السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

تصاعد الكراهية ضد الإسلام في إسبانيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبح التخوف من كل ما هو إسلامي، ظاهرة خطيرة تستدعى القلق والاهتمام، رغم أن هذا التخوف له ما يبرره نتيجة انتشار الجماعات المتأسلمة فى العالم، واتخاذها منحى الإرهاب والتطرف، للوصول إلى غاياتها بداية من جماعة الإخوان، مرورا بـ«القاعدة» و«داعش» وغيرها من الجماعات الإرهابية التى باتت تؤرق العالم.
ومما أسهم فى تفاقم هذه الظاهرة، الصورة الذهنية الخاطئة لدى الكثير من الأوروبيين عن الإسلام والمسلمين، وربط وجودهم بانتشار الإرهاب، وإسهام وسائل الإعلام فى الغرب بشكل كبير فى التأكيد على هذه الصورة المشوهة وترسيخها فى عقول الأوروبيين.
وجاء دور الأزهر لمكافحة التطرف ورصد ظاهرة كراهية الإسلام «الإسلاموفوبيا» على مستوى العالم، والعمل على متابعة تطور هذه الظاهرة، ومناقشتها من خلال إطلاق مجموعات من الحملات والأنشطة المختلفة للحد منها، ومن هنا جاء تقريره الأخير الذى أصدرته «وحدة الرصد» بمرصد الزهر لمكافحة التطرف، باللغة الإسبانية، والذى سلط الضوء على المستجدات التى طرأت على سير ظاهرة «الإسلاموفوبيا» فى إسبانيا خلال عام ٢٠١٧ وما جرى فيها من تغيرات. 
وركز التقرير على الحدث الأهم الذى وقع فى إسبانيا خلال عام ٢٠١٧، وهو حادث الدهس الإرهابى الذى وقع فى برشلونة فى السابع عشر من أغسطس، والذى أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
واعتاد العالم أن يلى مثل هذه الأعمال الإرهابية، والتى يتم ربطها بالإسلام غالبًا، موجة من الأعمال العدائية ضد المسلمين، وقد وقع ذلك بالفعل ضد عدد من المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية، علاوة على المسلمين أنفسهم.
وأفردت وحدة الرصد، باللغة الإسبانية، بعض التقارير التى تناولت فيها تبعات الاعتداءات التى وقعت على إثر هذا الحادث، وملامح ظاهرة الإسلاموفوبيا فى إسبانيا خلال عام ٢٠١٧، وذلك من خلال تقرير أصدرته «الجبهة المدنية لمناهضة الإسلاموفوبيا»، وكذلك استنادًا إلى التقارير التى أصدرها مرصد الأزهر فى هذا الصدد.
تزايد حالات استهداف المسلمين
وسجّلت «الجبهة المدنية لمناهضة الإسلاموفوبيا» فى إسبانيا فى تقريرها السنوى لحالات الإسلاموفوبيا خلال عام ٢٠١٦ فى إسبانيا حوالى ٥٧٣ حالة بزيادة تبلغ حوالى ١٠٦٪ عن العام الذى يسبقه ٢٠١٥، وكانت موزعة على النحو التالي: ١٤.١٤ ٪ ضد النساء و٤.١٪ ضد الأطفال و١٢.٥٧٪ ضد المساجد و٥.٤١٪ ضد اللاجئين و٦.٦٣٪ ضد غير المسلمين (بما فى ذلك رموز دينية مثل بابا الفاتيكان). بينما جاء فى تقرير الجبهة لعام ٢٠١٧، أن إجمالى حالات «الإسلاموفوبيا» فى إسبانيا بلغ حوالى ٥٤٦ حالة، من بينهم ١٦٠ حالة على أرض الواقع و٣٨٦ عبر وسائل الإعلام وشبكة «الإنترنت». وهذه الأرقام توضح أن إجمالى عدد حالات الإسلاموفوبيا فى إسبانيا عام ٢٠١٧ قد تضاءل بنسبة ٥٪ عن العام الذى ‏يسبقه ٢٠١٦، غير أن ٧٠٪ خلال ٢٠١٧ قد تركز فى الاعتداءات عبر الإنترنت، وهذه الحالات موزعة على النحو التالي: ٢١٪ ضد النساء و٤٪ ضد الأطفال و٧٪ ضد المساجد و٨ ٪ ضد الرجال و٣٪ ضد المهاجرين و٤ ٪ ضد غير المسلمين. وقد تبيّن وجود تغير فى آلية الهجوم خلال ٢٠١٧، حيث أصبح أغلبها من خلال استخدام الإنترنت ونشر خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة.
وأكد مرصد الأزهر، أنه فى عام ٢٠١٧ كانت الأحداث قاسية، خاصة أعقاب الهجمات الإرهابية فى برشلونة وكامبريلس، والتى تسبّبت فى وقوع مزيد من الهجمات على الأعمال التجارية أو المنشآت التابعة للجمعيات الإسلامية فى إسبانيا؛ حيث بلغت حوالى ١٤ هجمة فى غضون أيام قليلة، وقد تم تنفيذ هذه الهجمات عن طريق إلقاء قنابل المولوتوف أو رؤوس الخنازير أو تلطيخ الجدران بالدم أو بالكتابات المسيئة. وكان مُجمل هذه الاعتداءات فى تلك الفترة يُقدر بحوالى ١٧١ حالة وقعت بصور مختلفة.