الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أحد الزيتونة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد ما أقام السيد المسيح عازر من الموت، والذى كان قد أنتن، لأنه كان له فى القبر أربعة أيام ذاع صيته فى كل اليهودية، وتداولت أخباره أيضا لدى اليهود فى كل أنحاء العالم، وعندما سمع اليهود أن السيد المسيح سوف يأتى إلى العيد اجتهدوا أن يروا يسوع ذلك الذى أقام لعازر وفتح عيون العمى وأجرى آيات وعجائب لم يصنعها أحد مثله فى التاريخ البشرى حتى إن اليهود اليونانيين طلبوا من تلاميذ السيد المسيح قائلين نريد أن نرى يسوع وقد تجمع فى اليهودية فى ذلك الوقت حوالى مليونين ونصف من اليهود آتين من كل مكان فى العالم متجهين إلى أورشليم مدينة الملك داود، لتقدم ما أمرت به الشريعة. وفى يوم مشهود فى تاريخ البشرية عزم السيد المسيح حضور الفصح فى أورشليم وفى الطريق إلى أورشليم تجمعت الألوف حول موكب الملك الآتى إلى المدينة المقدسة، وفى نفوس ملتهبة بالمشاعر الفياضة كانوا يصرخون قائلين «أوصنا. مبارك الآتى باسم الرب. تزاحمت الجموع الغفيرة فى موكب المسيح وكانت تحيط به وهم يفرشون الثياب وأغصان الشجر لذلك يسمى هذا اليوم أيضا بأحد السعف وكذلك يسمى عيد الزيتونة، لأن الجموع التى لاقته كانت تحمل سعف النخل وغصون الزيتون فلذلك تعيد الكنيسة وهى تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة وهى تستقبل موكب الملك المسيح. وكان دخول السيد المسيح إلى أورشليم فى موكب الملك المنتصر وأصوات الهتاف حوله حتى إنها وصلت إلى الملايين المتواجدين بالمدينة للاحتفال بعيد الفصح بل وصلت إلى أذان قيافا وحنان رؤساء الكهنة فى الهيكل وأن المدينة ارتجت كلها. المسيح ملكنا جاء اليوم ليملك فى مدينته فوق الصليب الذى أعدته له أمته بل أعد له من السماء فالصليب من مشيئته وقبله طوعا وأطاع حتى الموت وكل ذلك بإرادته. عندما دخل إلى أورشليم كملك، فرح به البسطاء بينما تضايق منه الكهنة والشيوخ والكتبة والفريسيون. الذاتية منعت ملكوت المسيح عن رؤساء كهنة اليهود. والحرفية أبعدت الفريسيين عن ملكوت المسيح. والحسد والغيرة أبعدت الكتبة والشيوخ والرؤساء عن ملكوت المسيح، وأنت لا تجعل شيئا يبعدك عن ملكوت المسيح وفى دخوله أورشليم كملك لم تواجهه مشكلة من الرومان، فلم يكن ينافس قيصر... إنما قامت المشكلة من داخل شعبه، من زعماء اليهود هو يريد ملكًا روحيًا. وهم يريدون ملكًا دنيويًا. إنه يريد أن يؤسس مملكة ليست من هذا العالم، مملكة روحية تُبنى على الحب، يملك فيها الله لا الإنسان. هو أراد أن يخلصهم من خطاياهم، أما هم فما كانوا يريدون الخلاص من حكم الرومان. أراد أن يخلصهم من عبودية الشيطان، وهى عبودية أصعب بكثير من عبودية الرومان. لأن العبودية لقيصر قاصرة على غربة هذا العالم. بينما العبودية للشيطان تضيع أبدية الإنسان كلها. كان السيد المسيح يريد القلب، واليهود يريدون العرش. هو يريد أن يحررهم من الخطية. أما هم فلا يشغلهم إلا التحرر من الحكم الأجنبي. ولذلك نظروا إلى المسيح كمنافس وكرهوه! وهذا الملك الوديع الذى دخل إلى أورشليم راكبًا على جحش. هذا الذى رفض أن يملك على أورشليم مفضلًا أن يملك على خشبة، والذى أسس ملكه الروحي، والمسامير فى يديه انتشر ملكه إلى أقصى الأرض على الرغم من كل المؤامرات. فى هذا اليوم أناجى الله قائلا: ابعد يا رب عنى كل ما يعرقل ملكوتك داخلي.
أبعد عنى الذاتية التى منعت ملكوتك عن رؤساء كهنة اليهود. وأبعد عنى الحرفية التى أبعدت الفريسيين عن ملكوتك. وأبعد عنى الحسد والغيرة التى بسببها ابتعد الكتبة والشيوخ والرؤساء.