أنا بين نارين قلبى يتقطع على أولادى أبكى على مين ولا مين؟ على اللى راح
ولا على اللى اتسجن.. هكذا بدأت أم عمرو، والدة الجاني والمجني عليه حديثها عن تلك
الواقعة، فقالت إن جابر وكريم أولادي كانوا على علاقة طيبة ببعضهما البعض وكانوا
يحبونني جدا، جابر ذو الـ 18 عامًا كان يسكن بجواري ودائما معي، بينما كريم ذو الـ 22
عامًا كان بصفة أكثر مقيم في منطقة بالإسكندرية، وكان يتردد على بصفة مستمرة، اتفقا
على الشغل سويًا على توك توك، بتبادل الورديات مع بعضهما، وكانت الحياة هادئة
تمامًا، كان يعمل جابر على التوك توك في وقت الصباح وفي المساء يستلم كريم منه
التوك توك ويبدأ عمله عليه، واستمر هذا الوضع في سلام، إلى أن تدخل الشيطان بين
الأخوين، فأشعل النار في قلب جابر التي لم تطفئها إلا دماء أخيه كريم.
وأكملت والدة المجني عليه في يوم تلك الواقعة أنهى جابر عمله بعد يوم شاق
وسلم التوك توك إلى كريم ولكن لم يقوم بغسلة، فاعترض كريم وطلب من جابر أن يقوم
بتنظيف التوك توك فرفض، فنشبت بينهم مشاجرة على إحدى المقاهي، ثم جاء كريم يشكو
لأمة وقامت بتهدئة الموقف إلا أن الشيطان لم يكتف بهذا فحسب، فعندما شاهد جابر
أخاه، نشبت مشاجرة ثانية واحتد بينهما الأمر، فأخرج جابر "كاتر" مطواة
من جيبة وقام بطعن أخوة كريم في رقبتة وسقط غارقا في دمائه.
وأضافت أم عمرو،
بأنهم خرجت علي صوت صراخ في الشارع ونزلت مسرعه لتجد ابنها ملقى على الأرض فتوجهت
به إلى المستشفى لعلاجه، فقبل دخوله لغرفة العمليات كان يحذر أمه من الإبلاغ عن
أخوه، قائلا مكنش يقصد، وأنه صغير السن وعند سؤاله كان يقول بأنه هو من أصاب نفسه،
ودخل إلى غرفة العمليات وأجرى جراحة ثم دخل في غيبوبة إلى أن توفى.
وأشارت إلى أنها
كانت تجهز لكريم شقة ليتجوز بها، بعد أن أخبرها بأنه لا يريد الإقامة مع والدة،
وقبل الحادث بأيام، كانا يحتفلا بأسبوع بنت أخيهم وكانا يرقصان سويا والجميع في
حالة فرح، وذكرت أن سبب ضياع كريم هو إهمال والده به، فبعد انفصال الأب عن الأسرة،
لم يحتويه وكان يطرده عندما يزوره بالإسكندرية ولم يعرف عنه شيئًا، وكان كريم يغيب
عن المنزل لأكثر من شهر ونظرا لاحتكاكه بالشارع سار في طريق تعاطي المخدرات مثل
والدة، الذي جاء ووجه لي اللوم بضياع ابنه، وأنه يهددها بأنه لن يترك حق ابنه،
وأنه هو أول من تهاون في حقه من البداية عندما تركه إلى الشارع.
ولفتت إلى أنها وضع ابنها جابر وهو في محبسه بأنه فاقد للوعي وغير مدرك لما
حدث ونادم كل الندم على ما فعله. تاركا لنا الحسرة على إيداعه داخل السجن وفراقنا
على أخيه الآخر المتوفى.
وكانت الأجهزة
الأمنية تلقت إخطارا بورود بلاغا بوقوع مشاجرة بين شقيقين في الشارع وقيام أحدهما
بطعن الآخر بسلاح أبيض "كاتر" في رقبته وفر هاربا.
وتم إخطار اللواء
إيهاب خيرت مدير أمن القليوبية فانتقل العميد حسام الحسينى رئيس مباحث القليوبية،
والمقدم أحمد عصر رئيس المباحث وتبين أن مشاجرة نشبت بين شقيقين في الشارع أمام
والدتهما أثناء قيام المتهم ويدعى "جابر ع" 18 عاما، باستيقاف التوك توك
الذي يعمل عليه مع شقيقه فطلب منه الأخير تنظيف التوك بعد انتهاء ورديته فرفض
لوجود خلافات بينهم حول إيراد التوك توك وصيانته.
ونشبت بينهما مشاجرة
قام على إثرها الأول بإخراج كاتر من ملابسه وطعن الثانى في رقبته وفرا هاربا فقام
الأهالي بنقله إلى مستشفى ناصر العام ولقي مصرعه فور وصوله المستشفى وألقى القبض
على المتهم وبحوزته السلاح المستخدم في الواقعة واعترف بارتكابه الواقعة وبالعرض
على النيابة أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.
