السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

ملف خاص.. "الأزهر" سيد سفراء مصر

مشيخة الأزهر الشريف
مشيخة الأزهر الشريف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
◄ الأزهر سيد سفراء مصر.. 40 ألف وافد من 117 دولة
◄ مدينة جديدة للوافدين في التجمع الخامس.. ورابطة الخريجين تسعى للتواصل معهم
يعد الأزهر الشريف رأس حربة القوى الناعمة المصرية بجدارة واقتدار، فما من أزمة داخلية أو خارجية تشهدها الدولة المصرية إلا ويقف الأزهر بامتداداته الجغرافية، والمعنوية في قلوب الملايين من المسلمين ممن يعرفون به مصر ويعرفونه بمصر، فما ذكرت مصر في أي مكان على وجه الأرض إلا وذكر معها الأزهر، وما ذكر الأزهر إلا وذكرت مصر، ولذا فرغم كل ما تكبدته موازنات الأزهر خلال السنوات الأخيرة من أزمات إلا أن الأزهر لم يتخل يومًا عن دوره الخارجي في رعاية الطلاب الوافدين، حيث استمرت المنح الدراسية الأزهرية للدارسين من كل أرجاء الدنيا، فضلا عن مضي الأزهر الشريف في عملية ابتعاث عدد كبير من أبنائه ضمن بعثاته لمختلف دول العالم خاصة في أفريقيا لتدريس العلوم الشرعية، وكذلك نشر صحيح الدين في كل أرجاء الدنيا، ولم تقتصر مجالات امتداد النفوذ الناعم للأزهر الشريف على ذلك فحسب بل امتدت قواه الناعمة ومناطق نفوذها إلى جميع دول العالم من خلال عدة مسارات بينها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر والتي تضم كلا من تخرج في الأزهر الشريف، توثيقا لصلاتهم به وليبقوا على تواصل مع الأزهر، فضلا عن الجولات الخارجية لفضيلة شيخ الأزهر، والمشاركة في المؤتمرات الدولية وعقد مزيد من المؤتمرات بالتعاون مع أطراف غربية نبذا للعنف وحفاظًا على مزيد من التقارب والود.

