الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

مرصد الأزهر: أفعال المتطرفين وراء نار "الإسلام فوبيا"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ناشدت وحدة الرصد الفرنسية، بمرصد الأزهر، المجتمع الفرنسي، والغربي، بضرورة أن يفرِّقوا بين مبادئ دينٍ تُرسي التسامُحَ وتُرَسِّخَ السَّلامَ وبين أهواء أيديولوجية لا تعدوا كونها مقدمات للسقوط في بئرِ الشّتات، مستنكرًا الخلط بين الدين والإرهابِ.
وأوضحت في تقرير لها بعنوان "المسلمون في قلقٍ جديد"، كلما تم إطفاءُ نارِ شجرةِ الإسلام وفوبيا أوقدها المتطرفون، في إشارة إلي ردودَ أفعالِ المجتمع الفرنسي في أعقاب الهجمات التي ضربت مدينة "تريب" الفرنسية. حيث المسلمون، في نفس الوقت الذي يريدون فيه إبداء دعمهم وتضامنهم مع الأمة الفرنسية، يجدونَ أنفسَهُم من جديد أمامَ المخاوف المعتادة، والمتمثلة في الخلط بين الإسلام والإرهاب، من خلال ما تمت ملاحظته أثناء لقائهم السنوي في بورجيه، "الوقوف دقيقة، حدادًا على أرواح من سقطوا ضحية الإرهاب، هو تصرف لم يحدث من قَبْلُ في اللقاءات السابقة للقاء مسلمي فرنسا المسمى بـ (RAMF) والمنعقِدُ في مدينة "بورجيه" بضاحية "سان ديني"، وهو يُعَدُّ أكبر ملتقى يجمعُ مسلمي فرنسا.
وتابعت، في بداية كلمته، طالب "عمار لاصفر" رئيس هيئة مسلمي فرنسا (وهو التحديث لمنظمة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والتي تُعَدُّ الفرع الفرنسي من جماعة الإخوان المسلمين)، والذي قام بإعداد تلك المناسبة، الحاضرينَ بأن يقفوا حدادًا على الأرواح التي سقطت في حادثة "تريب" بمدينة "أود". كان الحزنُ يُخَيِّمُ على الوجوه، البعض منهم كان يتمتم بالصلوات. ويقول "الاصفر": "نحن مواطنون منتمون لهذا البلد، مثلنا في ذلك مثل باقي أفراد الأمة، نشعر بالمعاناة في مواجهة مثل تلك الأحداث".
وفيما يتعلق بـ"خلط الإجرام بالدين"، أشارت الوحدة إلي أن اليوم وفي مدينة "بورجيه"، قد حان الوقت، وخاصةً بالنسبة للقيادات الدينية الإسلامية أن تضع نُصْبَ أعيُنِها المواطنة وقبل كل شيء، وذلك على وجه الخصوص للتمكين من مواجة تنامي الإرهاب. فيقول "مراد لاريش"، أحد مسئولي موقع المعلومات الإسلامي "السفير نيوز": "الوقوف لدقيقةٍ حدادًا، هو مشهد ذو رمزية كبيرة، فهذه العادة ليست إسلامية".
وقد أثارَ مقررُ مسجدِ "بوردو" السيد "طارق أوبرو"، وهو الشخصية الإسلامية التي يُسْتَمَعُ لها في فرنسا، بعضَ القلق بالتصريحات التالية: "من الصعوبة بمكان الوقوف على تلك المشكلة، اننا بصدد مشكلة تتعلق بالتعليم وبالاقتصاد على حدٍ سواء... ويستكمل تعليقه قائلًا إننا بصدد طائفةٍ من الشباب تقوم بخلط الإجرام بالدين".
واختتمت في ظل هذا التباين الجلي، يعودُ القلقُ من جديد. فتقول "أميرة" وهي طالبة تبلغ من العمر 26 عامًا وتعمل كمتطوعة بـ (RAMF): " من الصعوبة بمكان تحمل ذلك الخلط بين الإسلام والإرهاب. اننا نقوم بدفع ثمن الإرهاب"، حيث يقول أحد الخبراء بإسلام فرنسا: "تتطور مواقف القيادات الدينية الإسلامية تباعًا بعيد كل حادثٍ وهجومٍ إرهابي، فهم لم يعودوا واقفين في خندق الدفاع وفقط، بل يطالبون كذلك بعدمِ الخلط، وكذلك يعترفون بضرورة المشاركة في مكافحة التطرف، حيث أنهم لهم دور كبير من الممكن أن يلعبوه في هذا الصدد".