الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

بنوك "داعش" على الإنترنت تتعامل بالـ"بيتكوين" "ملف"

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعوة مؤيدي «البغدادي» للتبرع عبر صفحات الـ«دارك ويب»
ومؤسسة أمريكية تكتشف محفظة بها 3 ملايين دولار
وسطاء فى تركيا وإسرائيل لتحويل العملة الافتراضية إلى أموال سائلة 
التنظيم يستخدم موارده الإلكترونية لتمويل جرائمه خلف ظهر الاستخبارات
كيف نجح التنظيم الإرهابي فى تجنيد أمريكيين في مخيمات السوريين بالأردن؟
رسائل «شيوخ سفك الدم» إلى مؤيديهم: أموالكم تدعم الجهاد ضد الكفار

تكتيكات الإرهاب تتطور مع الزمن، وجاء تنظيم الدولة «داعش» ليقدم نسخة متطورة جدًا، حيث استخدم إمكانيات وقدرات لم يستخدمها أي تنظيم إرهابي قبله.
ظهر ذلك جليًا في آليات الدعاية الخاصة به، وكيف استطاع تطويرها لإلهام واستقطاب مؤيديه حول العالم؟ كما اتضح في طرق استغلاله الشبكة العنكبوتية، وخباياها وتطوير إمكانيات عناصره للتعامل معها من أجل تحقيق أغراضه وأهدافه في نهاية المطاف.
وعلى نفس النهج، تطورت عمليات التنظيم فيما يخص التمويل وتبادل الأموال وجمع التبرعات، فلم يعد «داعش» بحاجة لصندوق في مسجد أو جمعية أو مقر لجمع التبرعات، ولم يعد في حاجة لتلقي التمويلات من داعميه عبر حسابات بنكية في بنوك تخضع للرقابة والمساءلة، ولم يعد أيضًا في حاجة لشركات ومؤسسات لغسل الأموال أو مضاعفتها، فالإنترنت أصبح بديلًا مهمًا وكافيًا وخطيرًا، لكل ما سبق، وأصبح تنظيم «داعش» قادرًا على جمع ملايين الدولارات ومضاعفتها وإنفاقها عن طريق الشبكة العنكبوتية بمنأى عن أعين الأجهزة الأمنية والمخابراتية.. وعملة «البيتكوين» هي كلمة السر.
يكفي أي تنظيم إرهابي أو إجرامي في العالم لتأسيس وإدارة شبكات مالية إلكترونية، أن يوفر اتصالًا بالإنترنت، وأن يمتلك حسابات افتراضية، ومحافظ مالية في عدد من البنوك الإلكترونية، وأن يمتلك عناصر مدربة للعمل داخل سوق العملات الافتراضية، وأن يملأ محافظه المالية بالعملات الافتراضية، إما عن طريق تبرعات أنصاره ومحبيه، أو باستقبال التمويل عن طريق الإنترنت من الأجهزة والدول والكيانات الداعمة له.

ومن بين العملات الإلكترونية المفضلة لدى التنظيمات الإرهابية والإجرامية عملة البيتكوين، وهى عبارة عن عملة افتراضية «وهمية» مشفرة تأسست عام ٢٠٠٩، وصممها شخص مجهول الهوية يعرف باسم «ساتوشى ناكاموتو»، وتشبه إلى حد ما العملات المعروفة من الدولار واليورو وغيرهما من العملات لكن مع عدة فوارق أهمها أن هذه العملة وغيرها من العملات الإلكترونية لا وجود فيزيائى لها ويتم تداولها عبر الإنترنت فقط، وأصبحت منذ ٢٠١٧ العملة الأغلى في العالم ووصلت قيمتها حتى كتابة هذه السطور إلى ما يعادل ٧ آلاف دولار أمريكي. 
وعملة البيتكوين لها خمس سمات تجعلها العملة المفضلة لدى التنظيمات الإرهابية أو الإجرامية على حد سواء، فهي عملة مجهولة المصدر، متاحة للشراء بسهولة كعملة افتراضية، يمكن نقلها بسهولة في أي مكان في جميع أنحاء العالم (بما في ذلك من وإلى المناطق النائية في أفغانستان واليمن وأفريقيا) دون التعرض لناقلها أو محاسبته، ويمكن تحويلها لمبالغ كبيرة دون إشراف من البنوك الأرضية ودون أن يخضع صاحبها للوائح الدولية لمكافحة غسل الأموال، بالإضافة إلى أن قيمتها تتضاعف من حين لآخر بطريقة جنونية.
