الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"العطار" و"تركيبة الشعر".. قتل "سمر وهند".. والدهما: المتهم أكد لي أن الدواء لـ"الحشرات".. والطب الشرعي: "هبوط حاد تسبب في الوفاة"

عطار يعد تركيبة للشعر
عطار يعد تركيبة للشعر فيتسبب بقتل شقيقتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان والد الفتاتين "سمر وهند" يحلم بأن يراهم عرائس، ولكن شائت الأقدار أن تغير كل شئ، فبدل من أن يرسلهن لمنزل أزواجهن، أرسلهن جثث للمقبرة، نتيجة بعض المعتقدات الخاطئة التي دفعته إلى طلب المساعدة من عطار، ليعد له تركيبة يضعها على شعر نجلتيه لتخلصهم من الطفيليات وحشرات الموجوده برأسهم، ولكن ما حدث كان يفوق الخيال، حيث فقد الأب نجلته الكبري والصغر أيضًا، بعد إصابتهم بالتسمم في واحد من أغرب الوقائع التي قد يتعرض لها الإنسان.
داخل منزل بسيط بمنطقة اطفيح كان يعيش " سعيد سيد عبد الله" والد الطفلتين، وقد التقط به البوابة نيوز لمعرفة ملابسات الحادث "حسبي الله ونعم الوكيل في الفقر إلى خلاني اروح اجيب الموت لاولادي بإيدي" بهذة الكلمات بدأ يروي المأساة التي لحقت بنجلتيه، كانت أحلامي بسيطه كغيري من الشباب في مثل سني الزواج والإستقرار، وبالفعل حالفني الحظ وعثرت على الفتاة المناسبة، وفي غضون فترة ليست قصيرة تمكنت من إنهاء ترتيبات الزواج، وبدأت حياة جديده بسيطة وخالية من المشاكل، ومع مرور الوقت اكتملت فرحتي مع قدوم أول مولودة " سمر"، وبرغم قلة الموارد المادية وعملي البسيط في مصنع طوب، إلا أنني كنت سعيد في حياتي وحاولت السعي لتوفير نفقات لأسرتي بعدما أنجبت الطفلة الثانية" هند"، استمر حالي هكذا لسنوات، حتى أصبح لدى من الأبناء4، "حمدت ربنا على كدة" ومع الوقت ازدادت النفقات ومتطلبات المعيشة حاولت البحث عن عمل أخر لكن جدوى، لذلك خرجت زوجتي للعمل في شركة ملابس قريبه من المنزل لمساعدتي في نفقات المنزل.
تلتقط الزوجة طرف الحديث لتكمل" ظروف المعيشة كانت صعبة "وبنتي الكبيرة كان بيجي لها عرسان عشان كدة فكرت اخرج اشتغل"، وبناتي خرجوا يشتغلوا معايا سمر كان عندها 15 سنه، وهند 11، كل يوم كونا بنروح نشتغل شوية في مصنع الملابس وعلى آخر النهار نعود للمنزل، حتى اليوم المشوم، فقد شعرت بالتعب قليلا وطلبت من صاحب المصنع المغادرة، فرد قائلا" خدي يا أم عمار برشام صداع وريحي شوية، ولكن الألم كان اقوى مني فسمح لي بالمغادرة، وصلت لمنزلي واعددت الطعام لأسرتي وأنتظرت قدومه، وقد فوجئت بالصغيرة تطلب مني قص شعرها لأنها لا تتحمله، فتعجبت من ذلك وتفحصه فوجدت به الكثير من الطفيليات " القمل"، فبدأت في تنظيفه لها ولكن دون جدوي، طلبت منها أن تذهب لإحضار دواء من الصيدلية، خاصة أن الكبيرة أصيبت بنفس العدوى هي الأخرى فلم تجد، في نفس التوقيت حضر والدهم من العمل ودخل للنوم قليلا، ولكنه لم يتمكن من ذلك واستيقظ وأخبرني بأنه ذاهب لإحضار دواء لهم.
تكمل الآم " خرج وعاد بعد دقائق وكان بحوزته كيس يحوي زجاجة بلاستيك عليها صورة ورقم تليفون العطار إلى في المنطقة " حسين.ف " وطلب مني وضعها على شعر البنات، وبمجرد فتح الزجاجة انبعثت منها رائحة كريهة فقولت له" أنت متأكد يا أبو عمار أن دواء للشعر دة رائحته وحشة"، فبدأت بالصغيرة "هند" ووضعت منه كمية على رأسها، وقتها شعرت الفتاة ببعض التعب وضيق في التنفس فطلبت منها أن اصطحب شقيقها الصغير. تخرج لإستنشاق الهواء، وبعدها وضعت للكبيرة " سمر" وقد ذهبت للمطبخ لتنظيف المواعين، لم تمر دقائق وحضرت الفتاة الصغيرة والتعب يظهر على ملامحها،وسقطت مغشيا عليها ومن بعدها الكبيرة، شعرت بالفزع وعلى الفور اتصل والدهم بالعطار وأخبره بما يحدث مع البنات فطلب منه احضار أحدهما للمحل فإصطحب الصغيرة وذهب لهناك، وبعدها بدقائق حمل عمهم نجلتي الكبرى وذهب بها هي الأخرى ومن وقتها لم أراهم مرة اخري، وتدخل الأم في نوبة من البكاء الشديد مردده " منه الله حرمني من بناتي دة أنا تعبت واشتغلت عليهم عشان اربيهم وكنت يجهز الكبيرة عشان تتجوز".
حاول العطار إعطاء الصغيرة "شربة ميه بملح ولكنها رفضت" هكذا أكمل عم الفتيات باقي الحديث، منظر البنات كان صعب خاصة إن هناك بعض السوائل التي بدأت تخرج من فمهم، لذلك حملناهم توجهنا لإحدى المستشفيات بالجيزة، ثلاثة ساعات ونص حتى تمكنا من الوصول للمستشفى وكان معنا العطار، وبمجرد وصولنا أخبرنا الطبيب بأن الفتيات تعرضنا لحالة تسمم وتم وضعهم على جهاز التنفس الصناعي ولكنهم فارقوا الحياة، وعندما علم العطار "المتهم" فر هاربًا فتوجهنا لمركز شرطة اطفيح وقمنا بتحرير محضر ضد المتهم، الذي أغلق محله وفر هاربا فور علمه بما حدث.
وأكدت جدة الطفلتين بأن العطار حاول مساومة نجلي وطلب منه إحضار زجاجة الدواء مقابل حصولة على المبلغ المالي الذي يطلبه، ولكن زوجة نجلي قد تحفظت عليها بعدما حدث مع بناتها، حتى أخذتها النيابة، كما أن أهل المتهم حاولوا إبعاد الشبة الجنائية عنه، مؤكدين أن الفتيات قد وضعوا يدهم في فمهم بعد ملامستهم الدواء ما يؤدي إلى وفاتهم.
وبعد الاستماع لأهلية الفتيات أمر عبد المعز ربيع مدير نيابة الصف بسرعة ضبط وإحضار المتهم، بعدما جاءت تحريات الأجهزة الأمنية التي أجرها كل من هشام موسى محمد مجدي معاونا مباحث مركز أطفيح لتثبت صحة أقوال والد المجني عليهم، بالإضافة إلى تقرير مفتش الصحة المبدئي الذي تسلمته النيابة وقد أكد أن الفتاتين قد أصيبوا بحالتة تسمم نتج عنها هبوط حاد في الدورة الدموية تسبب في وفاتهم، ومن جانبها تكثف الأجهزة الأمنية جهودها القبض على المتهم.