الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى وفاته.. دمعة وابتسامة في عيون جبران خليل جبران

جبران خليل جبران
جبران خليل جبران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل غدا ذكرى وفاة الشاعر اللبناني جبران خليل جبران الذي يعد واحدًا من أهم أدباء وشعراء المهجر، ويعتبر جبران الكاتب الأعلى مبيعًا لمؤلفاته بعد شكسبير ولاوزي، نظرًا لأنه كان يكتب بالإنجليزية على الرغم من أنه عربي؛ إلا أنه يصنف كواحد من أدباء وشعراء المهجر، حيث هاجر صبيًا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على جنسيتها.

كان لجبران في كتاباته اتجاهين، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على العقائد والدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة فكان دائم الشك، يتميز بالطموح، والمثالية، وكان يتصور أنه يستطيع إعادة تكوين العالم، وسعى إلى إقناع الآخرين بأفكاره ونظرياته حول الفن والطبيعة.

صدر لجبران خليل جبران كتابا يحمل عنوان "دمعة وابتسامة" وهو عبارة عن مجموعة من المقالات والقصص الوعظية والرمزية، وبعض القصائد النثرية، كتبها جبران لجريدة "المهاجر" ما بين 1903 و1908، ونشرت في كتاب واحد عام 1914.

تميزت هذه المقالات بالأسلوب السهل، ولغته المتحررة، والإيقاع الموسيقي الذي لا يغيب عن نص من نصوص جبران خليل جبران، يبحث جبران في هذا الكتاب مواضيع المجتمع، والطبيعة، والحبّ والوجود.

يبدأ جبران خليل جبران كتابه بقوله "أنا لا أبدل أحزان قلبي بأفراح الناس، ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة من جوارحي وتصري ضحكا، أتمنى أن تبقى حياتي دمعة وابتسامة، دمعة تطهر قلبي وتفهمني أسرار الحياة وغوامضها، وابتسامة تدنيني من أبناء بجدتي، وتكون رمز تمجيدي الآلهة، دمعة أشارك بها منسحقي القلب، وابتسامة تكون عنوان فرحي بوجودي

ويضيف جبران خليل جبران أريد أن أموت شوقا ولا أحيا مللا، أريد أن تكون في أعماق نفسي مجاعة للحب والجمال لأني نظرت فرأيت المستكفي أشقى الناس وأقربهم من المادة، وأصغيت فسمعت تنهدات المشتاق المتمني.

بصف جبران الطبيعة قائلا: يأتي المساء فتضم الزهرة أوراقها وتنام معانقة شوقها، وعندما يأتي الصباح تفتح شفتيها لاقتبال قبلة الشمس، فحياة الأزهار شوق والأودية حتى إذا ما لاقت نسمات لطيفة تساقطت باكية نحو الحقول، وانضمت إلى الجداول ورجعت إلى البحر موطنها، حياة الغيوم فراق ولقاء، دمعة وابتسامة. وكذلك النفس تنفصل عن الروح العام وتسري في عالم المادة، وتمر كغيمة فوق جبال الأحزان وسهول الأفراح فتلتقي بنسيمات الموت فترجع إلى حيث كانت، إلى بحر المحبة والجمال، إلى الله.