الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

التوترات البريطانية الروسية مرشحة للتفاقم بعد تدخل الاتحاد الأوروبي

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسة الوزراء البريطانية ماي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يؤيد الاتحاد الأوروبي بقوة اتهام بريطانيا لموسكو بهجوم بسلاح كيميائي على جاسوس روسي سابق، تحول فيما بعد إلى عميل مزدوج، في إنجلترا.
ويتفق جميع قادة الاتحاد الأوروبي الـ 28 مع تقييم بريطانيا على أنه "من المرجح للغاية أن تكون روسيا الاتحادية مسؤولة عن الهجوم، وأنه لا يوجد تفسير بديل معقول"، وفق بيان مشترك صدر يوم الخميس الماضي.
وتعهدت بعض دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها فرنسا وألمانيا، بفرض عقوباتها الخاصة على روسيا بسبب الحادث. 
ولا تزال دول أخرى في الاتحاد الأوروبي تدرس إمكانية ذلك.
وهذا هو المسار الأكثر ضررًا للأحداث في العلاقات بين روسيا والغرب، منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في أوكرانيا المجاورة قبل أربعة أعوام، رداً على الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا بتأييد من الغرب.
وإذا لم تتخذ روسيا خطوات جديدة لحل القضية الحالية، فإن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "يمكن أن تنفذ تهديدها بأن تتخذ خطوات جديدة ضد روسيا، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من التوترات لأن موسكو سترد بالتأكيد بالمثل"، حسب ما قالت أماندا بول، المحللة البارزة بمركز السياسة الأوروبية في بروكسل، لوكالة الأنباء الألمانية، عبر البريد الإلكتروني.
ويرقد الجاسوس السابق سيرغي سكريبال، وابنته يوليا في المستشفى في حالة حرجة بعد العثور عليهما فاقدي للوعي في وقت سابق من هذا الشهر، على مقعد بحديقة أمام مركز للتسوق في مدينة سالزبري الإنجليزية جنوبي البلاد.
وأدين سكريبال ببيع أسرار الدولة الروسية إلى بريطانيا في 2006، وجُلب إلى بريطانيا في عملية تبادل جواسيس بعد عدة سنوات.
وقالت السلطات البريطانية إن "سكريبال وابنته تعرضا لهجوم بغاز أعصاب طورته روسيا ومعروفه باسم نوفيتشوك".
وقررت بريطانيا الأسبوع الماضي طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا رداً على الهجوم، وردت روسيا بطرد نفس العدد من الدبلوماسيين البريطانيين.
وقال فلاديسلاف بيلوف، الخبير في العلاقات الدولية بأكاديمية العلوم الروسية: "لا توجد أدلة قاطعة تثبت تورط الدولة الروسية في حادث سكريبال".
وأضاف: "في إطار قانوني، ينبغي اعتبار روسيا بريئة حتى تثبت إدانتها، وليس العكس".
وقال بيلوف عبر الهاتف من ميونخ: "لا يجب أن تضطر روسيا إلى إثبات أي شيء". 
وأضاف أنه " ليس من ضمن الحدود القانونية ونطاقها" بالنسبة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يقولا إن "السيناريو المعقول الوحيد يقتضي تورط الدولة الروسية".
وأوضح بيلوف أن الحادث، الذي تزعم بريطانيا أنه هجوم من جانب روسيا ، يمكن أن يُنظر إليه أيضاً على أنه هجوم على روسيا، حيث أنه استهدف مواطناً روسياً وابنته.
وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي يسعى لإظهار أنه يقترب من الحادث من موقع قوة، وأن روسيا تشبه "قلعة تحت الحصار".
وعقدت روسيا اجتماعين على الأقل لمجلس الأمن القومي في الأسبوعين الماضيين لبحث التوترات مع بريطانيا.
ونفت مراراً تورطها في حادث سكريبال، حتى أنها اتهمت بريطانيا بتشجيع الاتجاهات المعادية لروسيا في الغرب.
وأعلن الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع استدعاء سفيره في روسيا، ماركوس إيديرر، بسبب الفضيحة. 
وقال التكتل الأوروبي إنه "من المقرر أن يعود السفير إلى بروكسل في نهاية هذا الأسبوع".
وقالت أماندا بول، المحللة بمركز السياسة الأوروبية: "يمثل رد الحكومة البريطانية شيئاً من التغيير عن نهجها السابق الذي كان يتسم بالضعف".
وقبل حوالي عقد، سُمم جاسوس روسي سابق آخر، هو ألكسندر ليتفينينكو، في لندن "بنظير مشع".
كما ألقت بريطانيا باللوم على روسيا في ذلك الحادث.
وأضافت أماندا بول أن "استجابة بريطانيا لوفاة ليتفينينكو كانت ضعيفة نوعاً ما، ومن الواضح أنها لم تكن كافية لردع هجمات أخرى، والآن اتخذت ماي نهجا قوياً جداً".