وعن طريق الإنترنت المظلم أو ما يسمى Deep web يتمكن التنظيم الإرهابي من جمع التبرعات المالية وإرسال واستقبال الأموال في مناخ آمن بعيدًا عن أيدى أجهزة مكافحة الإرهاب حول العالم.
والمعروف أن السيطرة الأمنية على الإنترنت المظلم أصعب بكثير من السيطرة على الإنترنت السطحي.
والإنترنت المظلم أو العميق، هو مصطلح يشير إلى محتوى موجود على شبكة الإنترنت العالمية لكن لا تتم فهرسته من قبل محركات البحث المعروفة «جوجل وياهو وبينج»، ويحتاج لمحركات بحث متخصصة للعثور على محتواه.
ولفهم طبيعة الإنترنت المظلم يمكن أن نعتبر الإنترنت مقسمًا لطبقات: الطبقة السطحية هى التى نتعامل معها يوميًا، وتشكل فقط مساحة ٤٪ من المحتوى الحقيقى للإنترنت، وبعدها تأتي طبقات عميقة لا يمكن العثور عليها بسهولة، وآخر هذه الطبقات نجد الإنترنت المظلم أو ما يسميه المختصون «الديب ويب».
وداخل الإنترنت المظلم توجد شبكة مخفية من المواقع والمنتديات والمنصات تنتشر داخلها كل أنواع العمليات القذرة، كتهريب الأموال والاتجار في السلاح والمخدرات، وشبكات الدعارة الدولية، كما توجد متاجر لبيع كل الممنوعات والمحظورات، وداخله أيضًا تنشط التنظيمات الإرهابية مستغلة عدم قدرة أجهزة الأمن العالمية على مكافحة الإنترنت المظلم بسبب برمجياته المعقدة.
ويستغل داعش الإنترنت المظلم لشراء السلع الممنوع تداولها بين الأفراد كالأسلحة والمعدات العسكرية وجوازات السفر المزيفة باستخدام عملة البيتكوين.

صحيفة سوابق مزدهرة
زوبيا شاهناز، اسم تحول إلى مادة خبرية من النوع الثقيل، وتناقلته الصحف ووكالات الأنباء العالمية في نهاية عام ٢٠١٧.
زوبيا هي مواطنة أمريكية تبلغ من العمر ٢٧ عامًا، تقيم في مدينة بروكلين بولاية نيويورك، وكانت تعمل بمختبرات مستشفى منهاتن، وسافرت في ٢٠١٦ إلى الأردن للعمل تطوعًا مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية لمدة عام، وقدمت خلال تلك الفترة مساعدات طبية للاجئين سوريين في مخيماتهم بالأردن.
وهذه المخيمات -وفقًا لوثائق المحكمة الأمريكية ببروكلين- يتمتع فيها تنظيم «داعش» بنفوذ كبير، ويمارس تأثيرًا كبيرًا على الموجودين بها، وكانت زوبيا أحد هؤلاء الذين وقعوا تحت ذاك التأثير، فقررت الانضمام إلى «داعش». 
وبعد أن أنهت زوبيا عملها فى الأردن طارت إلى الولايات المتحدة، واختمرت في ذهنها فكرة، لا يمكن أن تخطر على بال أحد، حيث قامت بتقديم طلبات لبنوك أمريكية مستخدمة أوراق ثبوت هوية مزيفة وبيانات غير صحيحة للحصول على قرض بقيمة ٢٢ ألف دولار وأكثر من اثنتى عشرة بطاقة ائتمان، وبعد أن حصلت على ما يقرب من ٦٢ ألف دولار أمريكي، حوّلت هذه الأموال السائلة إلى عملة البيتكوين الرقمية، ثم قامت بغسل الأموال على الإنترنت عبر معاملات مصرفية غير مشروعة تضمنت شركات وهمية في باكستان والصين وتركيا بهدف تحويل الأموال في النهاية إلى حسابات البيتكوين الخاصة بتنظيم «داعش».
وبعد أن أنهت زوبيا مخططها، حاولت في يوليو ٢٠١٧ السفر إلى سوريا للانضمام تنظيميًا لداعش، لكن السلطات الأمريكية أوقفتها في مطار جون.إف. كينيدي في نيويورك، بينما كانت في طريقها لركوب طائرة إلى إسلام إباد عاصمة باكستان حيث كانت تنوي الهبوط في إسطنبول أثناء الترانزيت ثم تتحرك لسوريا عبر الحدود التركية السورية، وتم إلقاء القبض عليها وتحويلها للمحاكمة لتواجه أحكامًا بالسجن تصل إلى ٣٠ عامًا.