من أهم وأبرز أدوات النفوذ الناعم للأزهر الشريف ذلك الرصيد التاريخي الذي تمتع به عبر القرون من منطلق كونه كعبة العلم الإسلامي في العالم حيث يستحوذ على نحو ٤٠ ألف دارس وافد سنويا يدرسون في الأزهر العلوم الشرعية والكليات الدينية فضلا عن الكليات العلمية.
ولا عجب إذا ما عرفتم أن الأزهر يقصده أكثر من ٤٠ ألف دارس من كل أرجاء الدنيا من نحو ١١٧ دولة حول العالم ما بين الدراسة بالمعاهد الأزهرية والكليات الشرعية وحتى الكليات العلمية وهؤلاء الدارسون منهم ما يزيد على حوالي ٤ آلاف طالب على منح أزهرية، فيما يدرس الباقون على حسابهم الخاص ما بين دارسين بمعاهد أزهرية، وكليات الجامعة المختلفة، وكذلك مرحلة الدراسات العليا. 
ولعل اللافت في الأمر اهتمام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر برعاية الوافدين رعاية خاصة جعلتهم على رأس أجندة أولوياته، وربما كان ذلك جليا حين التقى بجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين الراحل، رفع طلبين أولهما ترميم الجامع الأزهر الشريف، والثاني بناء مدينة متكاملة لطلاب البعوث الإسلامية من الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف، وهما الأمران ذاتهما اللذان جرى دعمهما من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته التاريخية لمصر والتي زار خلالها الأزهر الشريف.
ففى الوقت الذي لا تتخطى فيه طاقة مدينة البعوث الإسلامية الحالية الأربعة آلاف طالب وطالبة، نجد أن مخططات مدينة البعوث الإسلامية الجديدة بالتجمع تتسع لنحو ٤٠ ألف طالب وطالبة.
ولعل مما يلفت الأنظار لتسابق الطلاب الوافدين على الدراسة بالأزهر من خلال القيد على منح الأزهر تميزه بعدة مزايا منها الإعفاء من الرسوم الدراسية، الإقامة بمدن البعوث الإسلامية وفقا للإمكانيات المتاحة، صرف منحة نقدية شهرية.
ويبلغ عدد الطلاب الوافدين الذين يدرسون في الأزهر الشريف من قارة أوروبا نحو ١٣٤١ طالبًا وطالبة، يبلغ عدد الفتيات منهم ٥٠٩، فيما يبلغ عدد طلاب دولة نيجيريا الذين يدرسون بالأزهر نحو ٢٠٣٠ طالبا وطالبة يبلغ عدد الفتيات منهم ٤٦٣ طالبة، منهن ٢٦٦ طالبة في الجامعة، ويبلغ عدد طلاب دول سويسرا وسنغافورة وهولندا الذين يدرسون بالأزهر الشريف نحو ٣٢١ طالبا وطالبة يبلغ عدد طلاب دولة سنغافورة منهم ٢٥٥ طالبا وطالبة، ويبلغ عدد طلاب قارة آسيا الذين يدرسون في مرحلة الدراسات العليا في الأزهر الشريف نحو ٥٣٦ باحثا، من ١٢ دولة آسيوية يبلغ عدد الفتيات منهم ١٨ باحثة، ويبلغ عدد طلاب قارة أفريقيا الذين يدرسون فى مرحلة الدراسات العليا في الأزهر نحو ٢٥٣ باحثا من ٣٤ دولة أفريقية، ويبلغ عدد طلاب دولتي أستراليا وكندا الذين يدرسون في الأزهر نحو ١٦١ طالبا وطالبة يبلغ عدد طلاب دولة كندا منهم ١٢٢ طالبا وطالبة، ويبلغ عدد طلاب دول فرنسا وبريطانيا وألمانيا الذين يدرسون في الأزهر الشريف ٥١٤ طالبا وطالبة، يبلغ عدد طلاب دولة بريطانيا منهم ٢٦٨ طالبا وطالبة، ويبلغ عدد طلاب دولة تايلاند الذين يدرسون في الأزهر الشريف نحو ٢٧٢٢ طالبا وطالبة يبلغ عدد الفتيات منهم ٧٩٣ طالبة، ويبلغ عدد طلاب دولة الصين الذين يدرسون في الأزهر ١٧٠٥ طلاب وطالبة يبلغ عدد الفتيات منهم ٤٣٦، ويبلغ عدد الطالبات الوافدات اللائي يدرسن في الأزهر الشريف نحو ٩١٥٤ طالبة منهن ٤٧٠٥ طالبات في الجامعة، يبلغ عدد طلاب الوطن العربي الذين يدرسون في مرحلة الدراسات العليا في الأزهر الشريف نحو ٤١١ باحثًا، وذلك من ١٨ دولة عربية، يبلغ عدد طلاب دولة روسيا الذين يدرسون في الأزهر الشريف نحو ٧٥٢ طالبا وطالبة يبلغ عدد الفتيات منهم ١٨٧ طالبة.
طلاب قارة أفريقيا يبلغ عددهم نحو ٤٧٤٨ طالبا وطالبة يبلغ عدد الفتيات منهم ٧٩١ طالبة، من ٣٤ دولة أفريقية وهم أوغندا، النيجر، السنغال، الكاميرون، الكونغو الديمقراطية، الكونغو، برازفيل، الجابون، أفريقيا الوسطى، أنجولا، إثيوبيا، بوروندي، إريتريا، بنين، بوركينا فاسو، تشاد، تنزانيا، توجو، جنوب أفريقيا، رواندا، زامبيا، زيمباوى، سيراليون، غامبيا، غانا، غينيا، بيساو، غينيا كوناكرى، كوت ديفوار، كينيا، ليبيريا، مالي، مدغشقر، موزمبيق، نيجيريا، مالاوي، ويبلغ عدد طلبة إندونيسيا ٣٢٠٠ طالب وطالبة.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة البعوث الإسلامية الجديدة تقام بمنطقة التجمع الخامس على مساحة ١٧٠ فدانا، لتكون مدينة مُتكاملة لخدمة الطلاب الوافدين الذين يدرسون في الأزهر، وذلك بمنحة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهي المنحة التى باركها وزاد عليها الملك سلمان بن عبدالعزيز.
فيما تعد مدينة البعوث الإسلامية التى أسسها الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر عام ١٩٥٩ قبلة لطلبة العلوم الإسلامية من دول العالم.. فضلا عن مدينة أخرى بالإسكندرية بحى العصافرة، وهى عبارة عن مُجمعات سكنية لإقامة وإعاشة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر، لتوفير المسكن والمأكل للطلاب الوافدين المقيمين بها، وتوفير الرعاية المعيشية والاجتماعية والثقافية والرياضية والطبية لهم.
ويقيم فى مدينتى البعوث القديمة بالقاهرة والإسكندرية أكثر من أربعة آلاف طالب وطالبة، ويجرى الآن إنشاء مدينة ثالثة للبعوث بمحافظة قنا بصعيد مصر.

