الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قطر ترتدي ملابس الحداد على رحيل "كابا"!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحلت الحديدية التى كان يتملقها زعماء قطر للحصول على رضائها يوميًا، رحلت الشرسة والعصا الغليظة لبنيامين نتنياهو التى يخشاها ويهرب منها ساسة العالم ورموز الكنيست الإسرائيلى مؤيدين ومعارضين، فهى صاحبة القول الفصل فى اعتماد قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلى وزوجته سارة.
رحلت المتوحشة التى كانت تفرض نفسها بنفوذها الأدبى والمعنوى على موائد التفاوض، وتعرف أسرارًا تقال أمامها ربما لا تتاح لأهم الوزراء السياسيين فى إسرائيل ونتنياهو يثق أن أى سر يقال أمامها يعرف أنه فى بير.
«كابا» التى نعاها رئيس الوزراء الإسرائيلى فى وسط مشاغله هو وزوجته وحالته النفسية المتدهورة وارتدى عليها ملابس الحداد ونشر صورها وهى تلقى التحية والترحيب من زعماء العالم باعتبارها واحدًا من أفراد أسرة نتنياهو.
وكابا الأسطورية لها أصدقاء فى البنتاجون ومراكز صناعة القرار فى العالم ولها فى العالم العربى أصدقاء خاصة زوار إسرائيل من أصدقائها فى الخفاء من قطر ومعظمها لا يعلن عنها فى إطار علاقات طبيعية ارتقت درجة من مرحلة التطبيع، لأن مكتب التمثيل فى الدوحة أقوى من أى سفارة حتى السفارة الأمريكية.
لذلك فإن قطر الإدارة تعيش حالة حزن وحداد على صديقتهم فى دائرة صناعة القرار الإسرائيلية، فالحزن يبدو عميقًا وله مظاهره فنجد أن قطر الإدارة تعيش حالة حداد وارتدت السواد، وتذرف الدموع وتضىء الشموع وتلطم الخدود وتشق الجبوب وتختار بعناية عبارات النعى المناسبة ودعوى الجاهلية فى أعمق معانيها مصحوبة بالمؤثرات الصوتية من التعبير عن أقصى درجات الحزن الوجدانى على فراق كلبة رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو التى رحلت منذ أيام، فبكتها الإدارة الإسرائيلية المؤيدة لنتنياهو لتشاطره أحزانه فما كان من المسئولين فى قطر إلا عبروا عن مشاعرهم نحو هذه المناسبة الحزينة بصورة تفوق طغيان المشاعر الأليمة التى يعيشها رئيس الوزراء الإسرائيلى والذى حاول استثمار هذه الفاجعة الأليمة فى كسب تعاطف الرأى العام الإسرائيلى الذى يستعدحاليًا ويعد صفوفه لكى يقذفه ويودعه بالقلل الإسرائيلى لأن القلل القناوى أشرف من أن تستخدم فى هذه المناسبة، فالرأى العام هناك استعد لوداعه إما لأنه سوف يرتدى «بيجامة الاعتزال» أو المثول أمام القضاء الإسرائيلى يرتدى ملابس السجن عقابًا على فساده المالى والسياسى ولم تسند له تهمه واحدة حول إزهاق الأرواح الشريفة البريئة الفلسطينية التى تطالب بحقوقها المشروعة ولم تتسرب أنباء عن وصول وفود العزاء من الإدارة القطرية ودرجة التمثيل فى هذه المناسبة القومية «القطرية/الإسرائيلية» لتؤكد كامل ولائها ليس للساسة الإسرائيليين ولكن لكلابهم أيضًا.
