الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

"الثانوية الجديدة".. سر حربي! تربويون: "ترقيع" وليس تطويرًا ويضاعف الدروس الخصوصية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور حسن عجوة، وكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب بجامعة عين شمس، إن قرار تطبيق الثانوية التراكمية والاعتماد على النقاط للطلاب قرار كان لا بد قبل اتخاذه عمل نقاش مجتمعى حقيقى لمعرفة حال الطلاب وأولياء الأمور، كذلك تمهيد مناسب للمعلمين لمعرفة كيفية تطبيقه ولتحسين آدائهم قبل كل شىء، وكان من الأفضل قبل اتخاذ هذا القرار معرفة آراء خبراء التعليم وكليات التربية على مستوى الجمهورية، ولكن القرار الذى يأتى بطريقة غير مدروسة سيصيبه الفشل.
وأضاف أن هذا القرار سيضع الكرة فى ملعب المعلم ليتحكم فى الطالب فى احتساب عدد النقاط المطلوبة، وهذا أمر غير مرغوب فيه؛ لأن هناك بعض المعلمين يقومون باستغلال هذا الأمر لأمور غير قانونية.
وهاجم «عجوة» وزير التربية والتعليم فى أحد تصريحاته أن المعلم غير مؤهل على الإطلاق، معتبرا أن هذا التصريح يضرب سمعة المعلم المصرى كليا.

عشوائى 

من جانبه، قال دكتور إيهاب حمزة عميد كلية التربية بجامعة حلوان، إن مشروع الثانوية العامة التراكمى ليس جيدا؛ لأنه لا يصح أن نبدأ بالتطوير من المرحلة الأخيرة، فلا يمكن تطبيق هذا النظام فى مرحلة الثانوية العامة بشكل مفاجئ دون تدريب الطلاب والمدرسين عليه، ويجب أن يتم تأهيل الطالب من مرحلة الحضانة. 
وأضاف النظام التراكمى للـ Ig فى الخارج له نظام محدد، وهو عبارة عن أنه يدرس الطالب ٨ مواد خلال الثلاث سنوات، يقوم الطالب باختيار المواد التى يرغب فى دراستها كل سنة، ويتاح للطالب اجتياز الامتحان أكثر من مرة، حوالى ٣ مرات خلال ستة أشهر، أى أنه إذا امتحن طالب مادة معينة ويريد إعادة الامتحان لرفع درجاته بها يمكن أن يقوم بإعادة الامتحان مرة أخري.. فهل هذا النظام سوف يطبق فى مدارسنا الحكومية بهذا الشكل؟
وتابع عميد تربية حلوان، لا يوجد لدينا معلمون مدربون على وضع أسئلة تماثل الأسئلة البنكية فى الـ«ig»، فعندما قاموا بوضع الأسئلة البنكية بنظام البوكليت كانت عبارة عن أسئلة ساذجة، على سبيل المثال يضع سؤالا واختيارات أربعة منها إجابة واضحة أنها الصحيحة، فلم يقس بذلك ذكاء ومستوى الطالب، فهذا يشبه مشهد سؤال ثورة سنة ١٩١٩ كانت سنة كام؟ هذا على عكس الامتحانات «السات» التى تعتمد على قياس نسبة الذكاء من خلال وضع اختيارات الإجابات بطريقة ذكية حتى يقوم الطالب بتشغيل عقله أثناء إداء الامتحان، لذلك نحن غير مؤهلين لخوض تلك التجربة، مؤكدًا أنه كعميد كلية تربية، لا يعرف شيئًا عن هذا النظام غير ما ينشر بالصحف والإعلام مثل باقى المواطنين. 
مدرسون غير مؤهلين
فى السياق ذاته، ترى دكتورة نهلة السيد، وكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب بجامعة حلوان، أن النظام التراكمى سوف يزيد من ظاهرة الدروس الخصوصية، مشيرة إلى أن البدء فى تطوير التعليم من الثانوية العامة بهذا النظام يعد «ترقيع» وليس حلًا جذريًا لمشاكل التعليم فى مصر. 
وأضافت: نحن فى كليات تربية غير مستعدين لتدريب طلابنا بالكلية على هذا النظام حتى يكونوا مؤهلين للتدريس به، لعدم تنسيق وزارة التربية والتعليم معانا. 
ترميم وليس تطويرًا 
فيما أبدى د. رضا عبده القاضي، أستاذ تكنولوجيا التعليم والمعلومات المتفرغ، بكلية التربية- جامعة حلوان، عدم موافقته على الحلول المؤقتة والترميمات البديلة، وقال لا بد من حل كامل شامل لمنظومة التربية والتعليم فى مصر، مؤكدا أن النظام التراكمى الجديد للثانوية العامة فى ثلاث سنوات للثانوية العامة يزيد المنظومة عطبًا وخسارة فى جميع أنحاء منظومة التعليم والمنظومة الاجتماعية بشكل كامل، كذلك يزيد من آفة الدروس الخصوصية التى يعانى منها المجتمع، وكذلك الطالب كمنتج لعملية التعليم.
معلمون بالطباشيرة 
وتساءل عادل رسمى، عميد كلية التربية جامعة أسيوط، عن كيفية تغيير نظام الثانوية العامة، ونحن لا نمتلك معلمين وكوادر قادرة على إحداث الطفرة، مشيرا إلى أن التعليم فى مصر لا يمتلك البيئة التكنولوجية الجيدة للعمل بنظام النقاط والتابلت، وأضافت أن المعلمين لا يزالون يعملون بالـ«طباشير» فكيف يقومون باحتساب النقاط والعمل بالتكنولوجيا. وطالب بخلق كوادر وتدريب المعلم أولا ثم يتم البدء تدريجيا بتطبيق هذا النظام؟! وقال: أى كلام يذكر دون ذلك ما هو إلا شو إعلامي.
الديوان والميدان
كشفت الدكتورة محبات أبو عميرة، أستاذ المناهج والعلوم التربوية بكلية البنات جامعة عين شمس، عن وجود فجوة حقيقية بين ديوان عام الوزارة وبين ما يحدث فى الميدان داخل الإدارات التعليمية والمدارس، مشيرة إلى أن الدكتور طارق شوقى اعتاد أن يتجاهل مطالب التربويين، وكأنه لا يعترف بوجود أساتذة لكليات التربية، متسائلة: لماذا لم يعلن طارق شوقى حتى الآن للرأى العام ملامح النظام الجديد للثانوية العامة؟ لماذا أمر بطباعة الكتب، وفى الوقت نفسه يعلن أن النظام الجديد يعتمد على تابلت؟