الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس جورج شاكر يكتب.. القيامة واختبار الانتصار

القس جورج شاكر
القس جورج شاكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القيامة واختبار الانتصار
​بقلم الدكتور القس جورج شاكر
ساعة الصليب ظنت قوى الشر فى يومها أنها انتصرت على كل القيم الروحية، وكل المعانى الإنسانية، وقالوا وصلنا للنهاية، انتهت الرواية، تحققت الغاية، إنما سيدى صارع الموت فى عرينه فصرعه، وأبطل قوته، ونزع شوكته، ونحن نرى أن القيامة بمثابة انتصار على عدة أمور مهمة نذكر منها الآتي:
القيامة انتصار الحياة على الموت
نعم! إن أعدى أعداء الإنسان هو الموت، إنه العدو الذى بسط سلطانه البغيض على الجميع، فامتدت قبضته الرهيبة إلى البشرية جمعاء على اختلاف أعمارها وأجناسها ومستوياتها، إنه ملك الأهوال، مجرد ذكر اسمه يزعج الإنسان، ويتصاغر أمامه الأبطال.
لكن القيامة كانت انتصارًا على الموت، فالسيد المسيح أمات الموت بموته، وقام ظافرًا منتصرًا هاتفًا: «أين شوكتك يا موت؟! معطيًا لنا حياة القيامة، التى لا تخشى الموت».
القيامة انتصار الحق على الباطل
عندما تجسد المسيح أعلن لنا الحق، بل كان هو فى ذاته الحق متجسدًا. ولكن وآسفاه قادة الدين مع كهنة ذلك الزمان، بالباطل حاكموه، وصلبوه، ودفنوه، ووضعوا الحجر الكبير على قبره، وظنوا أنهم قد تخلصوا منه، واستراحوا من صوت طالما كان يوبخهم وينذرهم. 
ولكن فى فجر الأحد قام المسيح، وبقيامته أعلن لنا أن الحق لا يموت، ولا يمكن أن يُقبر، وصوت الحق لا يمكن أن يخفت، وأن الحق أقوى من الباطل بما لا يقارن.
القيامة انتصار الحب على الكراهية
إن القيامة هى انتصار المحبة على الكراهية، وانتصار الصفح والغفران على الحقد وحب الانتقام، وانتصار السلام على الحرب والخصام. 
فعندما تجسد الرب يسوع، تجسد الحب الإلهى، وقدم للعالم كله المحبة الإلهية، المحبة التى ليس لها مثيل أو نظير، ولو لم تكن هناك قيامة لكان معنى هذا أن كراهية الإنسان فى النهاية هزمت محبة الله.
رابعًا: القيامة انتصار الخير على الشر
عندما كان المسيح بالجسد على أرضنا، كان يجول يصنع خيرًا، كم من معجزات صنع، كم من أمراض شفى كم من دموع كفكف، كم من قيود حطم، كم من جياع أشبع، كم من متعبين أراح.
والسؤال: هل يمكن أن تنهزم الحياة الحلوة الجميلة، المليئة بالخير والحب والعطاء أمام جحافل الشر والظلم والظلام؟! وهل يمكن أن ينتصر القبح على الجمال؟! بالطبع لا وألف لا، فلقد قام المسيح من الأموات، وأثبت للملا أن الخير حتى لو انهزم فى جولة أو فى جولتين، لكن النصر النهائى للخير على الشر، وللجمال على القبح، وللنور على الظلمة.
القيامة انتصار النور على الظلام
الجدير بالذكر أن ريشة الوحى المقدس تصور لنا ساعة الصلب ساعة ظلام دامس، وهذا يعنى أن لحظة موت المسيح كانت حدثًا تاريخيًا لم يحدث مثله من قبل ولن يحدث نظيره من بعد، فعند موته احتجبت الشمس.
نعم ! لقد خيم الظلام على الأرض، وكأن الطبيعة تتشح بالسواد فى حزن عميق، وهى تشاهد رب الطبيعة فى آلام فوق حد التصور، وفى فجر الأحد قام نور العالم من الأموات، وأشرق شمس البر بنوره وضيائه على العالم الظالم والمظلم، فمن ذا الذى يستطيع أن يمنع الشمس من الشروق؟!.. وهل يمكن أن ينتصر الظلام على النور؟! إن قيامة المسيح أعلنت وأكدت لنا انتصار النور على الظلام. وانتصار الحياة على الموت.. وانتصار الحق على الباطل.. وانتصار الحب على الكراهية.. وانتصار الخير على الشر.