الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عرابي.. زعيم تتلمذ على يد أزهري وقبطي

أحمد عرابي
أحمد عرابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت قريةِ "هرية رزنة" بمحافظة الشرقية عام 1841 على موعد مع ميلاد زعيم وطني، إذ استعدت فاطمة السيد سليمان لاستقبال "قرة عينها"، وافترش زوجها محمد عرابي الأرض لاستقبال ابنه، ويبدو أنه كان على علم بأنه سيكون له شأن بين الناس، حيث هلل الجميع لمولد أحمد بن محمد عرابي" الشهير بـ"أحمد عرابي" قائد الثورة العرابية.
أتم "أحمد" 8 سنوات، تحدث إليه والده بأنه يجب أن يتعلم القرآن الكريم؛ لأنه خير العلوم، وأرسله إلى عمدة القرية ليشرف على تعليمه بنفسه، أتم الابن دراسة القرآن وعلومه.
من جانب آخر استقبله صراف القرية ميخائيل غطاس ليعلمه العلوم الحسابية والكتابية، فكان ينتهي أحمد عرابي من درس القرآن حتى يتوجه إلى قبطي يعلمه باقي العلوم، لم يطل الله في عمر أبيه فرحل قبل أن يكمل ابنه التاسعة من عمره؛ متأثرا بإصابته بمرض الكوليرا، توجه الابن إلى القاهرة ليدرس بالأزهر الشريف الذي احتضنه لمدة خمسة أعوام أكمل بين جدران الأزهر حفظ القرآن الكريم، ودرس الفقه والتفسير، الأمر الذي لا يعلمه الكثير عن أحمد عرابي بأنه تربي بين أحضان الأزهر ودرس على يد قبطي.
حب عرابي للعسكرية جعله يسلك طريقا مختلفا عن دراسته، فتوجه ليشترك في الجيش في عهد الخديوي سعيد، لم يكن يعلم الخديوي أن "عرابي" سيكون شوكة في حلق الأسرة الحاكمة لفترة من الزمن، التحق بالجيش برتبة "صف ضابط"، وترقى لـ"ملازم ثاني"، حتى وصل لدرجة أميرالاي وهي تساوي رتبة "عقيد في وقتنا الحاضر.
بدأ اسم عرابي يتم طرحه على الساحة في مصر، عندما قاد مع زملائه عام 1881 ضد تهكمات الخديوي على الجنود المصريين، وتفضيل الأتراك على الجنود المصريين، وتدخل الإنجليز في الشئون الداخلية لمصر، عزل "توفيق" حكومة رياض باشا، خضوعا لطلبات عرابي وزملائه في مظاهرته الشهيرة أمام قصر عابدين، وكلف شريف باشا بتشكيل الحكومة في 14 سبتمبر 1881، وأصبح سامي البارودي ناظرًا للجهادية كأول مصري يتولي هذا المنصب، لم يطل تولى شريف باشا الحكومة حتى أسند الخديوي الأمر لـ سامي البارودي بتشكيل الحكومة، وعين "عرابي" ناظر للجهادية، طالب الإنجليز بعزل حكومة البارودي فلم يستطع الخديوي بعزل عرابي ليدخل الإنجليز في معركة مع عرابي عرفت باسم معركة التل الكبير، التي كانت من نتائجها دخول الإنجليز مصر ونفي عرابي إلى جزيرة "سرنديب"، عاد عرابي عام 1903 إلى مصر وتوفى عام 1911 بعدما تعرض لهجوم شرس من المصريين متهمين إياه بأنه سبب دخول الإنجليز مصر.