السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى ميلاده.. رؤية رينيه ديكارت الفلسفية

رينيه ديكارت
رينيه ديكارت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم السبت 31 مارس، ذكرى ميلاد الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت الذي لقب بـ"أبو الفلسفة الحديثة" وكثير من الأطروحات الفلسفية التي جاءت بعده كانت إنعكاسا لإطروحاته وصاحب المقولة الشهيرة "أنا أفكر إذا أنا موجود". 
وكان لأعمال ديكارت بعض الأثر على الأدب والفن في فرنسا فأسلوبه كان جذابا وشيقا، وهنا كانت الفلسفة بلغة قومية في متناول الجميع بشكل خطير، وقلما يتحدث فيلسوف بمثل هذه الألفة الساحرة المثيرة بمثل السلاسة، ولم يكن كتاب "مقال في المنهج" مجرد رائعة من ورائع النثر الفرنسي، بل إنه كذلك ضرب، للعصر الزاهر في فرنسا، مثلًا في لغته وأفكاره، للترتيب وبراعة التفكير والإعتدال في الآداب والفنون والسلوك والحديث. وتلاءم تأكيده على الأفكار الواضحة الجلية مع الذهن الفرنسي، وأصبح رفعه من شأن العقل أول قاعدة من قواعد الأسلوب الممتاز عند الناقد الفرنسي بوالو. 
أصدر ديكارت كتابه "التأملات في الفلسفة الأولى" ونقله للعربية المترجم عثمان أمين وشكل هذا الكتاب معظم كليات الفلسفة وضع فيه تأملاته في الفلسفة وقسم كتابه إلى ستة تأملات.
تتضمن تأملات ديكارت في الفلسفة عرضا بالغ الدقة لنظام ديكارت الميتافيزيقي وتوسيعا لنظامه الفلسفي وأراد من خلال هذا الكتاب أن يكون بمثابة دليل عام في الفلسفة.
يرى ديكارت في هذا الكتاب أن الأشياء التى تكون موضع للشك ويعتبر هذا الشك منهجي ولا نستخدمه الا كوسيلة للوصول الى يقين واضح قائلا: "أنه يجب النظر الى كل ما يمكن أن يوضع موضع الشك على أنه زائف" ويقصد بهذا التعبير أنه لن يقبل بأي شئ على أنه حقيقي ما لم يخضع لإمتحان الشك الذي يستطيع به الوصول إلى شئ يقيني عن طريق برهان عقلي.
ويتجه ديكارت بعد ذلك الى التأمل الثاني وهو الوصول إلى يقين واضح بذاته الذي يقدم نفسه بعد خطوة الشك وهو وجود الفكر أو العقل الإنساني فيقول " عندما يشعر الإنسان بوجوده إذا هو موجود فالتفكير في حد ذاته دليل على وجود التفكير ومن هذا التامل يثبت ديكارت وجود الإله قائلا: "أنه يُدرك ويؤمن بوجود إله لدرجة لا حدود لها"، فوجودنا في هذا لابد أن يكون هناك كائن خالق أوجده.
وفي التأمل الرابع يميز ديكارت بين الصدق والكذب أو الوضوح وعدم الوضوح، وفيه يشرح بمزيد من التفصيل بعض موضوعات التأمل الأول والثاني حول العلاقة بين النفس والجسد وحول الإله كما أنه يتناول في التأمل الخامس ماهية الأشياء المادية، ويقر بأن ماهيتها الامتداد، وأن ماهية الإله الروح والفكر وتظهر في هذا التأمل ثنائية ديكارت الشهيرة بين الفكر والامتداد وأنهما جوهرين متمايزين، ويري في التأمل السادس وجود الأشياء المادية ويثبت أنها زائلة، ويميز بين النفس والجسد، ويثبت أن الجسد فاني والنفس خالدة.