"عيد الربيع" والذي يُطلق عليه شم النسيم، هو مهرجان سنوي ينسجم مع موروثٍ ثقافيٍ يعود للفراعنة، ويحتفل بهذا العيد جميع المصريين، ومن مظاهر الاحتفال به أكل الفسيخ "سمك"، وزيارة المتنزهات وتلوين البيض.
وفي ظل تلك الأجواء المفعمة بالأمل، خرج بعض المشايخ المنتمين للجماعة السلفية بفتوى تقول بتحريم أكل " الرنجة والبيض والفسيخ والتنزه"؛ وترصد "البوابة نيوز" أراء المواطنين حول الفتوى وما آلت إليه.
تقول شادية وزوجها محمد، حديثي الزواج، إن مثل تلك الفتاوى، تصدر الإحباط للمجتمع، الذى ينتظر الربيع، وتغير المناخ، للتعبير عن حالة الفرح بالخروج والتنزه.
وتري أم محمد وزوجها، في الخمسينات من عمرهما، أن ذلك الشهر الجميل، هو فرصة سنوية للتجمع العائلي، والذى يسوده السرور، حيث أن ذلك الشهر هو شهر عظيم عند المصريين كما يحبونه، وبه كثير من العادات الجميلة.
وتروي "أميرة" طالبة بكلية الآداب الفرقة الثانية، ذكرياتها مع ذلك الشهر ثانية عليه ومستمعة وهى تتحدث عنه قائلة "اشعر بالسعادة في ظل ذلك الشهر عندما اجتمع مع اقاربي وأحبابي لنشعر معا بجو عائلي جميل يستند الى جو الرحمة والسعادة والحب.. اعتمادا على التقاليد والعادات والسير عليها مثل اكل البيض ورؤية المشهد الجميل وسط احتفاليه جميلة من الورود بقدوم الربيع".
بينما يقول الشيخ فتحي بكير كبير مفتشي الأزهر، إنه ووفقا لما يراه الدين أن الله جميل يحب الجمال، فالتأمل في جمال الخالق، عبادة، وعلينا أن نحمده، لروية الزهور، والطيور بكافة أشكالها وألوانها، التى تشعرنا بالبهجة وقدرة الخالق، في تنوع مخلوقاته.
وتابع: أن الخرج للمنتزهات لنستمتع بقدرة الله، وجمال الأجواء في مصرنا الحبيبة وفي كل حدب وصوب بها، خاصة أن بلدنا من أجمل بلاد العالم وأكثرها اعتدالا في الجو.
من جانبه، يقول الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي، إن أعياد الربيع هي من ضمن الموروثات الثقافية الشعبية التي تعودنا عليها منذ سنين طويلة، ولقد تعودنا عليها ونري فيها أوقات ننفصل فيها من متاعب ومشاغل الحياة لنستمتع بالأجواء التي وهبنا الله اياها.
وتستمتع كل منطقة بهذه الثقافة بطريقتها الخاصة، حيث أن مواطني في القاهرة يخرجون للتنزه في الحدائق العامة والمنتزهات والملاهي وما الي ذلك من الأماكن التي يفضلها المصريين في شم النسيم، وفي الصعيد يأكلون البيض والفسيخ وأكلة أخري مشهورة في الصعيد تسمي الملانة.
كما يستمتع الناس بالأرياف يالخروج في الاراضي الزراعية والجلوس بجانب الخضراوات في الهواء العليل.
وأكمل "فرويز" أن كل ذلك في النهاية يعتبر من الموروثات الشعبية التي تربينا عليها منذ صغرنا حيث وجدنا أبائنا وأمهاتنا يجتمعون في هذا اليوم ويستمتعون بأوقاتهم.
