رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

صدام حسين.. الديكتاتور المحبوب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم منذ 15 عامًا، وبالتحديد في عام 2003، سقط حزب البعث الحاكم في العراق، بقيادة الرئيس صدام حسين، وذلك بدخول قوات التحالف إلى العاصمة بغداد، وإسقاط تمثال صدام الموجود في ساحة الفردوس.
صدام بن حسين بن عبدالمجيد بن عبدالغفور بن سليمان بن عبدالقادر الناصري التكريتي، ينتمي إلى عشيرة البيجات، والمولود في أبريل 1937 لعائلة تمتهن الزراعة، تُوفي والده قبل ولادته بستة أشهر، وتعددت الأقاويل التي فسرت سبب وفاته، ما بين وفاة لأسباب طبيعية، أو مقتله على أيدي قطاع الطرق.
بعدها بفترة قصيرة، تُوفي الأخ الأكبر لصدام وهو في الثالثة عشرة، بعد إصابته بالسرطان، وتزوجت أمه بعد وفاة أبيه، وبعد عدة سنوات، هرب من بطش زوج أمه، ليعيش مع خاله، الذي شجّعه على استكمال تعليمه، درس في كلية الحقوق جامعة القاهرة عامي 1962 و1963، ثم أكمل دراستها في جامعة بغداد وتخرج في كلية الحقوق 1973.
كان الحس الثوري القومي هو الطابع لتلك الفترة من الخمسينيات، الذي انتشر مده عبر الوطن العربي، كما كانت القومية العربية التي دعا إليها جمال عبدالناصر في مصر دافعًا وحافزًا للبعثيين الشباب مثل صدام، وألهم عبدالناصر الوطنيين في أرجاء الوطن العربي لمحاربة الاستعمار وتوحيد العرب، وقد كان هذا سببًا في العديد من الثورات بعد مصر في كل من العراق وليبيا وسوريا واليمن.
في بغداد، وفي أواخر الخمسينيات، كان صدام عضوًا في الفتوة، وهي منظمة شبيبة شبه عسكرية على غرار شبيبة هتلر، التي شكلت أثناء حكم الملك غازي في الثلاثينيات كانت أهداف الفتوة تدعو إلى أن يعمل العراق على توحيد العرب بالكيفية نفسها، التي وحد بها سكان بروسيا الألمان، كان صدام يشاهد في مقدمة أي مظاهرة أو أعمال عنف ضد الحكومة وفي مثل هذه الأجواء من العنف والفوضى فإن قضية كانت مسألة وقت فقط قبل أن يعمد صدام إلى قتل أحد الأشخاص.
رغم أن صدام كان يقيم رسميًا في بغداد، إلا أنه كان يسافر باستمرار إلى تكريت وكان ينضم لأعمال العنف والتظاهر.
عاد صدام إلى بغداد واستأنف ممارسة نشاطه السياسي وكسب قوته بالعمل كمحصل في أحد الباصات ونتيجة لأنشطته في تكريت فإن صدام اكتسب شهرة ليست كتلك التي كان يأمل بها كضابط يتدرب في أكاديمية بغداد العسكرية، ولكن كمحرض سياسي لا ينفر من ارتكاب جريمة قتل لتحقيق هدفه.
كان حزب البعث صغيرًا ثلاثمائة عضو فقط عام 1958م، لكن كانت لديه طموحات، وكان لحزب البعث أن يحقق هدفه في الاستيلاء على السلطة فقد كان عليه أولًا الخلاص من الحكومة، وهكذا فإن المهمة الرسمية التالية التي أوكلت إلى صدام تتمثل في اغتيال الرئيس العراقي الجديد.
في عام 1959م شارك صدام مع مجموعة بعثية في محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم، الرئيس العراقي حينها بعد ظهر اليوم السابع من أكتوبر، وخلافًا للترتيبات وبسبب الانفعال سحب صدام مدفعه الرشاش من تحت معطفه وفتح النار على سيارة قاسم قبل الوقت المقرر وقبل أن يتمكن الآخرون من فتح النار، تمكن حراس قاسم من مواجهة الموقف وقتل سائق السيارة، الذي أصيب في ذراعه وكتفه كما قتل أحد أفراد مجموعة الاغتيال وأصيب صدام في ساقه على يد أحد زملائه.
تمكن أعضاء فريق الاغتيال من الفرار إلى أحد مخابئ الحزب في العاصمة بغداد، أما عبدالكريم قاسم فقد نقل إلى المستشفى وأجرى له العلاج اللازم وتم استدعاء الدكتور تحسين الملا، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب البعث لمعالجة صدام، وقال: «إنه لم يكن سوى جرح بسيط عبارة عن كشط».
تمت مداهمة المخبأ الذي لجأ إليه فريق الاغتيال إلا أن صدام استطاع الفرار إلى سوريا، حيث قضى هناك ثلاثة أشهر، قبل أن ينتقل إلى القاهرة، حيث انضم إلى نحو 500 شاب من البعثيين، وكانت الحكومة السورية قد أرسلت هؤلاء إلى مصر بهدف استكمال تعليمهم.
عمل من جديد على الإطاحة بالحكومة والاستيلاء على السلطة مع فجر يوم 17 يوليو من عام 1968م، واستولت وحدات عسكرية يرافقها نشطاء بعثيون مدنيون على مؤسسات عسكرية حكومة مهمة وصدرت الأوامر بالتحرك إلى قصر الرئاسة، فاندفعت الدبابات إلى باحته وتوقفت تحت النوافذ، حيث كان الرئيس عبدالرحمن عارف ما زال نائمًا في سريره وكان في الدبابة الأولى صدام حسين ببزته العسكرية.
لم يعرف الرئيس عبدالرحمن عارف بما حدث، إلا عندما سمع صوت الرصاص الذي أطلقته عناصر من الحرس الجمهوري في الهواء للتعبير عن الفرح والانتصار، الذي قبل التنحي، وكان مطلبه الوحيد ضمان سلامة ابنه، الذي كان ضابطا في الجيش، وتمثل دور صدام حسين يومها في مراقبة القصر، وضمان عدم تدخل الجنود الموالين لعارف.
بعد ذلك، عُين أحمد حسن البكر رئيسًا للجمهورية فيما كلف صدام بمسئولية الأمن القومي، وفي نهاية السبعينيات أصبح رئيسًا للعراق في يوليو 1979 ثم دخل حربًا طويلة الأمد مع إيران في نزاع حول شط العرب في 1980، طالت ثماني سنوات، ثم قام بغزو الكويت في 1991، الأمر الذي كان بداية النهاية لنظامه، وكان وراء حصار العراق، واتهامه بامتلاك أسلحة نووية، ثم غزوه.
تمت مطاردة صدام إلى أن ألقي القبض عليه في 13 ديسمبر 2003، وتم إعدامه في 30 ديسمبر 2006 ليدفن في قريته «العوجة» في تكريت.