الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"الخارجية الفلسطينية": سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة تعرض على الفلسطينيين سلاما مرجعيته الاحتلال

 نيكي هيلي
نيكي هيلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية هجوما حادا على سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة نيكي هيلي، متهمة إياها باتخاذ مواقف داعمة للاحتلال الإسرائيلي ومدافعة عن جرائمه وانتهاكاته، ومعادية بشكل سافر للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه.
وأوضحت الخارجية الفلسطينية - في بيان اليوم الأحد- أن "آخر هذه المواقف كان في جلسة مجلس الأمن التي عقدت في أعقاب المجزرة البشعة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بحق أبناء شعبنا الصامد في قطاع غزة، حيث أفشلت سفيرة الحقد والكراهية والأيديولوجية الظلامية إصدار بيان متواضع عن مجلس الأمن، في وقت تواصل فيه قطع الطريق على تبني أية صيغة قرار مهما كانت متواضعة بهذا الشأن".
وأضافت الوزارة "في ذات الوقت تحرص هيلي على تسويق انحيازها الأعمى لإسرائيل وجرائمها، عبر جملة من المواقف الكاذبة والتضليلية، في مقدمتها محاولاتها تحميل الطرف الفلسطيني المسؤولية عن عدم استئناف المفاوضات، عبر لجوئها إلى كيل الاتهامات للرئيس محمود عباس والتحريض عليه".
وتابعت "أكدت الوزارة مجددا أن الجانب الفلسطيني ممثلا بالسيد الرئيس قدم وما زال يقدم كل ما هو مطلوب لإعادة قطار السلام إلى مساره ولإنجاح الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات، غير أن الإدارة الأمريكية وحتى هذه اللحظة لم تُقدم أية فرصة لاستئناف المفاوضات ولم تطرح على الجانب الفلسطيني ما يمكن أن يفتح الباب أمام استئناف عملية سلام حقيقية وذات جدوى".
وأشارت الوزارة إلى أن "محاولات هيلي اختزال خلاف الإدارة الأمريكية مع الجانب الفلسطيني في شخص الرئيس محمود عباس لمواقفه التي تمثل الإجماع الوطني والشعبي الفلسطيني وتعكسه، وتعبر عن مصالح شعبنا العليا بفئاته وقواه السياسية كافة، هذه المحاولات تندرج في سياق العدوان والتحريض اللذين تشنهما الإدارة الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه، بهدف تركيعه وفرض الاستسلام عليه".
وأضافت "أن محاولات هيلي التستر وراء عبارة (ما يتفق عليه الطرفان نوافق عليه)، تأتي لتبرير المواقف الأمريكية المنحازة للاحتلال، وهي عبارة باتت بلا معنى وأصبحت فارغة من أي مضمون، في ظل محاولات الإدارة الأمريكية المستمرة لشطب قضايا المفاوضات النهائية والقفز عنها وحسمها بشكل مسبق لصالح الاحتلال، وهو ما ظهر جليا في الإعلان الأمريكي الخاص بالقدس والمحاولات المتكررة للمساس بقضية اللاجئين، حيث لم تبقِ إدارة الرئيس ترامب أي قضية ليتفاوض بشأنها الجانب الفلسطيني ويتفق عليها الطرفان. والأنكى من ذلك، أن سفيرة واشنطن في المنظمة الأممية تعتبر إعلان ترامب بشأن القدس قضية أمريكية (داخلية) تارة، في حين أنها تؤكد مرارا وتكرارا أن قضية القدس (خارج النقاش وتم إزاحتها عن طاولة المفاوضات) تارة أخرى".
وعبرت الوزارة عن شديد استغرابها وعميق تعجبها من هذا التناقض الصارخ في مواقف هيلي التي تعتبر أن القضية الفلسطينية شأن داخلي أمريكي، وتعطي نفسها الحق في استغلال الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والتصرف بها كشأن أمريكي داخلي، و في الوقت ذاته تتفق مع أحزاب اليمين الإسرائيلي الحاكم، التي تعمل من أجل سيطرة اليمين وأيديولوجيته على مفاصل الحكم في اسرائيل، وتكريس الاحتلال وتعميق الاستيطان في على حساب حقوق شعبنا.
ورأت الوزارة، في بيانها "أن "هيلي تستخف أيضا بوعي المسؤولين الدوليين بادعائها أنه لا توجد أية معارضة من جانبنا لحل الدولتين، طالما اتفق الفلسطينيون والإسرائيليون على ذلك، مع علمها المسبق بأن مواقف الإدارة التي تمثلها تقوض بشكل تام أية فرصة لتحقيق حل الدولتين، وتغلق الباب أمام قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، بل أكثر من ذلك، فهي تدرك بأن مواقف الإدارة الأمريكية تشجع سلطات الاحتلال على التمادي في تعميق استيطانها ومصادرتها للأرض الفلسطينية المحتلة، وتشكل سياستها المتواطئة غطاء لمحاولات اليمين الحاكم في إسرائيل لضم المناطق المصنفة (ج) وفرض القانون الإسرائيلي عليها. لذلك، إن ما تدعيه هيلي بخصوص حل الدولتين يبقى بمثابة ذر للرماد في العيون ويفتقر لأي رصيد وفاقد لأي مصداقية".
وذكرت الوزارة "من جهة أخرى، تحاول هيلي اختراع توازن كاذب في مواقفها لعلها تصبح مقبولة وقريبة شيئا ما من المعقولية والمنطق عندما تقول على الطرفين تقديم تنازلات. والحقيقة هنا أننا لم نسمع حتى هذه اللحظة أن الإدارة الأمريكية مارست أي شكل من أشكال الضغوط على حكومة نتنياهو لتقديم أي تنازل من أجل استئناف المفاوضات، أو للقيام بأي خطوة من شأنها توفير المناخات المطلوبة لإطلاق عملية السلام، بل على العكس تماما، تواصل إدارة ترامب محاولاتها المنحازة لفرض رزمة من "التنازلات" -إن جاز التعبير- كشروط مسبقة وبشكل إجباري على الجانب الفلسطيني حتى قبل انطلاق المفاوضات".
وقالت الوزارة في البيان إنها "إذ تدين مجددا وبأشد العبارات الانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال وجرائمه وانتهاكاته، فإنها تؤكد أن المقاربة الأمريكية لعملية السلام واستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لا تمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد للقانون الدولي وللشرعية الدولية وقرارتها، بل تشكل خروجا فاضحا على الإجماع الدولي وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية الناظمة، وتمثل محاولة أمريكية مفضوحة للانقلاب على أسس ومرتكزات ومرجعيات النظام الدولي، وتعكس في ذات الوقت، دعوة أمريكية صريحة لإعادة بناء العلاقات الدولية على ركائز العنف وثقافة التطرف والإرهاب وأيديولوجيتهما الظلامية وشريعة الغاب".
واختتمت الوزارة بالقول إن "هيلي تعرض على الفلسطينيين "عملية سلام ومفاوضات" تتجاهل مرجعيات السلام الدولية ولا تأخذ بمبادرة السلام العربية، بل تعتمد الاحتلال وسياساته والتغييرات التي فرضها على الأرض بالقوة كمرجعية لسلام هيلي المزعوم. إن ما تدعيه هيلي من مواقف وشعارات يندرج في إطار محاولاتها المستميتة لتبييض صفحة الاحتلال، وتضليل الرأي العام العالمي بجملة من الأكاذيب، بما يعكس إما جهلا مطبقا بحقائق الصراع أو انحيازا أيديولوجيا أعمى للاحتلال وهو الأقرب إلى الحقيقة".