لم تكن واقعة زوبيا شاهناز هي الواقعة الأولى التي تؤكد علاقة داعش بعملة البيتكوين.
فبعد أن نالت البيتكوين شهرة غير عادية في العام ٢٠١٤ أصدر تنظيم داعش نفسه وثيقة إلكترونية باللغة الإنجليزية حملت عنوان «البيتكوين وصدقات الجهاد»، كتبها شخص يدعى «تقي الدين المنذر»، حدد فيها الأحكام الشرعية لاستعمال البيتكوين، مشددًا على ضرورة استعمالها لتمويل الأنشطة الجهادية.
وأكدت الوثيقة أن البيتكوين تمثل حلًا عمليًا للتغلب على الأنظمة المالية للحكومات العالمية التي وصفها «المنذر» بالكافرة، حيث يواجه المتبرع المتعاطف مع التنظيم والذي يريد إرسال أموال لدعم نشاطات التنظيم الإرهابية، صعوبات بالغة في تحويل تبرعاته لحساب بنكي أرضي يحمل اسم شخص قد يكون موضوعًا على لائحة الإرهابيين والمطلوبين من الأجهزة الأمنية، لذا فالحل- من وجهة نظر كاتب الوثيقة- هو التبرع عن طريق البيتكوين.
وأفردت الوثيقة مجموعة خطوات لشرح طريقة التعامل مع العملة الافتراضية، وكيفية إنشاء حساباتها المالية على الإنترنت، وكيفية نقلها من حساب إلى حساب دون لفت انتباه أحد.
وجاء فيها ما نصه «لا يمكن للمرء إرسال حوالة مصرفية لمجاهد دون أن تقع هذه الحوالة في أيدي الحكومات الكافرة الحاكمة اليوم.. والحل المقترح هو ما يعرف باسم البيتكوين، وهو نظام مالي افتراضي يمكنك من أن ترسل الملايين من الدولارات على الفور دون أن يعرف أحد، وستصل مباشرة إلى جيوب المجاهدين».
وكانت هذه الوثيقة بمثابة إشارة البدء لاعتماد البيتكوين كعملة لها أهمية داخل تنظيم داعش.. وبدأت مواقع التنظيم على الإنترنت إضافة روابط لحساباتها المالية الإلكترونية لتتلقى عن طريقها التبرعات من أجل معركة الجهاد- كما يسمونها- ففي الصفحة الرئيسية لموقع أخبار المسلمين التابع لتنظيم «داعش» على «الدارك ويب» هناك لافتة إعلانية كبيرة مكتوب أسفلها «تمويل المعركة الإسلامية من هنا» بالعربية والإنجليزية معًا.
وبالضغط على الإعلان نتحول لصفحة «ويب عميقة» أخرى اسمها «صندوق الكفاح الإسلامي» تتبع داعش أيضًا، وتدعو المستخدمين للتبرع للعمليات الجهادية بعملات إلكترونية من خلال عنوان إلكتروني خاص بالمعاملات المالية، وتظهر داخل الصفحة الوثيقة إلكترونية التي كتبها تقي الدين المنذر وذكرنا تفاصيلها، كدليل شامل ومبسط يشرح للمتعاملين كيفية إجراء معاملات مالية سرية.
ولم يكن موقع أخبار المسلمين الوحيد، بل انتشرت أيضًا لافتات إعلانية أخرى تحمل نفس المضمون في مواقع مظلمة أخرى تابعة لداعش، بل وصل الأمر إلى أن كل فيديو يرفعه عناصر التنظيم على «يوتيوب» يكون مصحوبًا برابط سريع للتبرع بالبيتكوين لصالح التنظيم.

أجهزة مكافحة الإرهاب في عدد من دول العالم رصدت عددًا من الوقائع التي تؤكد العلاقة الوثيقة بين تنظيم داعش وعملة البيتكوين.
ففي يناير ٢٠١٥ كشفت شركة «إس تو تي» التابعة لجهاز المخابرات السيبرانية في سنغافورة أدلة ووثائق، تؤكد أن خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، تعمل داخل نطاق الأمريكتين تلتمس من محبيها وداعميها تعزيز جهودها بجمع تبرعات بالعملات الإلكترونية «بيتكوين».
ورصد الجهاز المخابراتي رسالة عبر الإنترنت المظلم، بثها شخص عرف لاحقا باسم أبومصطفى، طلب خلالها التبرع بـ«البيتكوين» للتنظيم.
