات، إن الألعاب الإلكترونية تسبب الكثير من المشاكل التى من شأنها أن تسبب لأطفالنا أنواعا من الاكتئاب أو الضرر النفسى حتى توصلهم إلى مراحل سيئة، وتختلف الألعاب الإلكترونية عن بعضها، حيث إن هناك بعض الألعاب تعتبر عادية وتمر بعدة مراحل لا يوجد بها أى مشاكل إلى أن تصل فى النهاية إلى نهاية اللعبة، وينتهى الأمر عند هذا الحد، وهناك ألعاب أخرى خطيرة وتمر بمراحل تسبب أزمات نفسية للأطفال مع تطور مراحلها، مثلما رأينا فى الأيام الأخير مع لعبة الحوت الأزرق

ضار ونافع

وأكمل «خالد» أن أنواع الألعاب وأشكالها تختلف عن بعضها وعن أهدافها وما إلى ذلك، فكما أن هناك ألعابا إلكترونية مضرة، فتوجد أيضا الألعاب النافعة، ولكن على كل حال فإن الشىء إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده وهذا شىء معروف ونشهده فى الكثير من الأمور الحياتية اليومية، وهنا يأتى دور الأب والأم فى تقنين الفترة التى يجلس فيها الطفل على الحاسوب وماذا يفعل، حيث يجب تحديد وقت معين لاستخدام الحاسوب فى الألعاب الإلكترونية مثل باقى الأطفال وباقى الوقت يكون للتفاعل وسط الأهل والخروج وممارسة الرياضة وما إلى ذلك.
وأضاف «خالد» أن للألعاب الإلكترونية عدة مشاكل وأمور سيئة تسببها للطفل أو حتى للبالغين على المدى البعيد، وأهمها أنها تسبب الانطوائية للشخص المدمن عليها أكثر من غيره وتعزله عن المحيطين به بصورة كبيرة، حيث إن مدمن الحاسوب والإنترنت يكون من الصعب عليه الخروج والتواصل مع المجتمع كثيرا.

نظام تفاعلى

وقال المهندس محمد مصيلحى، الخبير التقنى وخبير مقاومة قرصنة الإنترنت، إن الألعاب الإلكترونية هى ألعاب تستخدم الإلكترونيات لابتكار نظام تفاعلى يتمكن من خلاله اللاعب من اللعب على الكمبيوتر باستخدام يديه فقط، والشكل الأكثر شيوعًا فى هذه الأيام من الألعاب الإلكترونية، هو ألعاب الفيديو حيث إنها سهلة فى التعامل وسلسة فى اللعب ومعظمها بسيط فى التفكير، وتشتمل الأنواع الأخرى الشائعة من الألعاب الإلكترونية على سبيل المثال لا الحصر على المنتجات المرئية مثل الألعاب الإلكترونية المحمولة أو الأجهزة المستقلة مثل البلاي ستيشن مثلا، أو حتى الهاتف المحمول، حيث إن جميع الموبايلات الحديثة تحتوى على ألعاب فيديو.
ومن أكثر أنواع الألعاب الإلكترونية شهرة ألعاب المحاكاة: وهى ألعاب تتمتع بقدر كبير من الواقعية وتتطلب خبرة من اللاعب فى مجالها، وذلك لأنها تحتاج إلى تفكير جيد، ويكون وراء هذه الألعاب مؤسسات عسكرية فى بعض الأحيان، كسلسلة الألعاب المرتبطة بموديلات الطائرات القتالية الأمريكية، وغيرها من أشكال المحاكاة بالطائرات أو الدبابات أو حتى الحفارات واللوادر وألعاب السباق بالسيارات بأنواعها، والتى تعتبر من أوائل ألعاب الفيديو.