السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الانتخابات الرئاسية.. المصريون يتحدون الإرهاب ودعوات المقاطعة.. "سكينة": المرأة تصدرت المشهد.. و"سيد": همة الشعب تظهر في المواقف الصعبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهى اليوم الثالث والأخير من جولة الانتخابات الرئاسية، حيث أدلى الناخبون داخل مصر بأصواتهم في أكثر من 13 ألف لجنة فرعية على مستوى البلاد أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، أسوة بتصويت المصريين في الخارج الأسبوع قبل الماضي والذي استمر ثلاثة أيام أيضًا، وسط تواجد أمني مكثف لتأمين الناخبين بعد حادث تفجير الإسكندرية الأخير الذي استهدف موكب مدير أمن إسكندرية السبت الماضي.
وشهدت مراكز الاقتراع في سباق الانتخابات الرئاسية أقبالًا جيدًا من المصريين على صناديق الانتخابات للإدلاء بأصواتهم بعدما أصطف المصريين أمام اللجان الانتخابية ليسطرون ملحمة تاريخية جديدة، وذلك بالرغم من دعاوي المقاطعة التي أطلقها البعض قبيل مارثون الانتخابات على مقعد الرئاسة المصري، الذي يتنافس عليه عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية الحالي، وموسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد.
وأُجريت الانتخابات الرئاسية على مدار الثلاثة أيام الماضية؛ الإثنين والثلاثاء والأربعاء، ويبلغ عدد المواطنين ممن لهم حق التصويت بجميع أرجاء الجمهورية 59 مليونا و78 ألفًا و138 ناخبًا يصوتون في 13 ألف و706 لجنة فرعية، تمثلها 367 لجنة عامة، بإشراف 18 ألف قاض بمعاونة 110 آلاف موظف.
وسَبَقَ إجراء الانتخابات الرئاسية في الداخل تصويت المصريين بالخارج أيام؛ الجمعة والسبت والأحد ١٦ و١٧ و١٨ مارس الجاري، في 139 لجنة بالقنصليات والسفارات في 124 دولة حول العالم، حيث جاءت دول؛ الإمارات والكويت والسعودية والبحرين في صدارة الدول بنسبة 51 % من عدد المشاركين في الدول كافة، وسط حِرص المواطنين المصريين فى الخارج على أداء واجبهم الوطني والإدلاء بأصواتهم لتقرير مصيرهم فى مشهد حضاري.
وفى الداخل، كانت قوة الإقبال على مدار أيام التصويت الثلاثة بمثابة مؤشرًا على ملامح الوطنية الخالصة لدى أبناء الشعب المصري، ولتثبت للعالم أجمع أن مصر قادرة على محو أي مؤامرات ضدها، فضًلا عن تعزيز روح الوطنية والانتماء وحبهم لبلدهم، بعدما اعتبر الكثير من الناخبين أن التصويت ليس خيارًا ديمقراطيًا بقدر ما هو واجبًا تجاه الوطن.
وجاءت مشاركة المصريين، خلال أيام الاقتراع، لتؤكد على إصرارهم في دحر الدعوات الخبيثة والمغرضة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية التي سبقت أيام الانتخاب، وللوقوف أمام البيانات التي أطلقها البعض لتحرض المصريين على ضرورة عدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، حيث نظمت مديريات التربية والتعليم والصحة، في محافظات عِدة، مسيرات بمشاركة طلاب ومعلمون وأطباء لحث الناخبين على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والنزول للإدلاء بأصواتهم.
كما تصدرت تغريدات المصريين موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، خلال أيام الاقتراع الثلاثة، حيث دَشَنَ المغردون المصريون عبر صفحاتهم الشخصية أكثر من هشتاج ردًا على حملات المقاطعة ومحاولات جماعة الإخوان الإرهابية التي تسعى لاستهداف أمن واستقرار مصر، فما بين "نازلين الانتخابات ومش خايفين" و"نازلين نكمل المشوار" وغيرهما، جاءت تغريدات عشرات الألاف من المصريين لتؤكد مشاركتهم بإصرار وعزيمة في انتخابات الرئاسة.
وتداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي، خلال أيام التصويت، صورًا وفيديوهات من أمام اللجان العامة والفرعية بمختلف محافظات مصر، مؤكدين على أن الحس الوطني والانتماء دفعهم للإدلاء بأصواتهم في عُرس انتخابات الرئاسة، بالإضافة لمشاركات عددًا كبيرًا من الفنانين والرياضيين المصريين في المشهد الانتخابي.