واقعة أخرى حدثت من إندونيسيا، حيث جمعت جماعة جهادية تدين لداعش بالولاء، تبرعات من مانحين محليين ودوليين، من خلال مواقع على شبكة الإنترنت المظلم. ونجحت الجماعة في جمع عملات بيتكوين تقدر بحوالي٦٠٠ ألف دولار أمريكي في أيام عن طريق الدارك ويب.
وفي أغسطس ٢٠١٥ ذكرت وزارة العدل الأمريكية في بيان صحفي أن مواطنًا أمريكيًا يدعى على شكري أمين، ١٧ عامًا، من ماناساس، فرجينيا، قد حكم عليه بالسجن لمدة ١٣٦ شهرًا، حيث اعتقلته السلطات الأمريكية في مطلع عام ٢٠١٥ بتهمة تقديم المشورة والترويج عبر الإنترنت حول كيفية استخدام البيتكوين لتمويل داعش، فضلا عن التآمر لتوفير الدعم المادى والموارد للمنظمة الإرهابية. 
أمين اعترف فى ١١ يونيو ٢٠١٥، باستخدام تويتر لتقديم المشورة وتشجيع زوار صفحته على التبرع لداعش، وأنه استخدم وسائل التواصل الاجتماعى لتقديم نصائح لمحبي التنظيم حول طرق إرسال البيتكوين لداعش.
مجموعة جوست سيكوريتي جروب، وهي شركة أمريكية تأسست عام ٢٠٠٥ وتختص بنظم الدفاع والحماية الشخصية وتستخدم تقنيات فائقة لتعقب الإرهابيين، أعلنت في نوفمبر ٢٠١٥ اكتشافها محفظة بيتكوين يملكها داعش وبداخلها أموال تبلغ قيمتها الإجمالية ٣ ملايين دولار تقريبًا، وأكدت أن «داعش» يستخدم «بيتكوين» على نطاق واسع لتمويل عملياته، وأن المجموعة تمكنت من كشف العديد من عناوين «بيتكوين» التي يستخدمها التنظيم.
وكشفت مجموعة «هاك تيفيستس» وتضم مجموعة مستقلة من الهاكرز المحترفين الذين تطوعوا لمكافحة إرهاب داعش على الإنترنت أن التنظيم يملك محافظ مالية من البيتكوين، وهذه المحافظ كانت مصدرًا لتمويل هجمات باريس فى نوفمبر ٢٠١٥ التي استهدفت مسرح باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دى شارون بثلاثة تفجيرات انتحارية وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص أسفرت عن مقتل ١٢٩ شخصًا وإصابة ٣٥٢ آخرين.

استخدام داعش للبيتكوين
يمكن لتنظيم «داعش» استغلال ما بحوزته من بيتكوين بطريقتين مختلفتين، الأولى هي شراء احتياجاته من متاجر غير مشروعة عبر الإنترنت المظلم، والثانية هي تحويل هذه الأموال الافتراضية إلى أموال سائلة لإنفاقها على متطلباته المعيشية وعملياته المنظمة. 
وتعتبر الأسواق غير المشروعة على شبكة الإنترنت المظلمة لشراء وبيع السلع الممنوع تداولها بين الأفراد، أحد أهم الأماكن التي ينفق فيها داعش ما بحوزته من بيتكوين لتلبية احتياجاته التشغيلية مثل شراء جوازات سفر مزورة تمكن المتطرفين من عبور الحدود بسهولة واستئجار المركبات والمنازل الآمنة وشراء الأسلحة وإمدادات صنع القنابل وطائرات صغيرة دون طيار، وأيضا سرقة البيانات الحساسة بشأن الأهداف التي يرصدها التنظيم في أي مكان بالعالم كالخرائط السرية والأكواد والأرقام السرية، والتي يمكن أن تيسر تنفيذ العمليات الإرهابية، ويشير ديفيد كارلايل، زميل في مركز الجرائم المالية والدراسات الأمنية التابع لمعهد الخدمات المتحدة الملكي ببريطانيا، إلى أن «منظمات مثل اليوروبول لاحظت العلاقة المتعاظمة بين الجماعات الإرهابية والإجرامية المنظمة عبر الدارك ويب، فضلًا عن الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا من قبل كل من المجرمين والإرهابيين. 
