كان من بين ركاب «سفينة العجائب» والابن الأكبر في «أبنائي الأعزاء.. شكرا»، «صيام صيام» أو «عابر سبيل» كما يحب أن يسمع، منذ الوهلة الأولى له في السينما، وهو يهرب من «الجريمة»، عشق «حواديت كل يوم» حتى بات «نجم الموسم»، و«نصف ربيع الآخر»، وباتت سيرته تروى كحكايات «ألف ليلة وليلة»، مرة في «ليالي الحلمية»، ومرة في «زيزينيا»، بعد صولات وجولات أدرك أن لـ«العدالة وجوه أخرى» فتخلى عن مشاكسته للعمدة، وتمسك بحبه في «الليل وآخره» رغم رفض أشقائه، ورغم وجع قلبه كان صاحب ضحكة وخفة ظل كـ«عباس الأبيض في اليوم الأسود»، لكنه ككل البشر لم تخلو نفسه من وسوسات «ونوس»، وتسبيحات «الخواجة عبد القادر»، وكأن «أوبرا عايدة» تعزف إحدى السيمفونيات بداخله، فاستحق أن يكون «شيخ العرب همام»، ذلك العملاق الذي تمناه المشاهد أبا وصديقا وتنمته المرأة زوجا وحبيبا، «يحيى الفخراني»، الذي ولد في محافظة الدقهلية عام 1945..في مثل هذا اليوم.
* الطبيب النفساني الذي ترك «الروشيتة» من أجل «الاسكريبت»
تخرج الفنان يحيى الفخراني من كلية الطب بجامعة عين شمس في القاهرة، وكان عضوا بارزا في فريق التمثيل بالكلية، وحصل على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجامعات المصرية، بعد تخرجه مارس مهنة الطب لفترة قصيرة كممارس عام في صندوق الخدمات الطبية بالتليفزيون وكان ينوي التخصص في الأمراض النفسية والعصبية وكان وقتها يعتبر الفن هواية فقط، ولكنه وقع في دائرة الاحتراف.. فترك السماعة و«الروشيتة» وهام في حب «الاسكريبت»
* كيف خطف الحب «حمادة عزو» في لحظة!
في كلية الطب تعرف الفخراني على زميلته القبطية لميس جابر، وقال إنه في ذات مساء على خشبة المسرح الجامعي كان يعرض مسرحية لبرنارد شو، وحدث في المشهد الأخير من المسرحية نوع من الخطأ الناتج عن إدارة المسرح، فترك المسرح غاضبا، وبين الكواليس واجهته لميس زميلته في كلية الطب، وحاصرت ثورته، وطلبت منه أن يعود ليحيي المشاهدين، سواء شعروا بالخطأ أو لا.
وبالفعل عاد إلى المسرح وصفقت له الجماهير، وكانت تلك هي الخطوة الحاسمة التي فجرت بداخله مشاعر الارتباط بلميس التي أصبحت طبيبة متخصصة في أمراض النساء والتوليد، وتم تعيينها مؤخرا نائبة في البرلمان المصري بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
* عشق الحفيدة أغلى عنده من عرش «الملك لي»
قال إن أسعد أيام حياته عندما رزق بحفيدة بنت، لأنها هي البنت الوحيدة في الأسرة، وأطلق عليها اسم لميس، مضيفا بالقول كنا نشتاق لوجود بنت بالعائلة، خاصة أن لديه ولدين شادي وطارق، وأبناؤهما يحيى وآدم، وقال إن أجمل ما في حفيدته ابتسامتها، فعندما تبتسم لي تدغدغ مشاعره، وأطير من فرط السعادة، شادي الفخراني ابن الفنان المصري تخرج من معهد السينما في أواخر التسعينات، واشتغل كمساعد مخرج في بعض أعمال السينما، والآن يعمل مخرجًا، ويعمل طارق الابن الآخر للفخراني في مجال الإخراج، وسبق له أن قام بالتمثيل أمام والده في فيلم محاكمة علي بابا عام 1983.
