رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

باحث أثري يكشف عمر الاحتفال بـ"شم النسيم"

شم النسيم
شم النسيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن الاحتفال بعيد شم النسيم يعود إلى ما يقرب من 4700 عام، فهو أحد أعياد مصر الفرعونية، وترجع تسمية شم النسيم إلى الكلمة الفرعونية "شمو" وهي كلمة هيروغليفية، ويرمز بها عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة.
والاحتفال بشم النسيم له طقوس معينة، وتقاليد قديمة تمتد إلى آلاف السنين، فالاحتفال به عند المصرى القديم كان يبدأ بمهرجان شعبى مع طلوع شمس اليوم، وما زال المصريين يحافظون على تلك طقوس، حيث يقومون بعدة عادات للاحتفال بالعيد لا تتغير من عام إلى عام، ومن أبرز عاداتهم الأساسية فى شم النسيم الخروج إلى المتنزهات والحدائق وتحضير الأطعمة المعروفة فى هذه المناسبة، مثل تلوين البيض وتجهيز الرنجة والفسيخ والبصل والسردين، وغيرها من عادة يوم شم النسيم فى مصر.
وأشار "عامر" إلى أن شم النسيم كان يرمز إلى بداية حياة جديدة، وذلك وفقا للجداريات المكتشفة التى تسجل الاحتفال بعيد شم النسيم، وشعبيا تعود المصرى القديم أن يبدأ صباح هذا اليوم كما جاء فى البرديات القديمة بإهداء زوجته زهرة من اللوتس.
وكان القدماء يطلقون على هذا اليوم عيد الربيع، ويحتفلون بذلك اليوم احتفالا رسميا كبيرا، يبدأ في الليلة الأولى بمظاهر الاحتفالات الدينية، التي عرفت بـ"ليلة الرؤية" التي ورد ذكرها في عدد من البرديات التي تُعلن مولد الزمان، ثم يتحول العيد مع شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب حتى فرعون نفسه وكبار رجال الدولة.
وتابع "عامر" أنه أطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم "عيد شموش" أى بعث الحياة، وحرِّف الاسم على مر الزمن، وخاصة فى العصر القبطى إلى اسم "شم"، وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التى تعلن وصوله، ويخرج المحتفلون بعيد "شم النسيم" في جماعات إلى الحدائق والمتنزهات؛ ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها، حاملين طعامهم وشرابهم، ليقضوا اليوم في الاحتفال بداية من شروق الشمس حتى غروبها وتحفل مائدة عيد الربيع بالأطعمة المحببة للمصريين فى ذلك اليوم مثل "البيض الملون".
وأكد "عامر" بداية ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع "شم النسيم" مع بداية العيد الفرعوني نفسه أو عيد الخلق حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، واعتبار السمك هو رمز الخصوبة عند الفراعنة، ومن أطعمة شم النسيم أيضا الفسيخ أو السمك المملح - حيث كان من بين الأطعمة التقليدية فى العيد فى الأسرة الفرعونية الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل –نهر الحياة- وقد كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك، أما البصل فقد ظهر ضمن أطعمة عيد شم النسيم فى أواسط الأسرة الفرعونية السادسة، كما كان الخس من النباتات التى تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد عرف ابتداء من الأسرة الفرعونية الرابعة.