من جهته أوضح الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في تصريح خاص لـ«البوابة» إلى أن الأزهر الشريف يحرص كل الحرص على مد جسور التعاون مع جميع دول العالم الإسلامي نشرا لصحيح الدين، ونصرة للإسلام الوسطى الصحيح الذي تلقى دعوته قبولا في كل أرجاء الدنيا، وبعثاتنا تتنوع بين جنوب أفريقيا جنوبا، وأفغانستان، وجميع دول آسيا وأفريقيا، وأوروبا وأمريكا الجنوبية وكلها دول حريصة على تلمس الدين الصحيح من علماء ودعاة ومبعوثي الأزهر الشريف، موضحا أن عدد المبعوثين وفق آخر مسابقة ابتعاث بلغ ٣٧٧ مبعوثا يتحمل الأزهر غالب نفقاتهم، وهم يقومون بدور بالغ الأهمية في خدمة الدعوة ومصر في الخارج، ويمثلون امتدادا عالميا يخدم أمننا القومي ويبلغ الدعوة الإسلامية لجموع المسلمين، ويتحملون في سبيل ذلك مخاطر تقديم الدعوة في بيئات خطرة أحيانا أمنيا وصحيا لكن الله يحفظهم بما يقدمون لخدمة الدعوة وصحيح الإسلام الوسطى السمح. 

أوضح الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بالأزهر الشريف، أن الأزهر الشريف يتعامل مع ملف الوافدين كملف شديد الحساسية والأهمية للأزهر ولمصر ولنشر صحيح الدين فضلا عما ينضوي عليه من ارتباطات بتحقيق الأمن القومي المصري.. مشيرا إلى أن توجيهات فضيلة الإمام الأكبر دائما تدعو إلى تقديم رعاية كاملة للطلاب الوافدين من خلال التطوير الدائم في أماكن سكنهم، ورعايتهم صحيا ونفسيا واجتماعيا، وهو الأمر الذي يجعل كثيرين منهم لا ينهون علاقتهم بالأزهر بانتهاء الدراسة.
وأضاف «فؤاد» في تصريح خاص لـ«البوابة» أن فضيلة الإمام الأكبر هو من أسس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر حين كان رئيسا لجامعة الأزهر، حيث حافظ على عقد مؤتمر سنوي يجمعهم وما زال يحافظ دوما على مشاركة الرموز العالمية للرابطة في جميع مناشط الأزهر الشريف.