* 5 عقود ويزيد من الإبداع حتى كسب الرهان وتربع على عرش القلوب
أول أعماله السينمائية كان مشاركته في فيلم "آه يا ليل يا زمن" مع الفنانة الكبيرة وردة ورشدي أباظة وعادل أدهم ومن إخراج علي رضا عام 1977، عام 1978 شارك في مسرحية "بكالوريوس فى حكم الشعوب" وفيلم "قاهر الظلام"، وعام 1979 شارك في مسلسل "طيور بلا أجنحة" ومسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" الذي يعتبر من أهم الأدوار التي ساهمت بمعرفة الجمهور به، خلال سنوات الثمانينات شارك في العديد من الأعمال وهي: مسلسل "صيام صيام"، فيلم "دعوة خاصة جدًا"، فيلم "الغيرة القاتلة"، فيلم "رحلة الشقاء والحب"، فيلم "عنئوب الدم"، فيلم "انهم يسرقون الارانب"، فيلم "حب في الزنزانة"، فيلم "المتشردان"، فيلم "نص أرنب"، فيلم "دعوة للزواج"، مسلسل "الحياة مرة أخرى"، المسلسل الإذاعي "مش معقول"، فيلم "خرج ولم يعد"، فيلم "محاكمة علي بابا"، مسلسل "وادرك شهريار الصباح"، فيلم "إعدام ميت"، فيلم "الكيف"، فيلم "عشرة على عشرة"، مسلسل "عابر سبيل"، فيلم "الأقزام قادمون"، فيلم "الأوباش"، فيلم "للحب قصة أخيرة"، فيلم "عودة مواطن"، خلال سنوات التسعينات قدم الكثير من الأعمال التي تنوعت بين الدراما والسينما والمسرح وهي: فيلم "اعدام قاضي"، فيلم "البركان"، فيلم "الذل"، فيلم "الصرخة"، المسلسل الإذاعي "لسان العصفور"، فيلم "جريمة في الأعماق"، فيلم "الحب في الثلاجة"، فيلم "وتمت أقواله"، فيلم "أرض الأحلام"، مسلسل "لا"، مسرحية "غراميات عطوة أبو مطوة"، فيلم "الحقيقة إسمها سالم"، مسلسل "ألف ليلة وليلة" (علي بابا والأربعين حرامي)، أداء صوت شخصية وودي في النسخة المدبلجة من فيلم "Toy Story"، مسلسل "الخروج من المأزق"، مسلسل "نصف ربيع الآخر"، مسلسل "زيزينيا" الجزء الأول، فيلم "مبروك وبلبل" ومسلسل "لما التعلب فات"، خلال سنوات الألفين قدم العديد من الأعمال وهي: مسلسل "زيزينيا" الجزء الثاني، مسلسل "أوبرا عايدة"، مسرحية "الملك لير"، مسلسل "للعدالة وجوه كثيرة"، مسلسل "جحا المصري"، مسلسل "الليل وآخره"، مسلسل "عباس الأبيض في اليوم الإسود"، مسلسل "المرسى والبحار"، أدى صوت الراوي في فيلم "عمارة يعقوبيان"، مسلسل "سكة الهلالي"، مسلسل "يتربى في عزو"، مسلسل "شرف فتح الباب" ومسلسل "ابن الأرندلي"، عام 2010 قدم المسلسل الإذاعي "منحوس مع مرتبة الشرف" ومسلسل "شيخ العرب همام (آخر ملوك الصعيد)"، عام 2011 بدأ سلسلة من الرسوم المتحركة أول أجزاءها هو "قصص الحيوان في القرآن" حيث أدى صوت الراوي/الراعي مع أصوات مجموعة من الفنانين المصريين بالإضافة إلى المسلسل الإذاعي "لازم بابا يحب".
* حقق أعلى إيراد يومي للمسرح القومي 2015
استطاع الفنان يحيى الفخراني أن يحقق رقما قياسيا من خلال مسرحية "ليلة من ألف ليلة" التي تم عرضها على خشبة المسرح القومي في 2015، وكانت هناك تذاكر مباعة للعرض لثلاثة شهور لاحقة، المسرحية كتبها بيرم التونسي وتولى إخراجها محسن حلمي، وشارك في بطولتها لطفي لبيب وهبة مجدي والمطرب محمد محسن، بدا في تصوير مسلسل «بالحجم العائلي» والذي يعرض في رمضان القادم.
* ضيف كل المهرجانات جائزته الأكبر «عشق الجمهور»
نال الفخراني خلال مشواره الفني حوالي 50 جائزة، حيث حصل على جائزة مهرجان قرطاج عن فيلم "خرج ولم يعد" عام 1984، وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1993، كما حصل على جائزة المركز الكاثوليكي عن فيلم "عوده مواطن" عام 1984، وفيلم"رجل وامرأتان والأقزام قادمون عام 1998، إضافة إلى جائزة مهرجان القاهرة للإعلام العربي، وجائزة التفوق في التمثيل من المهرجان القومي الرابع للأفلام الروائية عن فيلم "أرض الأحلام"، وجائزة مصطفى أمين وعلى أمين عن مسلسل "ليالي الحلمية" عام 1993.
