رغم تنوع الموضوعات والقضايا التى تتناولها السينما المصرية، إلا أن شخصية اليتيم تظل شخصية محورية وثرية يتم تناولها من فترة الى أخرى.
فقديما تناولت السينما المصرية شخصية اليتيم وعملت على اظهار ملامحها وتطوراتها، فظهر اليتيم عبر الشاشة الكبيرة بأكثر من وجه فهو يعاني من حرمانه والديه إما بسبب فقدان احدهما، أو لتفريطهما فيه.
وأثارت تلك الاعمال الفنية تعاطف المشاهد مع البطل بحيث يتم إظهاره دائمًا بشكل المغلوب على أمره خاصة في ذكريات طفولته المؤلمة وتواجده في الملاجيء أو الإصلاحيات حتي وإن كانت نهايته سيئة.
أشهر الافلام
وأثرت تلك الاعمال الفنية على عقول الجمهور ووجدانه، وظلوا يتذكرونها دوما، لعل ابرزها: سعد اليتيم، واليتيم والحب، أولاد الفقراء، الأبرياء، اليتيم والذئاب، العذراء والشعر الأبيض، أنا بنت مين، دهب، ياسمين، جعلوني مجرمًا، البؤساء، اليتيمة، اليتيم والذئب، اليتيمين، الحرمان، السبع بنات، أولاد الشوارع، العفاريت.
افصحت تلك الاعمال عن مضمونها بشكل واضح من خلال الاسماء التى تحملها، او كانت ضمنية داخل احداث العمل، وشارك فيها كبار النجوم امثال أحمد زكي، نجلاء فتحي، فريد شوقي، محمود مرسى، شويكار، توفيق الدقن، كريمة مختار، أحمد بدير، إبراهيم عبد الرازق، محمد وفيق، ضياء الميرغني، سيد صادق، نرمين كمال، محمود المليجى، وزوزو حمدى، يوسف وهبي، أمينة رزق، محمود المليجي.
فيروز وأنور وجدي
رغم كثرة الاعمال السينمائية عن اليتيم، الا ان ثنانى ثنائى انور وجدى وفيروز ظل الابرز، وذلك فى افلام اربع بنات وضابط، دهب وياسمين، وكانت فيروز ببرائتها المعروفة تمارس أفعالًا تثير التعاطف رغم تقديمها احيانا لأفعال غير محمودة كالسرقة والتسول.
خطايا العندليب ولم ينس الكثير الدور الاشهر للعندليب الاسمر عبد الحليم حافظ فى فيلم الخطايا الذى جسد فيه دور ابن لقيط يعيش مع شقيقه التى انجبته امه من الفنان عماد حمدىن وعندما احب فتاة وصارح والده بهذا الحب رفض اتمام الزواج وردد جملته الشهيرة "انت مش ابنى، انا لاقيتك قدام ملجأ"، وظلت تلك الجملة عالقة بذهن الجمهور.
الصناع الجددلم يقتصر تناول شخصية اليتيم وقضاياه فى حقبة الزمن الجميل فقط، بل تم استعادتها من قبل صناع السينما الجدد، ومؤخرا لم تضع السينما في إعتبارها شخصية اليتيم المكافح قدر ما عرضت لليتيم اللقيط الذي يصبح مجرمًا وقد يمثل خطورة على المجتمع، وذلك ضمن افلام: كلمني شكرًا، وحين ميسرة، بدل فاقد، ريكلام، ريجاتا، إبراهيم الأبيض، الألماني، قلب الأسد.
ورغم تعدد الاعمال التى تناولت اليتيم وتنوع شخصياته، لكن يبقى الطفل اليتيم حالة إنسانية يتم التعاطف معها دوما.