◄ «إغاثة المشيخة» رسول سلام للإنسانية
◄ «العبد»: نقوم بدور يبرز الوجه الحضاري للإسلام برعاية مباشرة من الطيب
شهدت السنوات الأخيرة بروز دور بالغ الأهمية للأزهر الشريف إغاثيا يقف جنبًا إلى جنب مع دوره الدعوي، وهي المهمة التي أوكلها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بثقة واقتدار لواحد من أكثر علماء الأزهر الشريف إخلاصا ودأبا في إبراز الوجه الإنساني للأزهر وللإسلام في كل مكان، وهو الشيخ محمد العبد، مدير عام الحسابات الخاصة بمشيخة الأزهر الشريف، ورئيس بعثات الأزهر الإغاثية والعلاجية لكل من مخيمات الروهينجا ببنجلاديش، وقافلته الطبية التى تزور حاليًا دولة بوركينا فاسو.
ولعل من أهم ما قدم الأزهر الشريف خلال الربع الأخير من العام المنقضي كانت تلك الزيارة التاريخية للأزهر الشريف إلى مخيمات ومعسكرات اللاجئين الروهينجا حيث قدم الأزهر الشريف ١٠ أطنان من المواد الغذائية، و١٠ آلاف كسوة وقطعة ملابس لأبناء الروهينجا، فضلا عن القيام القيام بدور بالغ الأهمية من خلال رصد احتياجات المخيمات وإبلاغها للجهات الإغاثية المختلفة فضلا عن اصطحاب بعثة إعلامية وأزهرية قامت بنقل معاناة هؤلاء واطلاع العالم على كثير من تفاصيل المأساة الصعبة التي تمثل عارا في جبين الإنسانية.

وفي ذلك يقول الشيخ محمد العبد في تصريحات خاصة لـ«البوابة»: ننعم في مهامنا الإنسانية برعاية مباشرة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الذي يؤمن بما نقوم به من مهام لإبراز الوجه الإنساني والحضاري للإسلام في رعاية المكلومين من المسلمين وأبناء الإنسانية في كل أرجاء الدنيا، وعادة كلما عرضنا على فضيلته احتياجا ما ضاعف ما كنا نطلب ولعل ما حدث في الروهينجا خير شاهد إذ فوجئنا في الأسبوع الأخير للبعثة بقرار فضيلته بمضاعفة مدة عمل البعثة الأزهرية للروهينجا، وبحث مدى حاجتهم لوجود مكتب دائم، واستمرار فتح قنوات اتصال مع الحكومة البنجلاديشية لرصد احتياجاتهم المتجددة فضلا عن رصد أبعاد المأساة من أرض الواقع للاستمرار في رعايتهم حتى تنتهى مأساتهم، وأنه لم يقتصر دور فضيلته على تقديم المعونات فحسب بل استمر وحتى الآن في الرعاية للطرح الإنساني عالميًا لتلك المأساة للخروج من مأذقها الراهن.
على جانب آخر تواصل قافلة الأزهر الطبية الموفدة إلى بوركينا فاسو عملها، هذه الأيام والتي تستمر حتى ١٩ فبراير الجاري، حيث بلغ إجمالي العمليات الجراحية التى أجرتها «٢١٥» عملية حتى الآن، فيما وقّع أطباء القافلة الفحص الطبي على «٩٥٥١» حالةً مَرَضيّة، في تخصصات: العظام، والباطنة، والرمد، والصدر، والأنف والأذن، والأطفال، والجراحة، والجلدية، وتمّ صرف الأدوية للمرضى بالمجّان.
وتنوعت العمليات الجراحية التي أجرتها قافلة الأزهر الطبية؛ حيث شملت عمليات استئصال الأورام، ومناظير الأنف، وحصوات الكُلى، بالإضافة إلى عمليات المياه البيضاء والمياه الزرقاء للكبار والأطفال.
وكانت قافلة الأزهر الطبية قد توجّهت إلى بوركينا فاسو نهاية الأسبوع الماضي، ويستمر عملها حتى التاسعَ عشرَ من فبراير الجاري، وتضم القافلة ٢٤ طبيبًا من أساتذة طب الأزهر، في ١٤ تخصصًا، بالإضافة إلى طاقم من الممرضين والإداريين، وتقوم القافلة بإجراء الكشف الطبي المجاني، بالإضافة إلى إجراء العمليات الجراحية اليسيرة والمُعَقَّدة، مع توزيع الدواء المجاني المناسب لكل حالة، حيث تمّ شحن ستة أطنانٍ من الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعمل القافلة.. يأتي ذلك في ضوء توجيهات الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وانطلاقًا من الدور الاجتماعي والإنساني الذي يضطلع به الأزهرُ تجاهَ القارّة الأفريقية.

