الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"الفلبين وإندونيسيا" معاقل داعش الجديدة

داعش- صورة أرشيفية
داعش- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عقب أن خسر تنظيم "داعش" الإرهابي جميع معاقله الإرهابية في سوريا والعراق خلال عام 2017، بدأ يتجه إلى دول شرق آسيا خاصة الفلبين وإندونيسيا، فخلال الأيام الماضية أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي أنه سيؤسس ولايات تابعة له في الفلبين وإندونيسيا وذلك لأنه استطاع خلال السنوات السابقة أن يُجند عناصر إرهابية تابعة له ويعملون في صالحة.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية استطاع تنظيم "داعش" الإرهابي وعدد كبير من العناصر الإرهابية التابعة له أن تدخل مدينة "ماراوي" في الجزيرة الكبيرة الواقعة في جنوب أرخبيل بالفلبين، وهذه المنطقة توفر مزايا كثيرة للتنظيم ولمسلحيه، وذلك لأنها تتمتع بموقع جغرافي متميز وتطل علي جمهوريات إسلامية كثيرة، منها إندونيسيا وماليزيا.

والأمر الثاني الذي جعل تنظيم "داعش" الإرهابي يتجه إلي الفلبين هو أن الكتلة الإسلامية المتواجدة هناك متشددة وتقوم بعمليات إرهابية كثيرة مع المسيحيين الكاثوليك، وكل ذلك سهل الأمور على التنظيم الإرهابي، ذلك، بالإضافة إلى أن جميع التنظيمات الإرهابية المتواجدة في الفلبين منها جماعة "أبو سياف" بايعت "داعش".

وفي السياق ذاته، ذكّرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية في تقرير لها، تقول فيه إن قارة آسيا تضم عدد كبير من المسلمين وهؤلاء من أكثر المسلمين المتواجدين في العالم أجمع، ومن أكثر الدول الآسيوية التي بها نسب كبيرة من المسلمين هي إندونيسيا، وعدد كبير من مواطنيها انضموا إلى تنظيم "القاعدة" الإرهابي ثم إلى "داعش" في سوريا والعراق، وعقب أن خسر معاقله في سوريا والعراق عادوا مرة أخرى إلى إندونيسيا.

وقال عبدالشكور عامر، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن داعش خلال الفترة الأخيرة اتجه بشكل كثيف إلى دول قارة آسيا، منها الفلبين وإندونيسيا، وذلك لأن الفكر المتشدد منتشر بكثافة، بسبب الصراعات السياسية والحربية التي حدثت بين البلدين وبين الولايات المتحدة الأمريكية عندما كانت تعتبرهم مستعمرات تابعة لها، فعقب هذه الصراعات تأسست جماعات إرهابية كثيرة وكانت تنفذ عمليات ضد الجنود الأمريكان.

وأكد عامر في تصريحات خاصة لـ"البوابة"، أن الجماعات المتطرفة المتواجدة في الفلبين وإندونيسيا حجر الأساس لتنظيم داعش الإرهابي وكانت أحد روافده وأحد أهم أسباب انتشاره في آسيا عقب خسارته بسوريا والعراق، وداعش خلال الأشهر السابقة أرسل عددًا كبيرًا من عناصره من سوريا والعراق إلى الفليبين وإندونيسيا وانضموا للجماعات المتطرفة المتواجدة هناك

وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إلي أن من أسباب انتشار "داعش" وسيطرته على دول شرق آسيا خاصة الفلبين وإندونيسيا، هو أن دول شرق قارة آسيا تتمتع بموقع جغرافي متميز كما أنها بها طرق وجبال صعب التعايش فيها ومميزة بالنسبة للعناصر الإرهابية، كما أنها تفتقد إلي العنصر الأمني فالأمن هناك ضعيف ويعتمد علي الجهات الأمنية الأجنبية مثل أمريكا وبريطانيا لمحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وهذا الأمر يزعج تنظيم "داعش" والتنظيمات الأخرى.

ومن جانبه قال مختار الغباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تنظيم "داعش" الإرهابي يعيش على الصراعات الدولية والأزمات الداخلية، وهناك بعض من الدول الآسيوية تواجه هذه الإشكالية، لذلك التنظيم "الإرهابي" داعش اتجه إليها وبقوة.

وأكد غباشي في تصريحات خاصة لـ" البوابة"، أنه على الرغم من دخول داعش في بعض البلدان التابعة لشرق آسيا، إلا أن لا يستطيع أن يتغول في القارة الآسيوية بغزارة ولذلك لأن الحكومات في تلك القار بدأت تضع استراتيجية أمنية جديدة تستطيع من خلالها أن تقضي على جميع التنظيمات الإرهابية المتواجدة في بلادها من ضمنهم تنظيم "داعش".