الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"المسلمون في ألمانيا".. بانتظار الدخول الآمن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اللاجئون فى ألمانيا.. ملف لا تنتهى أزماته، خاصة فى ظل محاولات البعض هناك استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما جعله أكثر الملفات إثارة للجدل، بعد أن تعددت دعوات تطالب باتخاذ قرارات حاسمة للفصل بين المهاجرين المسلمين والشعب الألمانى نفسه.
وذلك فى الوقت الذى يتواصل فيه الجدل داخل المجتمع الألمانى بين محاولات احتواء اللاجئين والمهاجرين المسلمين، ودعوات التعامل الحذر معهم فى إطار سياسات الدمج التى تسعى الحكومة الألمانية القيام بها، فى ظل مطالبة البعض باستبعاد هؤلاء بدعوى اختلاف ثقافتهم مع المجتمع الألمانى، أو التعامل معهم باعتبارهم واقعًا ملموسًا لابد من قبوله، وإن كان ذلك دون التنازل عن القيم الألمانية.
من جانبه قال فولفجانج شويبله، رئيس البرلمان الألمانى أن الإسلام أصبح فى الوقت الراهن جزءًا من ألمانيا، وذلك فى إطار النقاش حول دمج مئات آلاف المسلمين المهاجرين، والتأكيد على أنه «لا يمكننا أن نوقف مسار التاريخ، وعلى الجميع أن يتعامل مع حقيقة أن الإسلام أصبح جزءًا من بلادنا»، واتفق شويبله مع ميركل ضد تصريحات وزير الداخلية زيهوفر، مؤكدا على أن «الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا». واتسعت حدة الخلاف داخل تحالف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي، حول دور الإسلام والتعامل مع المسلمين فى ألمانيا، بعد أن اتسعت الهوة بين الساسة الألمان بعد تصريحات هورست زيهوفر، وزير الداخلية وزعيم الحزب المسيحى الاجتماعى البافاري، الذى صرح بأن الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا لكن المسلمين المقيمين بها «ينتمون إليها بشكل بديهي».
وحثَّ شويبله المسلمين المقيمين فى ألمانيا على أن يعلموا أنهم يقيمون فى بلد لا يتسم بطابع التقاليد الإسلامية، وعلى بقية السكان أن يقبلوا وجود نسبة متزايدة من المسلمين فى ألمانيا، مشيرًا إلى أن هناك حاجة إلى التماسك المجتمعى والقواعد المستندة إلى قيم الدستور، وقال إن المهم هو التعايش معًا بسلام واحترام الاختلافات.
فى حين قال إلكسندر دوبرينت، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب المسيحى الاجتماعى البافاري، إن «الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا»، وأضاف دوبرينت أن عبارة «الإسلام ينتمى إلى ألمانيا، هى عائق بالنسبة للاندماج لأنها ترسل إلى المهاجرين إشارة خاطئة»، ولفت إلى أن المهاجرين عليهم أن تكون لديهم الرغبة فى الاندماج فى مجتمعنا ولا ينبغى أن تكون لديهم الرغبة فى العيش إلى جوارنا أو ضدنا».
وقال دوبرينت إن حزبه خاض النقاش فى هذا الموضوع بنهج واضح وبشكل مباشر وبناء، وتابع أن حزبه «لن يغير موقفه فى هذا الأمر لأن غالبية الشعب فى النهاية ترى أن الإسلام لا ينتمى إلى ألمانيا»، وأن الحزب البافارى يعطى للأغلبية صوتا «يحفظ هويتنا الثقافية للمستقبل». يذكر أن ألمانيا يقترب عدد سكانها الآن من ٨٣ مليون نسمة، ويعيش فيها نحو ٤.٥ مليون مسلم، وينتظر زيادة ذلك العدد فى ظل موجة الهجرة الجديدة.
كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صرحت بأن الإسلام صار جزءًا من البلاد، والإشارة «ليس هناك من شك فى أن الطابع التاريخى المميز لبلدنا مسيحى ويهودي، لكن بنفس قدر صحة هذا الأمر، فإنه من الصحيح أيضًا أن مع ٤.٥ مليون مسلم يعيشون لدينا، صار دينهم الإسلام الآن جزءًا من ألمانيا». ونوهت ميركل إلى أن كثيرين لديهم مشكلة فى تقبل هذه الفكرة، وأن مهمة الحكومة الألمانية إدارة كافة النقاشات على نحو يؤدى فى النهاية عبر قرارات محددة إلى جعل التضامن بين كل الأفراد الذين يقيمون على نحو دائم فى ألمانيا أكبر وليس أصغر، والإشارة إلى أن الغالبية الكبيرة من المسلمين فى ألمانيا يرفضون التطرف والإرهاب الإسلامي، والكثير منهم يمارسون عقيدتهم، الإسلام، بسلمية وعلى نحو ملتزم بالقانون والدستور».
وردت ميركل على وزير داخليتها هورست زيهوفر، واعتبرت أن هذه التصريحات غير مقبولة، إلا أنها شددت على وضع أسس جديدة للخطاب الموجود فى المساجد فى ألمانيا، مضيفة بقولها: «إن قيامنا على مدار عقود بالاعتماد على أئمة ضيوف من تركيا أمر لم يعد كافيًا فى القرن الحادى والعشرين، وأنه يجب على الاتحاد والولايات الألمانية وبمساعدة مؤتمر الإسلام أيضًا تطوير هياكل تتلاءم مع المستقبل».
كانت المستشارة ميركل أكدت: «القلق بشأن تماسك مجتمعنا أصبح كبيرًا، ولهجة النقاش السياسى أصبحت أكثر فظاظة، وأزمة اللاجئين والتغلب عليها قسمت المجتمع بشدة، على الرغم من أن الأحوال الاقتصادية فى ألمانيا تسير على نحو جيد للغاية لم تشهده البلاد منذ إعادة توحيدها، وكذلك تسير دولة القانون على نحو جيد أيضًا، كما أن المجتمع فى حالة استقطاب قوية للغاية لدرجة أن جملة بسيطة مثل «سوف ننجز ذلك»، التى كانت قد كررتها ميركل من قبل فى خريف عام ٢٠١٥، أصبحت محورًا للنقاش. 
وأضافت المستشارة الألمانية أن «أغلب الناس الذين جاءوا إلينا ليسوا مسئولين عن الفشل الذى سجله المجتمع الدولي، وقد استقبلناهم كأناس فى وضع عسير».