الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

1979.. معاهدة السلام "المصرية - الإسرائيلية"

 الرئيس محمد أنور
الرئيس محمد أنور السادات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى خطابه أمام مجلس الشعب فى التاسع من نوفمبر من عام ١٩٧٧ قال الرئيس محمد أنور السادات: «إننى على استعداد حتى للذهاب إلى آخر نقطة فى العالم سعيًا إلى السلام العادل، ومن أجل ألا يقتل أو يجرح أى من أبنائى الضباط والجنود.. بل إننى على استعداد حتى للذهاب إلى الكنيست الإسرائيلى لأننا لا نخشى السلام، ولأننا أيضا لا نخشى المجابهة مع إسرائيل، ولأن عناصر القوة فى الموقف العربى تزيد كثيرًا عن عناصر القوة فى الموقف الإسرائيلي، ولأننا على دراية كاملة بأساليب خصمنا فى المناورات، ولأننا أولًا وأخيرًا نستند إلى موقف صلب من التضامن العربي».

وفور انتهائه من إلقاء تلك الكلمات كان الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، الذى كان حاضرًا لتلك الجلسة التاريخية أول من انفجر بالتصفيق الحار، وفقا لما ذكره بطرس بطرس غالى وزير الدولة للشئون الخارجية آنذاك، فى كتابه «طريق مصر إلى القدس» حيث كان يجلس ملاصقًا لـ«عرفات» فى الصفوف الأولى بتلك الجلسة. كانت تلك المبادرة التى أطلقها السادات محاولة لتحريك الماء الراكد فى مفاوضات «جنيف» بين مصر وإسرائيل لاستعادة بقية الأراضى المحتلة وكانت المباحثات تتم برعاية أمريكية – سوفيتية ولكن خلال هذه الفترة كانت تمر بمرحلة من الجمود فأراد «بطل الحرب والسلام» دفع الأمور إلى الأمام.

وبعد يومين من تلك المبادرة أعلن مناحم بيجين، رئيس وزراء إسرائيل آنذاك قبوله مبادرة «السادات» ووجهت دعوة رسمية له لزيارة فلسطين المحتلة، وفى التاسع عشر من نوفمبر ١٩٧٧ كانت زيارة السادات التاريخية للقدس المحتلة والتى ألقى خلالها خطابًا فى «الكنيست»، وكانت تلك أول زيارة «علنية» لرئيس عربى لإسرائيل، وفى السابع عشر من سبتمبر ١٩٧٨ وُقعت اتفاقية «كامب ديقيد» بين «السادت» ورئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك مناحم بيجين بعد اثنى عشر يومًا من المفاوضات الشاقة فى منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية وتحت رعاية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر.

وبعد ١٦ شهرًا من زيارة السادات للقدس المحتلة، وفى مثل هذا اليوم السادس والعشرين من مارس ١٩٧٩ وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام، وكان أول اعتراف عربى بحق تل أبيب فى الوجود، ونصت على إنهاء حالة الحرب بين البلدين وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلى من سيناء بالكامل، وإنشاء منطقة حكم ذاتى للفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة مع ضمان عبور السفن الإسرائيلية فى قناة السويس.

وفى اليوم التالى من توقيع المعاهدة أعلنت جامعة الدول العربية مقاطعتها لمصر، واتخذت بعد ذلك عدة إجراءات، تعبر عن الرفض العربى لاتفاقية السلام، حيث نقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس، واستمرت المقاطعة ما يقرب من ١٠ سنوات.