السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

انفراد.. "مرسال الشوق".. قصيدة تنشر للمرة الأولى بخط الخال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تبدأ الرحلة مع الخال بقصيدته «مرسال الشوق»، والتى تُنشر للمرة الأولى، القصيدة قدمتها لنا زوجته الإعلامية الكبيرة من بين أوراقه المجهولة، كما ننشر بخط يده ما كتبه عن الشاعر السودانى الكبير محمد طه القدّال، الذى قال عنه فى واحد من لقاءاته التلفزيونية «أنا بعتبر محمد طه القدال وأزهرى محمد علي، ولادى الشرعيين، صحيح أنا مشفتش أمهاتهم، ولكن منذ أن كان القدال شاب صغير السن غض، أنا بشرت به وقلت ده ابني، وقلت ده حيبقى شاعر كبير، وقدال النهاردة يدهشنى بقصائده، يعنى شيء عجيب وجميل».

«القدّال»، الذى احتفى به «الأبنودي» كثيرًا، أحد رموز الشعر السوداني، هذا المبدع بدوره جاء من أرض «حليوة» بالجزيرة، وهو ابن لعائلة تتنفس الشعر بدورها، فأبوه طه دفع الله الملقب بـ«القدّال» شاعر بالفطرة، وأمه الحاجة «حرم» أيضًا شاعرة بالفطرة وحتى أشقاءه عبدالإله وعبدالله ودفع الله كتبوا الشعر بتميز شديد. هو كذلك عازف عود ماهر وتشكيلى مبدع، وقد عمل فى بداية حياته بالتليفزيون القومى كرسام تشكيلي.

مرسال الشوق

فى قرية صغيرة مولود

فى قرية اسمها أبنود

فى قرية فى الصعيد لاسمر

فى دار من طين وسقف نخيل

فى نص الليل

صرخ صرخة وراح مفلوت

بييجى فى دروب وبيوت

بيتغدى بصوت الريح..

ويتحمى بماء الشمس..

أول ما بتدا ينطق.. يقول موال

وأول ما بتدا يسأل سأل عالحال

وقال شحوال

فى قرية صغيره سمرا

تحب الدنيا لو خضرة

ولا تكره خلاف الصخر والصحرا

تاكلها بالسنان والإيد

عشان لما تيجى المواعيد

يعيد فى الخضار العيد

وليد.. بيعرف المرعى..

فى معزات جدته يرعى..

يطل بخوف على الترعة..

قوم ناطط.. يقوم غاطس..

يقوم ناطط ولد تاني..

يقول له دفعت فدو النهر

ولد.. ساعة الخطر موجود

ولد.. ساعة الرجال معدود

ولد له كلمة والكلمة

بتقرأ الماضى والحاضر

بتتأمل وجوه الناس

تعانى زى ما يعانوا..

وعايشه بين ما يتوجدوا

يحنّن ده على أمه

ويهدى ده على ولده

ولد وافر

يقول الكلمة مش من كبر

مش من رغبة نايمة فى سر

يقول الكلمة ع المكشوف

يقول لحظة ما كان بيشوف..

عشان ده اتعرف بيته..

عشان ده اتسمع صوته..

تقول له مين.. يقول بلدي

تقول له إيه.. يقول بلدي

حكايتي.. وثروتي.. ومددي

أبويا.. ووالدتي.. وولدي

فتى أسمر.. عيونه سود

فى قرية أسمها أبنود..

فى آخر ضلة العمران..

كبر وبيطلع النخلة..

كبر وبيدبح السخلة

كبر بيخلص الأكلة

كبر بيحب أوطانه..

ما يعشق إلا إنسانه

ونهره بكل سكانه

ويحلم بالربيع دايم

ويحلم بالغنا صادح

ويحلم بالأمل صابح

ويحلم بابتسامة الفجر..

ساعات يمشى هناك ع النيل

فى ضل نخيل.. أو بالليل..

يحس بحب للدنيا.. ولبلاده

يحس بحب للأيام.. للحظات

وللى جيّ واللى فات....

يقوم طالع كده بموال

يقول إن الليالى ما عادتش طوال

والأرض مهزوزة من خطوة العمال

ويقول ويقول..

تسكن فى شباكه طيور الحلم

يكبر معاه الحب للأوطان

قلبه يفيض بالحب للإنسان..

ينده يقول ياليل

واحنا نقولله كمان

بقى تفتكر قريتك قريتى

وقصتك قصتى

ولد يشبه لده

يهم إيه يبقى اسمه محمد القدال ولا اسمه عبد الرحمن؟