وقال كارلايل: «إذا تسارعت هذه الظواهر، فسيكون هناك بالتأكيد الكثير من الفرص للإرهابيين للاستفادة من الأنشطة المحظورة على شبكة الإنترنت المظلمة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أن استخدام داعش للعملات الافتراضية، بدلًا من النقدية أو البطاقات الائتمانية، لتمويل عملياته باستئجار للسيارات والمنازل وشراء السلاح وغيرها من الإمدادات الأساسية عبر الإنترنت المظلم، يجعلنا أمام مشكلة فريدة تمامًا، وتحدٍ يستحيل التعامل معه». 
وكالة «أنسا» الإيطالية ذكرت في تقرير مطول عن مواقع الدارك ويب أن تحريات الأجهزة الأمنية في إيطاليا تظن أن إرهابيى داعش اشتروا من خلال قاع الإنترنت جوازات سفر بريطانية تبدو كالأصلية تمامًا ينتجها مصنع في نابولي، وهى محكمة التزوير إلى درجة قدرتها على خداع أشد الأنظمة الأمنية إحكامًا وصرامة.
ووفقًا لتقارير أمنية استشهدت بها وكالة «آنسا» فإن الجوازات البريطانية المزورة سهلت تحركات الإرهابيين والخارجين عن القانون داخل أوروبا ومكنتهم من فتح حسابات مصرفية.
وصحيفة «ميرور» البريطانية أيضًا نشرت تقارير تؤكد أن الوثائق الرسمية الصادرة عن مكتب المدعى العام فى «شتوتجارت» بعد هجمات باريس في نوفمبر ٢٠١٥ أكدت أن منفذي الهجوم اشتروا الأسلحة والقنابل التي نفذوا بها عمليتهم عن طريق أحد متاجر السلاح على «دارك ويب».
تبقى الطريقة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الأولى، وهي كيف يستطيع التنظيم تحويل البيتكوين لعملات نقدية سائلة؟
بشكل عام يمكن تحويل البيتكوين لعملة ورقية بطريقتين الأولى، أن يشتري أحدهم عملات البيتكوين التي بحوزتك مقابل تسليمك المقابل النقدي يدًا بيد، لكن إبرام عملية على هذا النحو، ليس أمرًا سهلًا بأي حال من الأحوال، والعملية نفسها محفوفة بالمخاطر، والطريقة الثانية هي الطريقة الرسمية المعترف بها دوليًا، وهي التحويل عن طريق ماكينات الصراف الآلي المخصصة لذلك والمنتشرة في عدد من الدول حول العالم منذ سنوات.
لا شك أن «داعش» يواجه تحديات في كيفية تحويل البيتكوين إلى عملة ورقية في الدول والمناطق التي يعمل بها. 
ويقول تقرير صادر عن مجموعة «جوست سيكيوريتي جروب الأمريكية» إن العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها داعش ليس لديها التكنولوجيا الكافية لتحويل كميات كبيرة من البيتكوين نقدًا، ولابدّ أن التنظيم في حاجة لعوامل مساعدة في دول مجاورة للأماكن الذي يسيطر عليها، بشرط أن تمتلك هذه الدول آليات لتحويل العملات الإلكترونية إلى نقدية، وأن يكون للتنظيم وجود داخل هذه الدول، إما من خلال أشخاص وسطاء، أو عن طريق كيانات داعمة له.
ولمعرفة الدول المجاورة أو القريبة من المناطق التي سيطر عليها داعش أو يتواجد بها، وتمتلك آليات لتحويل العملات الإلكترونية إلى نقدية، عدنا إلى تقرير صادر عن مركز الخدمات الأمنية المصرفية والإلكترونية وهو مؤسسة غير حكومية تقدم خدمات أمنية مصرفية لعملائها، ومقرها لندن، ويذكر التقرير تفاصيل حول الدول التى تمتلك آليات لتحويل البيتكوين لعملات ورقية.
وبمراجعة التقرير وأسماء الدول، وجدنا أن هناك ثلاث دول فقط فى منطقة الشرق الأوسط لديها مجتمع بيتكوين صغير، لكنه مزدهر جدًا، ولديها عدد قليل من أجهزة الصراف الآلى المستخدمة فى معاملات البيتكوين، وتعمل تمامًا مثل أجهزة الصراف الآلي المصرفية العادية، وهي أجهزة اتصال كهربائية تسمح بتداول البيتكوين نقدًا دون الحاجة إلى صراف أو عنصر بشري، وبين الدول الثلاث توجد دولتان فقط لديهما حدود مشتركة مع أماكن أو أراضٍ سيطر عليها التنظيم أو يتواجد بها، وهما تركيا وإسرائيل.