رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"الرفا" مهنة أوشكت.. على الانقراض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى محل صغير، لا تتجاوز مساحته الـ ٣ أمتار، يجلس «عم ناصر» منذ ٣٨ سنة، يعيد إحياء ملابس الفقراء والأغنياء من خلال «رفى» الثياب.
ومع ارتفاع الأسعار وانخفاض مستويات المعيشة، أصبحت مهنة «الرفا» الملجأ لجميع فئات المواطنين، بدلا من شراء الملابس الجديدة بأسعارها الباهظة، وبالرغم من أهمية المهنة بكل بيت مصرى لإصلاح أى قطعة ملابس، إلا أنها مهددة بالانقراض كغيرها من المهن.
و«عم ناصر» من أقدم من يعملون بهذه المهنة فى مصر، وعمره ٦٠ عاما، وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يزال يمارس «رفى» الملابس بكل نشاط ودقة وفن، فهو لا يعرف عملا آخر منذ طفولته.
بدأت رحلته مع مهنة الرفا وعمره ٢٠ عاما، ووقتها كانت مهنة مزدهرة فى منتصف السبعينيات، حيث يقول: «استهوتنى المهنة وتعلمتها، وعرفت أصولها وقررت أن تكون هى مهنتى التى أرتزق منها».
وبالرغم من أن «عم ناصر» يمارس عمله وسط فئة البسطاء بحى الدقي، إلا أن فئة الزبائن الذين يقبلون على إصلاح ملابسهم البالية، يأتون إليه من أنحاء مختلفة بالقاهرة، فمنهم من يأتى من الزمالك والمهندسين، ويشرح ذلك قائلا: «ليا زباينى اللى بيجولى مخصوص من ٢٠ سنة وولادهم وأحفادهم ما زالوا بيجولي».
وعن نوعيات الأقمشة والفرق بينها حاليا وسابقا، يقول «عم ناصر»: «القماش الجديد بتاع اليومين دول بقى فيه نسبة أكبر من البوليستر، وده بيتعبنى وبياخد منى مجهود أكبر، ولو القماشة بتلمع بيطلع عينى عشان أصلح القماشة، لكن القماش القطن والصوف بيكون أفضل فى الشغل».
وعن تفاصيل المهنة: يقول «عم ناصر»: «تعتمد الرفا على الشغل اليدوي، بنعمل رفى للملابس بطريقة النسيج باستخدام الإبرة وخيط من نفس قماش الملابس، وفى المحلات الجديدة مفيش أى آلات جديدة أو ماكينات ممكن تعوض الشغل اليدوي».
وعن الأسعار يقول: «أجر الرفا زمان كان بيتراوح بين ٣ و٥ صاغ، لكن النهاردة بتتراوح ما بين ١٥ و٢٠ جنيها على حسب حالة التلف فى الملابس».
وعن أصول المهنة يقول «عم ناصر»: «شغلانتنا بتحتاج دقة، والرفا بالذات لازم يكون نظره قوى وعنده صبر وطولة بال»، وعلى الرغم من حب عم ناصر للمهنة إلا أنه يحزنه أن المهنة فى طريقها للانقراض، والعاملين بها أصبحوا نادرين، لأن ثقافة تعليم الحرف والصناعات غير موجودة، ومهنة الرفا تحتاج إلى صبر كبير لساعات طويلة، والأجيال الحالية لا تستطيع ذلك.