والذكاء القطرى هذا تفكيره الاستغلال مناسبة حزينة للاقتراب أكثر وأكثر من إسرائيل لدرجة التوأمة رغم أنه معروف من الناحية الرسمية أن قطر وإسرائيل على سرير واحد، أرادت قطر أن ترد الجميل لها على فيض المساعدات والمعونات الفنية التى تقدمها إسرائيل لحليفتها كورقة لعب سياسية ودمية تحركها عند اللزوم للوصول إلى بناء ثقافة قطرية قوامها بناء فكر «صهيونى عربي» وزرعها «أى الصهيونية العربية الجديدة» فى دول الخليج خاصة مجلس التعاون الخليجى كنقطة بداية لتكون الجسر الذى تعبر عليه الهرولة التى تنشدها إسرائيل من العالم العربى كمقدمة لنسيان قضية القضايا العادلة قضية الشعب الفلسطيني، وتريد هذه المحمية «الحامية الإسرائيلية» التى يرأسها حاكم قطر تميم أن يكون له شرف عبور العالم العربى على هذا الجسر التطبيعى الذى يرعاه ويدعمه ويكون له الشرف أن ينسف ما يسمى «التضامن العربي» مهما كانت درجة الوهن والشكل الإطارى الهزيل للتعاون العربي.
من خلال كلبة نتنياهو أرادت قطر أن تخاطب الشعب الإسرائيلى والميديا الغربية وصناع القرار والدوائر السياسية لتؤكد أنها دولة بالمعنى «المجازي» تحترم حقوق الكلاب وأن حقهم تصونه وفى رقبتها للحصول على لقطة حضارية وتتنقى عن نفسها أنها ما زالت تعيش «حضارة الناقة» ولم تذع أى أنباء حتى من قناة «الجزيرة» المتحدث الرسمى بلسان التحالف الإرهابى الإخوانى الصهيونى والراعى الرسمى لهما، فلم تطلعنا القناة بأى أنباء حول تشكيل الوفد الرسمى القطرى الذى شارك فى تشييع الجنازة أو تقديم واجب العزاء لأسرة «كابا» ولبنيامين نتنياهو ولم نسمع عن وفد شعبى قام بتقديم العزاء إلى سارة نتنياهو التى زهقت من نتنياهو وطهقت من عشرته فاختارت الكلبة لكى تواصل معها مشوار الحياة، وكانت تدللها بعد أن دللت زوجها وأطلقت عليه تدليلًا «بيبي» لكن اتضح أنه لم يشاركها شعورها ومشاعرها وتعامل معها «بالوجه الخشبي» الذى أصيب بالسوس المدمر، وكان الحل هو الكلبة.
رحيل «كابا» كشف عن جو الغموض الذى أحاط بظروف هذا الحادث فى إسرائيل وحليفتها قطر يلغى تمامًا ما تذيعه قناة الإرهاب الإخوانى الصهيونى ما تفاخر به من المهنية أرقى مراتبها وقدرتها على كشف الأسرار وضرورة التمسك بمبدأ الشفافية الوهمية.
هذا أحد أبعاد نتائج رحيل «كابا» عن المساحة التى كشفت عن أن قطر لها حكومتان، حكومة تملك ولا تحكم وهى العائلة الأميرية التميمية، وحكومة تحكم ولا تملك هى حكومة حمد بن جاسم ممثلًا لقناة «الجزيرة» فهى التى تحكم فعلًا قطر، أما تميم فإنه واجهة فخرية برتوكولية وهذا يعكسها تمامًا تصرفات حكومة الظل برئاسة تميم، ورغم أنه يرسل إلى إخوانه العرب خاصة قادة دول الخليج العربى بكلمات تقطر أعلى درجات التركيز لعسول العبارات والمصطلحات، لكن الوثائق وما تبثه قناة «الجزيرة» تثبت أن الأمير الصورى تميم مجرد خيال مآتة.
--------
كوتيشن: رحيل «كابا» كشف عن جو الغموض الذى أحاط بظروف هذا الحادث فى إسرائيل وحليفتها قطر يلغى تمامًا ما تذيعه قناة الإرهاب الإخوانى الصهيونى ما تفاخر به من المهنية أرقى مراتبها وقدرتها على كشف الأسرار وضرورة التمسك بمبدأ الشفافية الوهمية.