السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الحزن ساعة والفرح ثانية.. "بشرى": "١٦ سنة شغل في الفاكهة جهزت بناتي"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
امرأة ستينية بسيطة تظهر على وجهها ملامح تقدم العمر، تحارب بالابتسامة قسوة القدر الذى جعلها أبًا وأمًا فى آن واحد، لتنفق على أبنائها فى صغرهم، وتظل حاملة أثقال تكاليف متطلبات زواجهم فى شبابهم، إنها الحاجة «بشرى» البالغة من العمر ٦٢ عاما، وكأنها حملت صفات اسمها لتبشر زبائنها بأن الخير قادم لا محالة، ومن افتقد الراحة فى الدنيا من المؤكد أنه سيجدها فى الآخرة.
تستيقظ السيدة المسنة مع أذان الفجر بشكل يومى فى همة ونشاط لتنتهى من أداء الصلاة وتغادر منزلها الواقع فى إحدى قرى مدينة بنها مع اتجاه عقارب الساعة إلى الـ٥ صباحا، تذهب لشراء أنواع مختلفة من الفاكهة بأسواق المحافظة، للتوجه إلى مكان عملها بحى العباسية فى القاهرة أمام قسم شرطة الوايلي، فكلما رأت العساكر بالزى الرسمى تذكرت زوجها الراحل الذى توفى وتركها تخوض صعوبات الدنيا من أجل أبنائها الأربعة؛ حيث لقى زوجها، الذى كان يعمل شرطيًا بوزارة الداخلية المصرية، ربه بعد عامين من ولادة الابن الأصغر والبالغ من العمر الآن ٢٥ عاما.
ومنذ ذلك الوقت اضطرت السيدة المصرية الأصيلة للجلوس فى الشارع لبيع الفاكهة، تقابل جميع الأمور بابتسامة رضا لا تفارق وجهها، تقضى ثلثى يومها فى العمل لتفارق مكان البيع فى الساعة ١ بعد منتصف الليل، من أجل تجهيز نجلها الشاب.
وعن طبيعة حال الحاجة بشرى تقول: «بقالى ١٦ سنة شغالة فى الفاكهة عشان هى اللى بتهون مر الحياة على الناس، وجهزت بناتى التلاتة من مهنتى البسيطة، ومكافأة جوزى ساعدتنى لكن طبعا مكفتش كل حاجة، الناس بتستغرب لما تعرف أنى اتغربت عشان ولادى مع إنى شايفاها حاجة بسيطة وكل الأمهات بتضحى عشان راحة ولادها».