الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المصريون بالخارج يحتفلون بـ"شم النسيم" على ساحل الخليج العربي.. يحرصون على العادات المصرية القديمة بتناول الفسيخ والرنجة.. وسعر الكيلو 420 جنيهًا

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الغربة لم تفصلهم عن وطنهم، أو تنسيهم عاداتهم التي دأبوا على ممارستها طوال عقود من الزمن في مصر، فمع حلول أعياد الربيع، لجأت قطاعات عريضة من الجالية المصرية المقيمة في الكويت، إلى ساحل الخليج العربي والحدائق العامة للاحتفال، وبالطبع ليس بمعزل عن أكل الفسيخ والرنجة، أساس الاحتفال في شم النسيم.

ومنذ الصباح الباكر، بدأت الأسر المصرية في التوافد على شواطئ الخليج العربي بالكويت، خاصة بمنطقة "الفحاحيل"، والتي يوجد بها سوق كبير للأسماك، يعمل به عدد ليس بقليل من السماكين المصريين، حاملين أمتعتهم وبرفقتهم أطفالهم، للاستمتاع بأشعة الشمس في طقس ربيعي معتدل.
ولم تنس السيدات إحضار البيض الملون، لتناول طعام الإفطار برفقة أطفالهن، فيما سيلحق بهم الأزواج، عقب انتهاء فترات العمل الرسمية، لتناول الوجبة الأبرز في عيد شم النسيم "الرنجة والفسيخ".
وقالت الدكتور منال البغدادي، إنها تحرص كل عام على اصطحاب أطفالها إلى الشاطئ في يوم شم النسيم، لربطهم بالعادات المصرية، مشيرة إلى أن الكثير من الأسر المصرية المقيمة في الكويت، تنظم رحلات جماعية في ذلك اليوم، للاحتفال مع بعضهم البعض.

وقالت أم أحمد، إنها تقوم بإيقاظ طفليها أحمد وعلى، صباحا لمساعدتها في إعداد البيض، ثم العمل على تلوينه بالألوان الطبيعية، ثم تصطحبهما إلى الحديقة المطلة على شاطئ الخليج العربي، لتناول الإفطار والاحتفال بيوم شم النسيم، لغرس العادات المصرية في قلوبهم، خاصة أنهم ولدوا في الكويت؛ لتواجدها ووالدهم بالكويت منذ حوالي 15 عامًا، مشيرة إلى أن شم النسيم يشكل فرصة للأسرة المصرية بالكويت لاستنشاق نسيم الوطن من خلال عاداته الأصيلة.
وفي زيارة إلى سوق الأسماك بمنطقة "الفحاحيل"، قال عم مرجان، وهو أحد أقدم المصريين العاملين فى سوق السمك، إن عددا كبيرا من الأسر المصرية المقيمة في الكويت، يحرصون على توصيته على إعداد الفسيخ خصيصًا لهم قبل الاحتفال بشم النسيم، نظرًا لأنه غير متعارف عليه لدى الكويتيين.

وأضاف أنه يتلقى طلبات زبائنه سنويًا قبل حلول شم النسيم بحوالي ثلاثة أسابيع؛ حيث يقوم باختيار أسماك البوري الكبيرة الحجم التي تأتي إليه يوميا، ويبدأ في تمليحها قبل موعد الاحتفال بحوالي 17 يومًا، ثم يأتي زبائنه إليه عشية يوم شم النسيم لاستلام طلبياتهم، بينما يقوم بإهدائهم مستلزماته من بصل وليمون مصرى، مساهمة منه في الاحتفال.
وفيما يتعلق بأسعار الفسيخ في الكويت، قال حمدى الشرقاوي، وهو أحد العاملين في سوق السمك، إنه ليس هناك أسعار محددة للفسيخ في الكويت، نظرًا لأنه سلعة لا يقبل سوى المصريين فقط، وبالتالي فإن سعر الفسيخ يتم تحديده وفقًا لسعر السمك البوري وقت الاحتفال، مشيرًا إلى أن السعر هذا العام يتراوح ما بين 6 و7 دنانير كويتية، بما يوازى نحو 360 إلى 420 جنيهًا للكيلو الواحد.
وارتبط عيد الربيع وشم النسيم في مصر، بالكثير من الأساطير الفرعونية، واكتسب الكثير من العادات والطقوس المصرية القديمة التي تعود للعصر الفرعوني؛ حيث نقل المصريون والعالم الكثير من طقوس ذلك اليوم، من خلال ما تركه الفراعنة من نقوش ورسوم على مقابر ومعابد الأقصر، والجيزة، وأسوان، وقنا وسوهاج.

واعتبر الفراعنة شم النسيم عيدًا دينيًا أيضًا، ومناسبة للتقرب للآلهة من خلال تقديم القرابين التي كانت تتكون من سمك مملح، وخس، وبصل، وملانة، وهي الأطعمة التي ارتبطت بذلك اليوم في الماضي والحاضر؛ إذ ارتبطت بعض تلك الأطعمة مثل الخس والبصل، بالإله "مين"، وهو إله التناسل بحسب اعتقاد قدماء المصريين، أي استمرار الحياة على الأرض، كما ارتبط شم النسيم وأطعمته بيوم خلق العالم وازدهار الحياة، فيما عُرف البصل كطارد للأرواح الشريرة، وكان يوضع في يوم شم النسيم على أبواب المنازل لمنع الأرواح الشريرة من الدخول إليها، أما البيض فهو رمز للبعث والحياة عند الفراعنة، نظرًا لأنه وفقًا لمعتقداتهم، فقد خرج الإله من بيضة مقدسة.