وقالت الكاتبة والروائية سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية السابق، إن إقبال المصريين على لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم يعود إلى الحماس والحس الوطني للمصريين تجاه وطنهم، مؤكدة أن إدراك المصريين لحجم ما يُهدد بلدهم من مخاطر حقيقية دفعهم للخروج للإدلاء بأصواتهم وتحد لما يُهدد أمن مصر من مؤامرات تحاك للوطن.
وأضافت فؤاد لـ"البوابة نيوز": "المصريون تحملوا مؤامرات ومُخططات، دولية وإقليمية وداخلية وجماعات إرهابية ومخططات غدر وكراهية، وذهبوا إلي صناديق الانتخابات ليتحدون كل هذا، وليعلنوا دعمهم لبلدهم وما يحدث فيها من مشروعات ومن حرب على الإرهاب ولإدراكهم ما ينتظرهم من آفاق أمل، فالمصريون تستنفر كرامتهم ويخرجون في الشوارع عندما يهدد بلدهم أي خطر".
وأشادت "فؤاد" بدور المرأة المصرية في الانتخابات الرئاسية، وأوضحت: "مُنذ أيام الحملة الفرنسية والثورة العرابية والمرأة المصرية يسكنها هذا الوطن ولديها بحسها الإنساني قدرة استشراف الخطر، كما أن ما يُحققه أبنائنا من خير أبناء الأرض في سيناء من نماذج بطولية عظيمة هو زراعة وتربية أمهات، فالمرأة المصرية تاريخ من النضال والعشق للوطن والحس والوعي الوطني، لذا خرجت وتقدمت الصفوف كعادتها لتقود معركة نجاح العملية الانتخابية".
وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إنه رغم دعوات لمقاطعة الانتخابات التي سبقت بدء الاقتراع شارك المصريين وسارعوا بالخروج للإدلاء بأصواتهم نتيجة ارتفاع نسبة الوعي لدي جموع الشعب المصري.
وأضاف سيد لـ"البوابة نيوز": "هناك قطاعات محددة كانت الأكثر مُشاركة في الانتخابات الرئاسية وهي؛ السيدات، اللاتي أقبلن على الانتخابات بشكل كبير جدًا، ثم فئة كبار السن حتى إن بعض المرضى والمعاقين منهم شاركوا بكثافة، أما الفئة الثالثة فهي؛ "أهالينا في الريف المصري"، حيث خرجت القري بأكملها للإدلاء بأصواتها، فكان المشاركة في الريف أكثر عنها في الحضر، ما يُبين أن هذه الفئات هي الأكثر شعورًا بالأمان بالرغم من أنهم الأكثر تضررًا من ارتفاع الأسعار".
وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن الأمن والأمان اللذان تحققا في الأربع سنوات الأخيرة يُعد سببًا رئيسيًا في مشاركة تلك الفئات في الانتخابات عن غيرها، حيث أنهم الأكثر خوفًا على أمان أبنائهم وأسرهم، خاصة بعد ما شهدوه من انفلات أمني عقب ثورة يناير وحتى 30 يونيو، منوهًا بأن المصريين اكتشفوا أبعاد المؤامرة التي تستهدف وطنهم وعلمهم الجيد بأن بجماعة الإخوان الإرهابية تعمل بالوكالة لدي مشروع أكبر هو؛ الشرق الأوسط الجديد، والذي تُعد مصر في إطاره الجائزة الكبرى.
وأشار "سيد" إلى أن كثير من المصريين تأكدوا بالفعل أن هناك مؤامرة تستهدف وطنهم، خاصة بعد حادث الإسكندرية الإرهابي الذي أستهدف مدير أمنها، موضحًا: "خَرَجَ المصريين للإدلاء بأصواتهم في صناديق الانتخابات ردًا على الجماعات الإرهابية وتهديداتهم ودعواتهم بالمقاطعة، وهُنا ظهرت "همة المصريين" في المواقف الصعبة، فكما شعروا أبان 30 يونيو بأن بلدهم في طريقها لطريق مظلم فنزلوا للشوارع بأعداد لم يشهدها التاريخ من قبل خرجوا أيضًا للمشاركة في الانتخابات عندما شعروا أن الوطن في مواجهة الإرهاب".