جهود كبيرة تبذلها وزارة التجارة والصناعة؛ لاستثناء صادرات الصلب المصرية من الرسوم الجمركية، التي فرضتها الولايات المتحدة الشهر الماضي.
ومن المقرر أن تبدأ الوزارة مطلع الأسبوع المقبل في مفاوضات مع وزارة التجارة الأمريكية بهذا الشأن.
وفي هذا السياق، قالت مصادر بوزارة التجارة والصناعة، إن الوزارة استندت في طلبها إلى أن الصادرات المصرية تعد رقما "ضئيلا جدا"، لافتة إلى أن بعض الدول المنتجة للصلب والمصدرة للأسواق الأمريكية ستبدأ البحث عن أسواق بديلة منها مصر، وفي مقدمتها تركيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي.
وشددت المصادر على أن مصر مستعدة لهذه التطورات حيث قالت: "نحن مستعدون للتعامل مع هذا السيناريو حال حدوثه عبر عدة أدوات، منها الرسوم الجمركية والتقييدية والجمركية، ونظام تسجيل المصانع الموردة لمصر والإجراءات الفنية حتى لا تضار مصانعنا".
أما الدكتور أحمد خزيم، الخبير الاقتصادي، قلل من تأثير القرار على الاقتصاد المصري، وقال إن مرسوم ترامب الخاص بحظر المعادن يأتي ضمن الحرب التجارية العالمية مع الصين، مجددا تأكيده على أن مصر لن تتأثر بالقرار ولكن الاقتصاد العالمي سيتأثر بشدة نتيجة الحرب الأمريكية الصينية.
وأضاف خزيم لـ"البوابة نيوز"، أن الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن تلقي بظلالها على معظم دول العالم، واصفًا إياها بالحرب التجارية الضخمة، مشيرا إلى أن الصين قررت حظر 106 سلع وعملت عليها نوع من الحماية.
وتابع: "التتابع التأثيري نتيجة حرب ترامب مع الصين من شأنه التأثير على الواردات والسلع الوسيطة التي تستوردها المصانع المصرية واشتعال أسعار المواد المستوردة".
واعتبر الخبير الاقتصادي حجم صادرات الحديد المصري المعلن من قبل المجلس التصديري ضئيل جدا ولا يلقي بأي ظلال على الاقتصاد المصري.
وقرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الشهر الماضي، فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الحديد و10% على واردات الألومنيوم، على جميع الدول المُصدرة لأمريكا، على أن ينفذ خلال 15 يوما.
وقال الرئيس ترامب، في قراره: إن صادرات الحديد لأمريكا تعتبر "اعتداء على بلدنا"، وأن النتيجة الأفضل هي أن تنتقل الشركات إلى أمريكا، إذا كانت لا ترغب في دفع ضرائب، واستثنى القرار كلًا من كندا والمكسيك، على نحو يمثل تراجعا عن تعهدات ترامب السابقة بفرض الرسوم على جميع الدول، وهو ما فتح الباب أمام بعض الدول لاستثنائها من هذا القرار، بحسب وكالة رويترز.
وتعتبر أمريكا هي الدولة الأكثر استيرادًا للحديد في العالم، وتستورد من 110 دولة أبرزهم كندا والبرازيل وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا وتركيا.
وأظهر تقرير للمجلس التصديري لمواد البناء، أن صادرات مصر من الحديد إلى أمريكا قفزت خلال العام الماضي، إلى 103.3 مليون دولار، مقابل نحو 10.3 مليون دولار في 2016.
وتشير بيانات المجلس إلى أن صادرات الحديد المصري للسوق الأمريكية، في عام 2017، استحوذت على نحو 76%، من إجمالي صادرات قطاع مواد البناء، للولايات المتحدة، والتي بلغت نحو 135.6 مليون دولار.
وعالميا دعا الاتحاد الأوروبي واليابان، الولايات المتحدة إلى منحهم إعفاءات من الرسوم الجمركية على واردات المعادن.
وشهدت صادرات الحديد انتعاشة خلال العام الماضي، ووصلت إلى نحو 863 مليون دولار، لكل دول العالم، مقابل نحو 438 مليون دولار في 2016، بفضل استعادت الشركات معدلاتها الإنتاجية بعد تخطي أزمة نقص الغاز الطبيعي.