◄ «النعيمي»: التعاون مع مجلس الحكماء يعكس قوة علاقات مصر والإمارات
◄ «البشاري»: الأزهر يتمتع بقبول عالمي يوازي تاريخه المؤثر في كل المسلمين
السنوات الأخيرة شهدت تعاونا كبيرا وملموسًا بين الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في حالة توأمة تعكس ما يجب أن تكون عليه المؤسسات الدينية الإسلامية عالميا، وربما تمثل انعكاسا مباشرا للحالة السياسية النادرة إقليميا في العلاقات المصرية الإماراتية، فلا يكاد الأزهر الشريف يطرح مبادرة إلا وتلقى قبولا واسعا لدى الإخوة في مجلس الحكماء بالإمارات والذين نصبوا فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف رئيسًا لمجلس حكماء المسلمين.. التوأمة بين الأزهر ومجلس حكماء المسلمين أنبتت ثمرات عدة من بينها الجولات الخارجية لفضيلة الإمام الأكبر وقافلة السلام لمجلس حكماء المسلمين والتي شملت حتى الآن خمس محطات هي نيجيريا جنوبا وإندونيسيا شرقا وكلا من إيطاليا وألمانيا وفرنسا فضلا عن أعمال لقاء الشرق والغرب نحو حوار حضاري إنساني، الذي عقد بمدينة فلورنسا في يونيو ٢٠١٥، والذي شهد تأكيدا إسلاميا مسيحيًا على أن الشرق والغرب لا يمكن أن يفترقا، وأن لقاء الشرق والغرب ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها.. ولم تكن تلك هى الخطوة الوحيدة في ذلك الجانب بل تبعتها ندوة دولية لمجلس حكماء المسلمين وأساقفة كانتربري، في أبوظبي فى نوفمبر ٢٠١٦، وتبعهما مؤتمر الأزهر العالمي الحرية والمواطنة.. التعايش والتكامل، وهو المؤتمر الذي شهد حشدا كبيرا من جميع الطوائف هنا في مصر الأزهر، وبعد ذلك المؤتمر ربما بأسابيع قليلة كان تتويج تلك الجهود بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام والذى شهد للمرة الأولى الزيارة التاريخية لقداسة بابا الفاتيكان لمصر بدعوة كريمة من شيخ الأزهر الشريف والتي استقبله فيها كذلك الرئيس السيسي.
من جهته يؤكد الدكتور على النعيمي، أمين عام مجلس حكماء المسلمين، في تصريحات خاصة لـ«البوابة» إيمان دولة الإمارات القوى واليقيني بالدور البالغ الأهمية للأزهر الشريف كقوة كبيرة قوية قادرة على تعميم رسالة السلام للعالمين، وأن الدعم الإماراتي الكبير الذي يقدم لمجلس حكماء المسلمين والذي يقيم مناشط عديدة بالتعاون مع الأزهر الشريف وتحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر فهو يأتي انعكاسا لتلك الثقة الكبيرة التي توليها القيادة السياسية لدعم الإسلام الوسطى السمح المتمتع بالقبول عالميا المتمثل هنا في الأزهر الشريف، وهو ما يعكس دون أدنى شك حالة التوأمة التي تعيشها الإمارات ومصر على جميع المناحي والمواقف الداعمة من كل منهما للآخر.

من جانبه أشار الدكتور محمد البشاري، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي الأوروبي في تصريح خاص لـ«البوابة»، إلى أن الأزهر الشريف كعبة العلوم الإسلامية في العالم، يحمل على عتقه عبء نشر صحيح الدين الإسلامي في العالم أجمع، ويتمتع بقبول رباني في كل أرجاء الدنيا.