الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر.. قاطعت المقاطعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فخور بجيش بلادي.
فخور بشرطة بلادي.
فخور بالمشهد الحضارى حين نرى القوات المسلحة والشرطة تقف فى أروع مظهر يحرسان الصوت الانتخابي، ليسوا متسلحين فقط بالمدافع والبنادق لكن سلاحهم الأقوى هو سلاح إنسانى غير مرئي، بلغة لا يفهمها إلا أبناء الوطن الواحد، سلاح مساعدة الضعيف والذين تمنعهم ظروفهم الصحية من الوصول إلى مقار الاقتراع فى مودة رائعة لم يلاحظها المراقبون الأجانب.
فخور بجيش بلادي. فخور بشرطة بلادي. الذين أثبتوا أنهم حماة الشرعية والعين الساهرة على رعاية مسيرة الديمقراطية، يقفون بكل مظهر ومعنى، متسلحين بسلاح الكبرياء وشرف المسئولية ووضعوا نظرية جديدة فى جدول واجبهم الوطنى المركب وهو اعتبار واجبهم فى تأمين سلامة الصوت الانتخابى لا يقل مجدًا وشرفًا عن حراسة أرض مصر.. وعرضها.
أكدوا للعالم إن الانتخابات الرئاسية ليست مجرد نزهة أو استعراض مظهرى، لكن وجودهم بهذه الروح التى تبعث فى نفوس أبناء الشعب الثقة والتعبير هى رسالة مواطن جاء يستخدم حقه الدستوري، تقول فى أرفع كلماتها، نحن جيش مصر وشرطتها نحيط قراراتكم أيها الشعب بكل فدائية، فنحن جيش مصر فداء لكم وأعراضكم وأسركم، وأيضًا اليوم فداء لأصواتكم أمام صناديق الاقتراع، هذا المشهد أضاف للمصريين أن أصواتهم مصانة ليس فقط كمجرد آلية تنظيمية إدارية لكنها محروسة برجال أوفياء أمناء يعرفون معنى الفداء والتضحية.
فخور بجيش بلادي. فخور بشرطة بلادي. الذين وقفوا على شكل «حرس شرف» يحيط الناخب بموكب الفخار، ويقولون له فى هذه اللحظة التاريخية أنت صاحب القرار، أنت صاحب الإرادة، أنت فى هذا الوقت صاحب الأمر الذى لا يرد، أنت لا تضع صوتك فى صندوق الاقتراع فقط محاطًا بمعانى الإجلال والتوقير والتكريم، لكن أنت توقع بالقلم وبغرس أصبعك وبإرادتك وبقناعتك وبحساباتك وبضميرك ومدلولاتك مع نفسك، تختار الذى تصدر إليه أمرك بتكليفه للقيام بمسئولية البلاد وقيادتها وأمانة مسئولياتها التى تضعها فى عنقه، وهو تكليف وتشريف واستدعاء للخدمة الشاقة ومعايشة مسيرة التقدم التى تعرف الراحة.
فخور بقضاة بلادي. الذين مثلوا منظومة تضاف إلى تاريخ وسجل قضاة مصر، فهم عنوان النزاهة المحصن ضد الاختراق أو الاستقطاب أو الالتفاف، فهم الذين سطروا بحراستهم للمنصة العالية أقدس المعانى وأنبل الأهداف، كان هؤلاء الصفوة من خيرة أبناء مصر فى الطليعة يحرسون جميع الخطوات الإجرائية لصوت المواطن الانتخابى من البسطاء حتى يصل إلى مرمى الأمان داخل الصندوق المؤمن ضد أى شبهة تدخل، فهو محروس عندهم بقوة الدستور وآلية القانون الذى جعل جميع المواطنين متساوون أمامه، والمركز القانونى واحد، والحق الدستورى القانونى واحد، حراس العدالة الذين يحملون وشاحها، رمز الشموخ على منصاتها، الرافعون إعلام العدالة ولواءها، كلمة الحق والقانون عنوانها.
وهذا هو شعب مصر.
ارتدى الجميع ملابس الميدان لخوض أشرف عملية إعادة بناء يشارك فيها أبناء الوطن كله داخله وخارجه، مؤكدين أن الحضارة ليست مسئولية فئة لكنها مسئولية كل مصرى يعيش على أرضها أو فى أى مكان فى العالم، وبعيدًا عن أسلوب التنابذ فى الحوار مع الادعاءات التى أطلقها الذين فى قلوبهم مرض، وبعيدًا عن اللجوء إلى الجدل الإيديولوجى أو الرد الساخن على الافتراءات التى أطلقتها منصات الإعلام، فنحن لا نؤمن بنظرية المؤامرة لأننا لا نرد على الصغائر والإسفاف إلا من خلال هذه الجموع المتماسكة الواثقة المطمئنة.
إن كل من ينتمى لهذا البلد لديه القناعة والعقيدة الراسخة إلا نلتف إلى رسائل السوء والإساءة أو محاولات من يعكرون على الأمة فرحتها بعيدها الديمقراطى، وفرحتها السياسية والوطنية سوف نطرح كل هذا جانبًا لأنه لا يستحق مجرد الرد.
قالوا إن الشعب سيقاطع الانتخابات، وجاءت الأمة كلها بحضورها تقول للعالم كله، ها نحن إلى طريق الحضارة عائدون، وكشفوا عن أن تجارة بيع شعارات الجاهلية بارت لأن الشمس أشرقت مرة أخرى، واستعاد الشعب مكانته ونفاذ كلمته؛ فأثبت أنه الناطق الرسمى باسم أمته، لن يسافر الوطن مرة أخرى ليغترب عن وطنه؛ فهو يعيش داخل الصدور والأفئدة والقلوب.
هذا هو الدرس الذى لقنه لكم الشعب فاستوعبوه.
هذا هو نص المبادئ الذى أعلنتها الأمة فذاكروه.
هذه هى قائمة ذنوبكم، فاتقوا الله وأطيعوه.
هذه هى شجرة الزقوم عقابًا لجرائمكم هذا طعامكم فتناولوه.
لن تتمكنوا مرة أخرى من سرقة الوطن ورد المواطنين عليكم على ندائكم بالمقاطعة بالتواجد المكثف المبكر أمام صناديق الاقتراع، فأردتم أن يقاطع الشعب استخدام حقه، فردوا عليكم بالضربة الوطنية القاضية، لقد قاطعنا المقاطعة.. ونحن صفًا واحدًا نتجه إلى طريق المجد والخلود عائدون، ولراية التقدم رافعون.