تجرعت ألمانيا مجددا كأس عمليات الذئاب المنفردة، العائدين من بؤر التوتر، كان آخرها اليوم بعد تنفيذ حادث الدهس بمونستر، مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة نحو 30 آخرين.
ولم تستبعد الشرطة الألمانية أن تكون لحادثة الدهس التي وقعت بـ"مونستر" شمال غرب ألمانيا خلفية إرهابية.
وتعيش الدول الأوروبية على وقع الخوف من تزايد العمليات الإرهابية على خلفية عودة المقاتلين من بؤر التوتر خاصة سوريا والعراق.
ويرتبط هؤلاء بعلاقات قوية بالمخابرات التركية التي سهلت لهم طريق الذهاب للجهاد وطريق العودة، وتشير احتمالات وإن كانت ضئيلة إلى إمكانية أن تكون العملية التي وقعت بمدينة "مونستر" الألمانية، اليوم السبت، بتدبير من المخابرات التركية بهدف إسكات صوت الأكراد في أوروبا، لاسيما وأنها جاءت متزامنة مع مظاهرة كردية شارك فيها 1500 شخص ضد العدوان التركي الذي يستهدف الأكراد في الشمال السوري.
وقدرت تقارير إعلامية ألمانية ضحايا الحادث بـ3 قتلى و50 جريحا، بينما أكدت الشرطة الألمانية أن حادثة الدهس خلفت 3 قتلى بالإضافة إلى سائق الشاحنة الذي مات منتحرا و30 مصابا.
ولم تستبعد أجهزة الأمن الألمانية أن يكون الحادث ذا طابع إرهابي، نافية في الوقت ذاته وجود مشتبه بهما آخرون.
وطالبت الشرطة، المواطنين بالامتناع عن التجول في مركز المدينة، ويعمل عناصر الأمن في موقع الحادث على البحث عن متفجرات محتملة.
وحادثة اليوم وقعت وسط إجراءات أمنية مشددة تشهدها الدول الأوربية قاطبة وألمانيا خاصة، فالجماعات الإرهابية تخلت عن الاسلحة الرشاشة والمتفجرات، ولجأت إلى حوادث الدهس كونها تنطوي على رعب أكبر للمواطنين وتجعلهم في حالة ترقب وتوجس مستمر كونهم عرضة لاي سيارة شاردة، تنهي حياتهم في أي وقت ودون سابق إنذار.
وشهدت ألمانيا 3 حوادث دهس خلال 3 سنوات متوالية آخرها حادثة اليوم، وكانت الأولى في ديسمبر 2016 حيث قامت شاحنة بدهس حشدًا فى سوق مزدحم لأعياد الميلاد بوسط برلين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة نحو 50 آخرين فى أحد أشد الهجمات دموية فى ألمانيا قام بها الإرهابي من أصول تونسية أنيس العامري.
وفي نوفمبر 2017 شهدت بلدة كوكسهافن الساحلية غرب مدينة هامبورج، حادث دهس خلف 6 مصابين وتم اعتقال سائق الشاحنة لكن الحادث لم تكن له خلفية إرهابية، ولكنه وقع على خلفية شجار داخل أحد الملاهي الليلية.
ويعد الإرهابي التونسي محمد سلمان لحويج هو أول من قام بعملية دهس عندما نفذ هجوما بشاحنة في مدينة نيس الفرنسية في يوليو 2016 وقتل 84 شخصا كما أصيب أكثر من 100 شخص بجراح.
ودائما ما تشير أصابع الاتهام إلى الإرهابيين من أصول تونسية العائدون من بؤر التوتر فتونس أرسلت أكبر عدد من الإرهابيين إلى بؤر التوتر إيان حكم الترويكا والمنصف المرزوقي.
