الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كاهن "مار يوحنا": اليوم نتذكر ما فعله "يهوذا"

 القس لوقا راضي
القس لوقا راضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال القس لوقا راضي، كاهن كنيسة مار يوحنا المعمدان بالقوصية بأسيوط: في هذا اليوم نتذكر ما فعله يهوذا الخائن، ونتذكر الوحي الإلهي القائل: «عندئذ ذهب واحد من الاثنى عشر، وهو المدعو يهوذا الإسخريوطي، إلى رؤساء الكهنة، وقال: كم تعطونني لأسلمه إليكم؟ فوزنوا له ثلاثين قطعة من الفضة. 
ومن ذلك الوقت، أخذ يهوذا يتحين الفرصة لتسليمه» (مت ٢٦: ١٥،١٤; مر ١٤: ١١،١٠ )، ولكنه اختفى إلى حين، فقد كان حاضرًا بعد ذلك عند غسل أرجل التلاميذ؛ حيث ميّز الرب يسوع مرة أخرى بينه وبين بقية الاثنى عشر دون التصريح باسمه حين قال: «أنتم طاهرون ولكن ليس كلكم»، «والذي يأكل معي الخبز رفع علىّ عقبه» (يو ١٣: ١٠ و١٨).
ويتابع القس لوقا راضي: يبدو أن يسوع كان يريد أن يعطي يهوذا كل فرصة للتوبة والاعتراف حتى في تلك الساعة المتأخرة، وللمرة الأخيرة عندما جلسوا للأكل، تقدم إليه يسوع بهذه الكلمات: «إن واحدًا منكم سيسلمني» (مت ٢٦: ٢١، مر ١٤: ١٨، لو ٢٢: ٢١، يو ١٣: ٢١). وأخيرًا وردًا على تساؤلات التلاميذ الحائرة: «هل أنا؟» أشار يسوع إلى مسلمه، لا بذكر اسمه، ولكن بالقول: «هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه» (يو ١٣: ٢٦). وحالما أخذ اللقمة، غادر يهوذا المكان، لقد حانت الفرصة التي كان ينتظرها (يو ١٣: ٣٠، مت ٢٦: ١٦). 
وحالما خرج يهوذا ذهب إلى رؤساء الكهنة وأتباعهم، وتقاضى ثمن تسليم يسوع لليهود عندما جاء إلى يسوع في البستان؛ حيث أرشد الحرس إليه وسلّم سيده بقبلة «وفيما هو يتكلم، إذا بيهوذا، أحد الاثنى عشر، قد وصل ومعه جمع عظيم يحملون السيوف والعصي، وقد أرسلهم رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب. وكان مُسلّمه قد أعطاهم علامة قائلا: الذي أقبله فهو هو؛ فاقبضوا عليه. فتقدم فى الحال إلى يسوع وقال: سلام يا سيدي! وقبّله. فقال له يسوع: يا صاحبي، لماذا أنت هنا؟ فتقدم الجمع وألقوا القبض على يسوع» (مت٥٠،٤٧:٢٦; مر٤٤،٤٣:١٤; لو٤٧:٢٢; يو٥،٢:١٨).
ويضيف كاهن كنيسة مار يوحنا المعمدان بالقوصية، أن خميس العهد وخدمة غسل الأرجل نتعلمها من خلال الآيات القائلة: «قام عن العشاء، وخلع ثيابه، وأخذ منشفة واتزر بها. ثم صب ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة» (يو ١٣: ٤، ٥).
وتتعدد الدروس الروحية لنا من خلال غسل المسيح لأرجل التلاميذ، لقد غسل السيد المسيح أرجل تلاميذه يوم الخميس الكبير، وغسلها قبل التناول، قبل أن يمنحهم السرائر المقدسة، وقال لهم بعد غسل أرجلهم «أنتم طاهرون».
ويكمل «راضي»: لعله أراد أن يعطينا درسا عن الطهارة قبل التناول فيتقدم الإنسان إلى الأسرار المقدسة وهو طاهر، أو لعله يعطينا درسا آخر وهو أن الطهارة منحة من عنده، فهو الذي يمنحنا إياها، هو يغسلنا فنطهر، ونلاحظ أنه غسل أرجل التلاميذ، دون أن يطلبوا ذلك، كما منحنا الفداء العظيم دون أن نطلب أو لعله أراد أن يعطينا درسا في التواضع، إذ كيف ينحني المعلم العظيم ليغسل أرجل تلاميذه؟