الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشباب والحوت الأزرق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
• الضجة الإعلامية التى أثارها بعض برامج التوك شو حول واقعة انتحار نجل البرلمانى السابق حمدى الفخرانى، ومحاولة الإيحاء بأن هذا الانتحار بسبب إدمانه للعبة الحوت الأزرق على شبكة الإنترنت، وأنها انتصرت عليه ودفعته للانتحار، هى ضجة مفتعلة وتكشف مدى الإفلاس الإعلامى لكثير من برامج التوك شو..
• والغريب أن شقيقة الشاب المنتحر هى التى روجت لهذه القصة سواء من خلال ما كتبته على الفيسبوك أو من خلال مداخلتها الهاتفية مع برامج التوك شو دون أن تقدم دليلا منطقيا وعقلانيا يمكن أن نصدقه ونتهم الحوت الأزرق بارتكاب هذه الجريمة..
• والأغرب أن برامج التوك شو التقطت كلمات شقيقة الشاب المنتحر دون أن تناقشها أو تعرضها على المتخصصين سواء فى تكنولوجيا المعلومات أو الطب النفسى، وبخاصة عندما ذكرت أن اللعبة تهدد من يفكر فى الانسحاب من خلال المعلومات التى حصلت عليها وتسعى لابتزازه.
• ويمكن لعقولنا أن تصدق هذا الحديث الخاص بالابتزاز والمعلومات التى حصلت عليها لعبة الحوت الأزرق من الشاب المنتحر لو كان هذا الشاب أحد كبار رجال الأعمال وله منافسون فى السوق التجارية والاقتصادية، أو حتى أحد المشاهير فى عالم الفن والرياضة وغيرها، وربما له نزوات خاصة ولكن الشاب المنتحر يبلغ عمره 18 عامًا، وليس لديه معلومات يمكن أن تتسبب فى ابتزازه من قريب أو بعيد..
• والأخطر فى هذه القصة أن تناول برامج التوك شو الشهيرة لها والتى يتابعها ملايين المصريين، ومنهم شباب دفعت البعض فى ظل حب الاستطلاع إلى البحث عن لعبة الحوت الأزرق على النت ومعرفة خبايا وكواليس هذه اللعبة المخيفة أو المميتة، وربما تكون للبعض لعبة مسلية وممتعة.
• وأخشى ما أخشاه أن تتحول هذه القضية إلى ظاهرة عامة تشغل الرأى العام المصرى فى الفترة المقبلة، وينقسم المجتمع إلى فريقين، فريق يدعو إلى ضرورة ممارسة الشباب لهذه اللعبة والانتصار عليها وفريق آخر يدعو إلى مقاطعة هذه اللعبة وتدميرها..
• وربما يصل الأمر إلى داخل مجلس النواب، ويسارع بعض النواب من هواة الشهرة الإعلامية إلى توجيه طلب مناقشة عامة للحكومة حول ما سوف تتخذه من إجراءات لحماية الشباب المصرى من لعبة الحوت الأزرق ومحاسبة وزير الاتصالات عن ترك هذه اللعبة على النت دون القضاء عليها.
• وقد يتطرف البعض فى آرائه ويدعو إلى تشكيل لجنة لتقصى الحقائق للتوصل إلى الأسباب الحقيقية لحادث انتحار نجل حمدى الفخرانى ومعرفة ما إذا كانت لعبة الحوت الأزرق متهمة ويجب محاكمتها أو بريئة ويجب توجيه التحية لها ونشرها..
• فيا أيها الزملاء الإعلاميون مقدمو برامج التوك شو، رفقا بالشعب المصرى ورفقا بالشباب المصرى، وراجعوا أنفسكم فيما تقدمونه من فقرات إعلامية وراعوا الظرف الذى تمر به مصر حاليا، والتحديات التى تواجه الشعب المصرى وبالتأكيد ليس من بينها لعبة الحوت الأزرق..

• وأدعوكم إلى تسليط الأضواء على النماذج الشابة الناجحة فى كل بقعة من بقاع مصر، والتى لا تسلط عليها الأضواء رغم أنها تعشق الحياة من أجل خدمة مصر وشعبها، ولكنها لا تجد فرصة الظهور الإعلامى لأن برامج التوك شو مشغولة بالحوت الأزرق وضحاياها.